قــصـة الشهــيـــــدة نعومة فضل ناصر (أم الثوار والمقاومين والشهداء)

الاثنين 20 نوفمبر 2017 16:21:05
قــصـة الشهــيـــــدة  "نعومة فضل ناصر " (أم الثوار والمقاومين والشهداء)
خديجة بن بريك
الشهيدة نعومة فضل عندما اجتاحت المليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح الغازية أرض الجنوب في 2015، شمّر كل أبناء الجنوب سواعدهم لمواجهة ذلك العدوان الغاشم، شبابهم وشيوخهم وأطفالهم ونساؤهم، كلا بما يستطيعه.. فأضاقوا تلك المليشيات الويل والخسران.. وعلموا العدو معنى الحرية والوطنية والفداء والتضحية من أجل العزة والكرامة. 
الشهيدة نعومة فضل ناصر العزيبي.. امرأة سبعينية، من محافظة لحج الأبية، صمدت في وجه المليشيات الانقلابية الوحشية.. حيث رفضت نعومة النزوح إلى أي منطقة أخرى وبقيت في مدينتها (الحوطة) عاصمة محافظة لحج، فكانت نموذجا ورمزا للنضال، الذي يقول للأعداء بأن الصمود والتحدي لا يقتصر على الشباب، وإنما الشيوخ والكبار من الرجال والنساء أيضا باستطاعتهم أن يسطروا ملاحم من الصمود والشجاعة من أجل الدفاع والحفاظ على وطن حاول الأعداء العبث به. 
الشهيدة نعومة فضل ناصر العزيبي "أم المجاهدين والمقاومين الأبطال”، ليست في غزة بفلسطين ولا في سوريا ولا في الفلوجة بالعراق، بل هي من حوطة لحج في جنوب اليمن..(أم الثوار والمقاومين والشهداء) هكذا وصفتها د. غيداء عبدالقادر مجاهد العولقي‏، على صفحتها بـ"الفيس بوك". 
نعومة.. هي فخر أهالي لحج، رفضت النزوح من لحج على الرغم من القصف والدمار الذي أحدثته المليشيات الغازية في المحافظة في حرب 2015، فظلت في منزلها الذي أصبح حينها قبلة لشباب المقاومة الجنوبية في لحج، ليكون مكانا آمنا لراحتهم ولتناول وجباتهم الغذائية التي تعدها لهم الحجة نعومة العزيبي، فقد تحول منزلها إلى مطبخ كبير يعمل على توفير الوجبات الغذائية لشباب المقامة الجنوبية هناك في لحج. عرفت الحجة نعومة في حارة سوق الصيد بالحوطة بأنها تصدت للعدو من خلال وقوفها مع شباب المقاومة وفتح منزلها لهم. 
وقد كتبت د. غيداء العولقي أيضا على صفحتها قائلة:"لم تكتفِ الشهيدة نعومة بتوفير الأكل والشرب والملاذ الآمن للمجاهدين فقط، بل إنها كانت توفر لهم (المشتقات النفطية)التي يحتاجونها لتشغيل المواطير، حيث كانت تخاطر بحياتها وتجلب هذه الاحتياجات من مدن ومناطق محافظة عدن، متحديةً نقاط التفتيش الحوثية، ومتخلصة منها بطريقتها الخاصة”. 
استشهدت الحجة نعومة برصاص قناص غادر كان متربصا بها، كونها المرأة التي أطعمت وآوت شباب المقاومة في لحج، الذين تصدوا للعدو المليشاوي القادم من أقصى الشمال، فعلى الرغم من قلة خبرتهم الحربية وقلة أسلحتهم وتواضعها إلى جانب قلة الذخيرة، إلا أنهم ظلوا شجعانا، حيث كانت لهم الحجة نعومة رمز القوة والشجاعة والتضحية، المرأة السبعينية التي استطاعت أن تجمع حولها أغلبية شباب المقاومة بلحج لتعطيهم دروسا في الصمود، فقد كانوا مقاومين في الجبهات وهي تقاوم من أجل توفير الغذاء والمأوى الآمن لهم وكل ما يحتاجونه أثناء معاركهم العنيفة ضد قوات الغزو الحوثي العفاشي. 
استشهدت الحجة نعومة، إلا أنها مازالت في قلوب أبناء لحج إلى اليوم.. ما زالوا يذكرون الحجة نعومة (أم المقاومين)، التي أصحبت رمزا من رموز محافظة لحج.. امرأة بألف رجل، فعلى الرغم من كبر سنها إلا أنها أعطت للجميع دروسا في الصمود والشجاعة وحب الوطن.