المسيحية في عدن تاريخ مزدهر وحاضر تكبله قيود التطرف تقرير

الاثنين 11 ديسمبر 2017 20:17:00
المسيحية في عدن تاريخ مزدهر وحاضر تكبله قيود التطرف "تقرير"
خاص : المشهد العربي

على الرغم من قدم المسيحية في اليمن وتجذرها الى أكثر من ألفي عام مضت ,غير أن أتباعها اليوم هنا مقتصر على  الأجانب  العاملين في السلك الدبلوماسي والشركات وبعض الجاليات الأسيوية والأفريقية على قلتهم .

ولا توجد كنيسة واحدة في شمال اليمن ,, بينما بنى البريطانيون الذين احتلوا الجنوب ل129عاما 13كنيسة 12منها في عدن وكنيسة وحيدة في الضالع .

وبعد الاستقلال وخروج الإنجليز من عدن طال الإهمال معظم تلك  الدور وتقلص عددها الى أربع كنائس فقط ,,اثنتان منها في حي "التواهي" إحداهما" بروستانتية" تقدم خدمات طبية للسكان المحليين في مجمع صحي تابع لها والأخرى "كاثلوكية "

 

تعايش وتمازج :

مقبرة الجنود البريطانيين في "البارهوس " في حي المعلا تجاورها كنيسة صغيرة لا يرتادها أحد على الأرجح, وهي مغلقة على الدوام بحسب سكان الحي الذي تقع فيه.

أما الكنيسة  الملاصقة تماما لمسجد أبان الشهير وسط عدن والتي لا  يفصل بينهما سوى عدة أمتار في تكرار للمشهد  ذاته  في بقية كنائس عدن ,,حيث تجاور كل منها مسجد في دلاله على تفرد المدينة منذ إنشائها على التسامح الديني والعرقي الذي امتازت به دون غيرها .

 

 كامرة " المشهد العربي " حاولت الدخول الى أين من الكنائس الأربع في عدن ولقاء القائمين عليها غير أن الخوف والهلع الذي احدثه الهجوم الأخير على دار للمسنين في حي الشيخ عثمان وأودى بحياة 17شخصا بينهم 4 عاملات من الجنسية الهندية  حال دون تمكننا من الحديث مع رهبانها وقساوستها ..

قيل لنا من وراء الجدر بأن مرده عائد للوضع الأمني الغير مستقر حتى الآن في عدن على الرغم من حالة الهدوء النسبي الذي يسود المدينة منذ أحداث المنصورة قبل أيام .

 لم يسمح   لنا بالتصوير أو الحديث مع القائمين على تلك الدور تفهمنا الأمر ودرجنا قافلين الى بقية الكنائس في عدن علنا نجد فيها من يتمكن من الحديث معنا

تاريخ مسيحيو اليمن :

من القبائل اليمنية الشهيرة  التي اعتنقت  المسيحية في اليمن بداية  القرن الرابع قبيلة الغساسنة و قبيلة الحارث بن كعب الذي آمن بالمسيح ودافع عن إيمانه بشدة بوجه الجماعات التي كانت تضطهد المسيحيين في الجزيرة العربية سواء من اليهود أو من الوثنيين..

وقبل أن يموت أوصى الحارث بن كعب بأن يعود قسم كبير من ممتلكاته الى الكنيسة من أجل استخدامها في نشر الإيمان المسيحي...

كما ، اعتنقت  المسيحية جماعات يمينية أخرى ومنها قبيلة الفرسانيين التي كانت تقطن مدينة المخا...وقبيلة بني الصدف وقبيلة بني الحارث بن عمر الذين كانوا يسكنون  حضرموت...
بالرغم من معاناة المؤمنين بالمسيح في اليمن، إلا أن الانتشار المسيحي عرف ازدهارا ملموساً خلال سيطرة الأحباش أو الإثيوبيين على اليمن الذين اهتموا ببناء الكنائس الكبيرة والأديرة في مختلف المدن اليمنية كصنعاء وعدن وفي بعض الجزر كجزيرة الفرسانيين التي قطنتها قبيلة بني تغلب المسيحية...وكانت مدينة  نجران الأكثر أهمية كمرجع كنسي للمسيحيين في اليمن..

ومنذ سيطرة الفرس على اليمن حتى ظهور الاسلام وانتشاره بدأت المسيحية بالانحصار

اليوم ؟
ترجح بعض المصادر أن أقلية يمينية تعود في أصولها الى العرق الهندي قطنت اليمن منذ مئات السنين ما زالت تعتنق الإيمان المسيحي ولكنها لا تتمتع بالحقوق الوطنية والشخصية التي يكفلها الدستور ما خلا حق الانتخاب وممارسة شعائرها الدينية داخل دور عبادة مخصصة لها...غير ذلك،

يوجد يمنيون آمنوا بالمسيح وعددهم غير معروف  وجلهم من الشباب المتعلم المثقف، ومنهم من صار خادماً للمسيح ومبشراً به..بحسب مصادر خاصة"  للعربي ".

...

أقلية نصرانية في اليمن تحمل الجنسية اليمنية، وهم  من الأسر تعود إلى أصول هندية مقيمة في عدن منذ عدة عقود، وفيما يخص الشعائر الدينية وأماكن العبادة  توجد في مدينة التواهي بعدن الكنيسة (الأنجليكانية ) الكاثوليكية ( كنيسة المسيح ) وهي كنيسة قديمة يعود بناؤها إلى خمسينيات القرن العشرين إبان الوجود البريطاني في عدن وتتبع هذه الكنيسة المجمع الكنسي في "لارنكا بقبرص "، لكنها ومنذ إعادة افتتاحها عام 1995  م ماتزال تدار مؤقتاً من قبل الإدارة "الإنجليكانية " في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة ، ويوجد في الكنيسة مركز طبي كنسي ملحق بها يقدم الخدمات الصحية  للسكان المحليين 

وحتى فترة قريبة ضلت الكنيسة المعمدانية في مدينة "كريتر " بعدن أكبر الكنائس ولكنها ألغيت وتحول مبناها إلى منشأة حكومية، كما توجد في المعلا بعدن مقبرة نصرانية تضم رفات كثير من المسيحيين وتشرف كنيسة المسيح " با لتواهي" على هذه المقبرة، وتخلو المحافظات الشمالية من أية كنيسة ؛ لكن الأجانب المسيحيون يقيمون صلواتهم يوم الأحد بانتظام في بيوت خاصة .
وبوجه عام فالنصارى اليمنيون يمنعون من القيام بحملات التبشير  ، وللغرض نفسه تشير بعض المصادر إلى تعرض الرسائل الخاصة برجال الدين المسيحيين للمراقبة بانتظام، قبل الحرب الأخيرة  وقد تعرضت كنيسة المسيح "بالتواهي في محافظةعدن لعملية تفجير بعبوة ناسفة في الأول من شهر يناير "2001 " على يد أشخاص محسوبين على جماعات الجهاد  أحدثت أضرار مادية في مرافق الكنيسة .