بلدة ليبية على طرف الصحراء تقدم “بيتًا آمنًا” للمهاجرين ومقبرة

الجمعة 15 ديسمبر 2017 16:49:50
بلدة ليبية على طرف الصحراء تقدم “بيتًا آمنًا” للمهاجرين ومقبرة
المشهد العربي/ أ ف ب

وجد المهاجرون الذين ينجون من التعذيب والجوع على أيدي عصابات تهريب البشر “بيتًا آمنًا” في بلدة ليبية تقدم لهم شيئًا نادرًا، وهو المأوى والعناية الطبية.

وتعد بلدة “بني وليد” الواقعة على طرف الصحراء وتبعد 170 كلم جنوب شرق طرابلس ، نقطة عبور على الطريق المؤدي إلى الساحل والرحلات البحرية المحفوفة بالمخاطر في البحر الأبيض المتوسط وصولًا إلى أوروبا.

ولا تزال الأعلام الخضراء من عهد الرئيس الراحل معمر القذافي ترفرف في البلدة، ويبدو أن الزمن قد توقّف في أحد المعاقل الأخيرة لنظام الرئيس السابق قبل أن تتم الإطاحة به وقتله في انتفاضة عام 2011.

يضم مركز الإيواء غرفًا مبنية من الطوب حول باحة مركزية في منطقة بني وليد الصناعية، وهي بلدة خارج سيطرة حكومة طرابلس المعترف بها دوليًا.

ويقول المالي عمارة، البالغ من العمر 30 عامًا “كنا 3 أشخاص..” محاولًا حبس دموعه قبل أن يروي كيف توفي الآخران من الجوع في أحد سجون عصابات تهريب البشر التي تبتز المال من مهاجرين يائسين.

ويتابع الرجل الذي أرخى لحيته على وجهه النحيل قائلًا: “قلنا لهم ليس لدينا مال ندفعه، ولذا كانوا يعطوننا الطعام مرة كل يومين”.

وكان عمارة يجلس على حجر طوب ولم يتمكن من الوقوف بسبب الندوب على ساقيه بعد 8 أشهر من الاحتجاز والتعذيب، وأشفق عليه أحد حراس السجن بعد أن فقد الأمل في الحصول على فدية، فقرر أن يطلق سراحه قبل أن ينتهي به الأمر مثل رفيقيه.

وبحسب مسؤول محلي، فإن في بلدة بني وليد نحو 20 مركز اعتقال غير قانوني أو نقاط تجمع للمهاجرين.