أمي

أمي لا تعرف دستويفسكي أو باولو كويلو وتختنق عندما أطلب منها أن تلفظ أسمائهم، تستيقظ صباحا˝ لتصلي الفجر وتقرأ القران واذكار الصباح و تسعى لإعداد الفطور

لنا بضحكة ورائها الكثير من القصص، لا تشرب القهوة السادة على صوت فيروز فمزاجها ليس معكرا˝ كبقية "المثقفات"...

في سموم الصيف تبتسم لرغيف الخبز و ضحكة أبي التي تشعرها بنسمات الرضا...

أمي تمقت السياسة والسياسيين، تبكي عندما تسمع بمقتل أي شاب دون أن تعرف سبب مقتله او انتمائه...

أمي ليس لديها حساب على الفيسبوك لتعبر عن حزنها...

هي فقط تستمع لكتاباتي عندما أقرأ لها و تشعرني بأنني أروع شخصية...

تحب أصدقائي من حبي لهم وعندما أكره شخص تكرهه أكثر مني وكأن قلبها الذي انطفأ ترى من عيني كل شيء لا أستطيع البوح به تتحسس بدعائها اعمق منطقة وجع في داخلي وتآخذني في حضنها في كل مرة اتخذ فيها قرارا خاطئا كأنها تريد تعليمي أن القرارت الصح لا تأتي الا بعد القرارت الخطأ

أمي تبقى بعيدة فقط في لحظات الفرح واضعة يدها على قلبها لانها تعرف تماما أنهم مزيفون فقط في الفرح يكونون حولي وعند حاجتهم ..

أما عند حاجتي فلا أجد غير أمي .

أمي بسيطة لاتعبر إلا بدموعها لذا هي أَشْعَر من هؤلاء جميعا و أطهر من العالم أجمع ....

أمي هي حياتي !