«ميدل إيست آي»: مقتل صالح يؤرّخ لبداية حقبة جديدة

الأربعاء 6 ديسمبر 2017 02:35:22
«ميدل إيست آي»: مقتل صالح يؤرّخ لبداية حقبة جديدة
أ ف ب

اعتبر موقع «ميدل إيست آي» أن موت الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، سيهزّ أركان بلد منهار أصلاً، ويتسبّب بالمزيد من البؤس لعموم الشعب اليمني.


وذهب «ميدل إيست آي» إلى أن جماعة «الحوثي»، ومن خلال إقدامها على التخلّص من صالح، قد دقت اسفيناً بينها وبين عدد كبير من اليمنيين ممن لا يوافقون على طريقة القتل، ولا توقيتها، بصرف النظر عن نظرتهم إلى الرئيس اليمني السابق. 


وبحسب ما أفاد به الباحث اليمني وليد مهدي، للموقع، «فقد تحول صالح إلى شهيد في أنظار العديد من اليمنيين». وعزا الأستاذ المساعد في قسم الدراسات الدولية والمناطق بجامعة أوكلاهوما، ذلك إلى كون هؤلاء ينظرون إلى وفاته على أنها تؤرخ لـ«نهاية حقبة، وبداية أخرى أسوأ بكثير، سماتها أزمة اقتصادية، وحكومة مختلة وغير فاعلة، وفساد مستشر».


كما شدد «ميدل إيست آي» على أن مقتل صالح سوف يعزز مكانة «الحوثيين» في قبالة أعدائهم. وفي هذا الإطار، نقل الموقع الإلكتروني عن قيادي سابق في جماعة «الحوثي»، قوله إن تمكن الجماعة من القضاء على منافس قوي بهذه السرعة، سوف يضع «الحوثيين» في وضعية بالغة القوة.


وبالنطر إلى سرعة تغير خارطة التحالفات، وميزان القوى على الساحة السياسية في اليمن، شدد «ميدل إيست» على صعوبة التكهن بتطورات الأزمة اليمنية خلال الأشهر المقبلة. 


ومع ذلك، أشار المؤسس والمدير التنفيذي لمنظمة «مشروع السلام اليمني»، في حديثه إلى «ميدل إيست آي»، إلى وجود عدد من الاتجاهات العامة التي يمكن أن تشهدها البلاد. أولها، يتمثل في ترجيح إمكانية أن يصعّد «التحالف» حملة القصف الجوي على اليمن، وأن يتعامل مع صنعاء، على غرار تعامله مع صعدة، وما يترتب عن ذلك من سقوط المزيد من الضحايا المدنيين في الأيام المقبلة. 


ثاني تلك السيناريوهات المتوقعة في اليمن، هو إمكانية أن يبادر «الحوثيون»، في حال تمكنهم من الحفاظ على مناطق تواجدهم، إلى القيام بأعمال انتقامية ضد أي شخص في صنعاء، والمحافظات المجاورة، يرونه متعاطفاً مع حزب «المؤتمر الشعبي العام»، وما يعنيه ذلك من هجمات ضد قادة قبليين، وشخصيات سياسية، وما قد يترتب عنه من تغييرات في هيكلية، واصطفافات القوات المقاتلة العائدة للقبائل.


أما السيناريو الثالث، فيتمثل في أن تقوم إيران بتصعيد مشاركتها في حرب اليمن، وأن تخصص المزيد من الموارد لتلك الحرب، لا سيما إذا رأت في ذلك مسألة حياة أو موت بالنسبة لـ«الحوثيين»، في ضوء استمرار تصاعد الصراع في البلاد.


وزاد «ميدل إيست آي» أن القوات الإماراتية، والسعودية قد هالها ما جرى لصالح، بعدما كانت ترمي إلى عقد اتفاق مع الرئيس اليمني السابق، يقوم على إضعاف «الحوثيين»، ومساعدة «التحالف» للفوز بالحرب، في مقابل التوصل إلى اتفاق سياسي تشاركي لحكم اليمن، يشمل نجل الرئيس أحمد علي عبد الله صالح. 
ونبّه «ميدل إيست آي» من أن مساعي مواجهة «الحوثيين» سيصار إلى استكمالها من قبل قاعدة مناصري حزب «المؤتمر»، ممن بقوا في صنعاء، أو من قبل أولئك المنزعجين من مقتل صالح، والممتعضين على نحو متزايد من عدم قدرة جماعة «الحوثي» على الحكم. 


بالعودة إلى حديث القيادي السابق في الجماعة، فإن «الحوثيين سوف يواجهون العديد من المشكلات، في حال لم يجنحوا إلى السلم، والمصالحة»، فيما سيواجهون بلائحة من المطالب تتراوح بين الشروع في تطبيق إصلاحات، وإجتراح حلول للتعامل مع الأزمة الاقتصادية.


ولفت «ميدل إيست آي» إلى أبرز المحطات التاريخية في علاقة صالح بـ«الحوثيين»، مشيراً إلى أن تحالفهما الذي تم تدشينه قبل نحو ثلاث سنوات، والذي حافظ على تماسكه مذاك، قد اهتز مؤخراً على وقع التقارير التي تحدثت عن اتفاق بين الرئيس السابق مع «التحالف» يسمح له بالخروج من اليمن نحو عمان، وإن كانت مؤشرات «انعدام الثقة»، و«العدائية» بقيت تعتمل تحت سطح العلاقة بين «الحوثي»، وصالح على الدوام، لا سيما منذ أغسطس الفائت، وصولاً إلى الاحتفالات الأخيرة بعيد المولد النبوي. 


وبحسب الموقع، فقد تحولت فعاليات الاحتفال بالمناسبة الدينية، إلى «استعراض للقوة» من جانب «الحوثيين»، وانطوت على «رسالة واضحة» مفادها أن هناك «عمدة جديدة» لليمن، الأمر الذي نظر إليه صالح على أنه «تهديد وجودي»، ودفعه إلى التنديد بالجماعة. 


ختاماً، خلص «ميدل إيست آي» إلى أن مقتل صالح لا يجعل اليمن أقرب إلى السلام، مرجحاً أن يكون المدنيون اليمنيون هم الأكثر عرضة للمعاناة جراء ذلك.