أيها العرب ..أبحثوا عن العصبيات والعصابات !

الإجماع في مجلس الأمن ضد قرار أمريكا المتعلق بأعترافها بالقدس كعاصمة لإسرائيل حالة غير مسبوقة في الموقف ضد قرارها هذا داخل مجلس الأمن وهو عمليا بختزل الموقف ضد إرادتها ومواقفها المنحازة وعلى طول الخط لإسرائيل والتي أستخدمت حق النقض ( الفيتو ) مايقارب ٩٠% من ذلك الحق مقابل ١٠ % لصالحها؛ وأعتقد مجتهداً في هذا الأمر بأن ترامب يقوم بدور مشابه في أمريكا لما قام به جورباتشوف في الإتحاد السوفيتي مع إختلاف الظروف ومآلات التفاعلات والأحداث والنتائج المحتملة وسيصب ذلك حتما لصالح العملاق الصيني والذي سيصبح إقتصادها هو الأول عالمياً قبل حلول عام ٢٠٣٠م ولصالح روسيا الإتحادية كذلك ؛ ومع هذ سيبقى العرب خارج معادلات القوة وصناعة التغييرات العالمية الهائلة وعلى هامش التاريخ وفقط سيحتفظون لأنفسهم بأن يكونوا سوقا للسلاح ومنتجات الغرب المختلفة وميداناً مفتوحا للقتال فيما بينهم وبذرائع وعناوين مختلفه وأغلبها عبثية وغير مبررة إذا ما أسثنينا الدم الفلسطيني الأكثر قدسية وطهارة وهي تثبت وتؤكد جميعها بأن العصبيات المتعددة ما زالت هي الفاعلة في حياتهم وسلوكهم مهما أتقنوا التعامل مع منتجات العصر آوالحديث عن الديمقراطية والحداثة والتبادل السلمي للسلطة !!

ولذلك فأن الأوضاع ستبقى على حالها بل وستزداد سؤا وتدهورا أن لم تجد الشعوب العربية طريقها للخلاص من العصبيات والعصابات وسماسرة التاريخ ومدمني الخيانة والإنبطاح ..