محافظة ابين لن تغرد خارج السرب

خلال الأيام والأسابيع المنصرمة نشأ اعتقادان متناقضان يخصان محافظة أبين وعلاقتها بالمجلس الانتقالي الجنوبي:
الاعتقاد الأول وهو مبني على الظنون والهواجس والأوهام التي وزعها المروجون والمشككون الذين لا يرون في أبين إلا ذلك العدد الضئيل من ذوي الأصوات العالية والحضور المتضائل والفعل القليل وقد ظن أصحاب هذا الاعتقاد أن أبين لن تتقبل فعالية تتعلق بالمجلس الانتقالي ، ويبني أصحاب هذا الظن اعتقادهم على تصور أن أبين هي ذلك النفر القليل ممن تاجروا باسمها واثروا على حساب معاناة وفقر وألم ابنائها وبناتها.


والاعتقاد الثاني وهو مبني على ما قدمته أبين وما تزال تقدمه من تاريخ مشرق ومساهمة ناصعة في نصرة الحق ورفض المنكر والانحياز إلى الوطن والدفاع عن مصالح اهله، وأصحاب هذا الظن هم من اولائك العارفين لأبين ونقاء أهلها وبطولاتهم وتضحياتهم في سبيل الحق واهله، وكان أصحاب هذا الاعتقاد يؤمنون وما يزالون يؤمنون بان أبين لن تغرد إلا ضمن السرب الجنوبي ولن تكون إلا جزءً من مشروعه الوطني الكبير.


ولأنني أحد أبناء أبين الخير والعطاء فقد كنت متيقناً أنها ستظل كما عهدناها معطاءةً للوطن وفيةً مع قضاياه منحازةً إلى خير ابنائها رافضةً للدسائس والفتن طاردةً للشر والأشرار مهما تكالب عليها المتكالبون ومهما قسى عليها تجار الحروب.


اليوم وانا اقرأ الاخبار عن موعد انعقاد فعالية المجلس الانتقالي الجنوبي في أبين تيقنت أنني لم أكن مخطئاً عندما كنت أؤكد للزملاء أن أبين لن تغرد خارج السرب الجنوبي العظيم كما اعتقد الواهمون وكما تمنى لها المغرضون.
فتحية لأبين الأبية وأهل أبين الأباة.


همسة أخيرة
قبيل الانتهاء من كتابة هذا المنشور قرأت بيانا عجيبا باسم المقاومة ومشايخ وقبائل ابين موقع باسم شخص واحد وحيد يهدد فيه من أصدره قيادة المجلس الانتقالي من دخول ابين ويحملهم مسؤولية ما سيحصل لهم إن دخلوا المحافظة.
يعلم الجميع ان تلك ليست لغة اهل ابين ولا ثقافتهم ولا إخلاقياتهم.


وحيث ان صاحب البيان قد وجه حديثه إلى محافظ أبين معبراً عن تأييده لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي التي لا ينازعه فبها إلا الانقلابيون في صنعاء ومحيطها، فإن كل عاقل لن يحمل المسؤولية عما تضمنه هذا البيان إلا السلطة التي يمثلها الأخوان رئيس الجمهورية ومحافظ المحافظة المعنيان وحدهما بحفظ الامن وحماية ارواح وممتلكات كل من يحل أو يترحل في هذه المحافظة.