المؤسسة العامة للنقل البري بعدن ..منشأة عملاقة دمرها الاحتلال وأحيتها إمارات الخير والعطاء

الأربعاء 29 نوفمبر 2017 15:30:35
المؤسسة العامة للنقل البري بعدن ..منشأة عملاقة دمرها الاحتلال وأحيتها إمارات الخير والعطاء
المشهد العربي/ علي الهدياني- سمية المشجري

بعد أن تعرضت للدمار المننهج والمدروس من قبل نظام احتلال صنعاء الذي عمد على تدمير كل منشات الجنوب منها مؤسسة النقل البري بعدن حيث أمعن في تدميرها وتسريح موظفيها والقضاء عليها تماما لغرض في نفس يعقوب.

 اليوم مؤسسة النقل البري تستعيد عافيتها وتعود لسابق عهدها بلمسة اخوية حانية من دولة الامارات العربية الشقيقة التي منحت المؤسسة 62 حافلة نقل جماعي بالإضافة الى تكفل الهلال الأحمر الاماراتي بإعادة تأهيل المباني التابعة للمؤسسة

صحيفة صوت المقاومة الجنوبية قامت بزيارة استطلاعية للمؤسسة الحيوية واستطلعت عن قرب التحضيرات الخاصة باطلاق خطوط نقل جديدة حكومية تابعة للمؤسسة في محافظة عدن وبين بعض المحافظات التي تعيش وضعا أمنيا أفضل

 في جولتنا الاستطلاعية التقينا المهندس حسين عبد الرحمن العبادي مدير عام مؤسسة النقل البري  بعدن الذي رحب بنا ودعانا الى مكتبه وبدأ يسرد لنا حكاية واحدة من اعرق المؤسسات الحيوية الريادة في الجنوب.

تاريخ عريق حافل بالإنجازات

المهندس العبادي  تحدث الينا ساردا تاريخ مؤسسة النقل البري بالتفصيل منذ التأسيس وحتى عودة الروح اليها مجددا حيث قال " بدأت المؤسسة نشوئها من عام 1975م كان عمل المؤسسة هو خدمة الناس والمواطنين بكافة شائحهم المجتمعية ولخدمة الطالب وبأسعار زهيدة جدا وشبة مجانية بكروت وبطائق شهرية كانت تمتلك من الاسطول تقريبا 200باص من التاتا. والمجري و100   شاحنة   نيسان للأرياف.. و50شاحنه تنقل البضائع لمحافظة عدن من   الرصيف و 50تاكس مطار لكن حصل عليها تدمير ممنهج  من قبل نظام صنعاء.

وعن الخدمات الجليلة التي كانت تقدمها المؤسسة للمواطنين يقول العبادي "كانت  المؤسسة تعطي تخفيضات للطلبة والعمال وذوي الدخل المحدود كان يتم نقل البر من عدن للمهرة ب 105   شلن وفي المهرة  يباع بنفس المبلغ وفائض النقل تتحمله المؤسسة وبالمقابل الدولة تعوض المؤسسة أخرى من رسوم المرور او اعفاء من الجمارك كوننا نستورد باصات من الخارج فيتم اعفائنا من الجمارك مقابل تقديم خدمات للمواطن.

تدمير ممنهج

 وعن سيناريو التدمير الممنهج الذي بداته اذرع الاحتلال لتدمير المؤسسة بصفتها واحدة من المؤسسات الحيوية التي ترتبط بالجنوب تاريخا وهوية يقول المدير العبادي "بعد الوحدة بدا منهج  التدمير الأول  حيث تم تسريح العمال بدفعات اول دفعة كانت 400عامل واغلبهم خريجين  درسوا بالخارج  و المهندسين تم تحويلهم للقوى الفائضة اعلى مرتباتهم تصل الى 40 الف الدفعة الثانية  300 عامل والدفعة الثالثة 150 عامل  حتى بقي 50 عامل فقط التدمير الاخر المؤسسة كنا مسؤولين عن جميع الفرزات في عدن وهذه كانت تعطي ايراد للمؤسسة بدون خرج وتم تشكيل هيئة النقل البري لكي يتم النهب بطريقة ممنهجة جدا في صنعاء فتم سحب الموارد وتم منع صيانة المركبات لتدمير الهيئة"

 ويضيف مدير المؤسسة قائلا "كانت لدينا ورشات و مستودعات قطاع الغيار وسيارتين اسعاف فعندما يتم أي شكوى اعطال لأي فرع في أي محافظة يتم ارسال المهندسين للإصلاح اما بعد الوحدة فقد تم تعليم الناس وارسالهم للسرقة بتحميل السائق نفقات الإصلاحات فيأتي العامل بمبلغ ضعف الذي تم انفاقه..

 ويواصل العبادي حديثه بعد ان يستجر تنهيدة عميقة من أعماق قلبه الموجوع ويقول " بقي المبنى كما هو حتى جاءت الحرب  في صيف 94قاموا بسرقة المعدات وحتى الان لازلنا نتابع مستحقاتنا مع الأسف اذا  قاموا بتمويلنا بملغ أرادوا الايراد ضعفه ومع الأسف كذلك حتى رواتبنا لا تصلنا الا كل ستة اشهر الى ثمانية اشهر وبعد تعدد شركات النقل هناك بعض العمال تركو العمل من الشركات الخاصة واتو للعمل بالمؤسسة بمبالغ زهيدة

واردف العبادي بقوله  : هناك صفقات تمت قبل عدة سنوات باستيراد باصات نقل من ايران وعند وصول الباصات وعمل العرض لها طلبوا تجربتها الى المناطق الشمالية (صنعاء – تعز) ولم يعيدوها بل قاموا احتجازها ولم يتم ارجاعها الينا لكن لان الباصات صنعت للعمل للمناطق الساحلية لم يمر 6 اشهر والتي كانت ستعمل للنقل في طريق ( عدن-المكلا)(عدن -الحديدة)  حتى تلفت ولم تعد قابله للتشغيل ولا للإصلاح كونها مناطق جبيلة والباصات اعدت مكائنها للمناطق الساحلية تم ارسال لهم باصين لكن كذلك لم يعطونا أي باص للعمل فيه وحتى قبل فترة كنا نسدد أقساط قيمة الباصات ..

الحضور الأخير

 وعن الفترة التي شهدت فيه المؤسسة اخر نشاط لها يقول مديرها العام "اخر نشاط لنا كان قبل الحرب صيف 94 وبعد الحرب نهبت المستودعات والاطارات والبطاريات الخاصة للباصات والمركبات كانت لدينا مكائن كبيرة للخراطة لم يستطيعوا سرقتها لان اليابانيين قاموا بتثبيتها على الأرض لكن بعض النفوس الضعيفة قاموا بسرقتها وفكفكتها الى قطع كذلك هناك جماعات قاموا بالبسط داخل المؤسسة وبدأوا بالبناء لكننا منعناهم كونها ممتلكات خدماتية حكومية عائدة للمواطن نفسه "

عودة الروح الى المؤسسة

وبخصوص عودة الروح للمؤسسة وخطة الانتشار لباصات المؤسسة في المحافظات قال المهندس العبادي"  تم فتح مكاتب في محافظة حضرموت والضالع   يوجد   لدينا طلبات  من محافظات أخرى لكنهم لم يعطونا ضمانات التي ستؤمن الباصات من قطاع الطرق لم يعطونا أي ضمانات وأبدو تخوفهم من التعرض لها من قبل قطاع الطرق والجماعات المتطرفة   الإرهابية كونها ممتلكات تبع للدولة لهذا لن اسلم ممتلكات عائدة خدماتها للمواطن للتخريب

المؤسسة تبشر الطلاب

اما بالنسبة للطلاب الجامعات والدور الذي يمكن للمؤسسة ان تلعبه للتخفيف من وطأة الظروف القاسية التي يعانوها جراء ارتفاع سعر المواصلات قال مدير المؤسسة " تلقيت اتصال هاتفيا من وزير النقل  طلب مني اللقاء  برئيس الجامعة وان اتفق معه لخدمة طلاب الجامعات قابلناه وكان متفهما لنا على أساس الاجتماع مع عمداء الجامعات فقاموا بارسال مندوب لمعرفه المبلغ الذي سيتم طرحه للطالب مقابل خدمة النقل فقمنا بخصم 30%  من قبل مؤسسة النقل والجامعة تحملت 20% والذي سيتم دفعها من الجامعة الى المؤسسة التي سيتم كخطوة أولى نقل الطلبة من الشيخ والممدرة وسيتم تحديد أماكن خاصة لتجمع الطلاب فيها ونقل الطلبة مجانا.

 وعن كوادر المؤسسة الذين تم تسريحهم قال مدير عام مؤسسة النقل البري ان المؤسسة ستحل مشكلاتهم وستعيد من لازال لديه القدرة على العمل وفي حديثه عن هذا الجانب قال العبادي

"نعم الكوادر الذي لديهم القدرة على العمل سيتم اعادتهم وسيتم أيضا توظيف أبناء العمال الذي كانوا امهاتم وابائهم يعملون بالمؤسسة عند الحاجة للموظفين لهم الأولية بالتوظيف "

مدير مؤسسة النقل البري بعدن لم يخفي مشاعر التقدير والاحترام لدولة الامارات التي قال انها هي من اعادت الروح لهذه المؤسسة العريقة .

وللإمارات ترفع القبعات

 العبادي قال "دولة الامارات الشقيقة طالما كانت الى جانبنا ومدت يد العون لنا لننهض بمدينتنا مرة أخرى فقدمت لنا 62 باص فقد بدانا التواصل مع مندوب الهلال الأحمر الاماراتي والتواصل مع الأستاذ مراد الحالمي وزير النقل  الذي بذل مجهود جبار فقد التقينا بالمندوب الاماراتي ووعدنا بتقديم باصات من قبل الصندوق لأمارة ابوظبي والتي ستكون باصات مستخدمة و وعدو بتقديم باصات جديدة  والذي كنا سنعمل بها للنقل الخارجي مضى عامين وعندما أتت الباصات بدأت القوى المضادة بنشر الاشاعات ان الامارات دعمت الباصات للمدارس ومع الأسف ذهبوا بعض وكلاء المحافظة الى المدارس لنشر هذا الكلام تكلما مع المحافظ المفلحي ان هناك كثير من المرافق تحتاج للباصات للبنى التحتية والنقل الداخلي والخارجي وليس من المعقول نقل الطلاب  فقط هناك باصات مخصصة لدعم للمدارس, المفلحي تحدث معنا ووضحنا له ان هذا القرار لم يكن بمحله فقام بإيقافه وطلب منا خطة تشغيليه وذهبنا لميناء الزيت بالاتفاق مع الاماراتيين بتخصيصها لمؤسسة النقل لكن وكلاء كانوا قد ادرجوا التربية ضمن الإيرادات لكن وزير النقل تدخل بالموضوع وأوقفوا هذا القرار اما بالنسبة لطلبة  المدارس تم تخصيص باصات خاصة لهم"

 مدير المؤسسة عاد مجددا ليشكر دولة الامارات حكومة وشعبا على دعمهم اللامحدود لعدن والجنوب حيث واصل حديثه قائلاً " اشكر دولة الامارات على الجهود المبذولة على انتشالها لمؤسسة النقل الذي تخدم المواطنين  ونناشد حكومتنا الموقرة بالتعاون معنا بتوفير المحروقات بدل ان نشتريها من الأسواق السوداء بأسعار مضاعفة"

وفي نهاية حديثة لصوت المقاومة الجنوبية ابدى المدير العبادي استيائه من بعض الإعلاميين الذي ينشرون شائعات حول مؤسسة النقل  ويحرضون على بسط ارضي المؤسسة وتوزيعها وعلى سوء العمل فيها ونفى تلك الشائعات المغرضة من قبل بعض الإعلاميين الذي قال انهم أقلام رخيصة سقطت في مستنقع البيع الرخيص