الهدر التربوي في اليمن دراسة خاصة بالمشهد العربي

الجمعة 29 ديسمبر 2017 00:11:45
الهدر التربوي في اليمن " دراسة  خاصة  بالمشهد العربي "
الباحث التربوي الأستاذ فهد ردمان

 في عام 2003م أصدر مركز البحوث والتطوير التابع لوزارة التربية والتعليم ,ضمن سلسلة دراسات وأبحاث تربوية دراسة تحليلية حول التربية والتعليم في اليمن بعنوان(مظاهر الهدر التربوي ووسائل تخفيفها).وكانت اهم تساؤلات هذه الدراسة مايلي:

1-ما هي أهم المعايير والأسس المثلى للمدخلات الكمية والنوعية للنظم التعليمية؟

2-ما هي الأساليب المتبعة في تقويم النظام التعليمي؟

3-ماهي مظاهر الهدر التربوي في نظام التعليم الأساسي في اليمن؟

4-ماهي التوصيات والمقترحات التي يمكن من خلالها التخفيف من ظاهرة الهدر التربوي؟

      وقد كان أحد تعريفات الدراسة للهدر التربوي بأنه" حساب الخسارة الناتجة عن استخدام الموارد المالية والمادية والبشرية استخداما" لا يحقق الإنتاجية التعليمية المرغوبة والمستهدفة.ويتم حساب الهدر التربوي من خلال دراسة العلاقة بين الأسس والمعايير التربوية للمدخلات الكمية والنوعية وطرق استخدامها ومقارنة تلك المدخلات بالمخرجات الكمية والنوعية للنظام التعليمي" وقد اشارت الدراسة الى أن أهم آثار الهدر التربوي هي:

1-إرتفاع معدلات الرسوب

2-إرتفاع معدلات التسرب من النظام التعليمي.

3-عدم الاستفادة من الأسس واللوائح المنظمة للعمل التربوي .

               وقد أعتمدت هذه الدراسة التحليلية لنظام التعليم الأساسي على الأسلوب المتبع لتقويم المكونات الأساسية لمدخلات النظام التربوي والتعليمي التالية:

            -المبنى المدرسي.                     - المعلم.                           - الإدارة المدرسية

            التوجيه والإشراف.                  -الإهدار( التسرب +الرسوب).

            - تمويل التعليم وكفاءة الإنفاق

     وقد أخترت من نتائج هذه الدراسة الفقرات التالية التي تعكس المستويات غير المعقولة من الهدر الذي يعاني منه  نظامنا التعليمي المتهالك :

اولا": في المبنى المدرسي

-1762 مدرسة (14% من إجمالي المدارس)غير صالحة كمبنى مدرسي.

-7392مدرسة(60.6 % من إجمالي المدارس) فيها الإدارات المدرسية غير مزودة بالتجهيزات اللازمة.

ثانيا":نصاب المعلم من الحصص الدراسية

حددت اللائحة المدرسية الصادرة في عام1997م نصاب الحصص في التعليم الأساسي(وهذا النصاب يجب مراجعته بسبب الكثافة الطلابية الكبيرة في الصفوف الدراسية) حددت النصاب على النحو التالي:

من الصف الأول الى الصف السادس.      28 حصة اسبوعيا"

من الصف السابع الى الصف التاسع.     23حصة اسبوعيا"

وقد أوردت الدراسة إن اعلى نصاب فعلي للمعلم هو 23 حصة في الأسبوع ,ويتناقص هذا الرقم حتى يصل الى 5 حصص في الأسبوع,وأشارت الدراسة الى وجود مايقارب 4500 معلم غير مساهم في الحصص الدراسية.

ثالثا"التوجيه التربوي

جاء في هذه الدراسة إن التقارير والدراسات الخاصة بالتوجيه التربوي تشير الى تدني فاعليته وضعف دوره,وأعادت الدراسة ذلك الى اسباب إدارية وتنظيمية وتربوية وثقافية, وللأسف الشديد لم تذكر الدراسة أسباب المماطلة وعدم المصادقة(منذ أكثر من 20 عاما") على اللائحة التي تعطي للموجه حقوق وإمتيازات عدة وخاصة في الجانب المالي.

رابعا" الإدارة المدرسية :

لخصت الدراسة الهدر في الجانب في قولها:إن هناك هدرا" تربويا" يتمثل في عدم تطبيق الشروط والمعايير الخاصة بمنصب مدير المدرسة سواء" من حيث المؤهل العلمي أو من حيث الإجراءات الخاصة بالإختيار والتعيين.

خامسا" الأثاث المدرسي :

 أشارت الدراسة الى أن نسبة كبيرة المدارس تفتقد الى الأثاث المدرسي,ونسبة كبيرة ايضا" تمتلك أثاثا" يحتاج الى إصلاح,ونسبة كبيرة من مدارس التعليم الأساسي تفتقر الى حجرات خاصة بالإدارة المدرسية.

في الأخير بالرغم من أن الدراسة قديمة نسبيا"وحدث تحسن كبير وخاصة محافظة عدن من حيث ترميم المباني المدرسية وتوفير الأثاث المدرسي للإدارات المدرسية خاصة,الا ان بقية المجالات وجوانب المنظومة التربوية والتعليمة القائمة مازالت تعاني من هدرا" تربويا" كبيرا" أنعكس سلبا"على مخرجاتها ,وخاصة تدني مستويات ومهارات ومعارف حاملي شهادة الثانوية العامة وبالذات في محافظة عدن والتي ستكون لها عواقب وخيمة على مستقبلهم العلمي والمهني وعلى مجتمعهم مالم  يتم تصحيح أوضاع المؤسسة التعليمية ومحاسبة قياداتها وتشديد وتفعيل الرقابة والمحاسبة المجتمعية عليها,من اجل جيل مستقر  وآمن,ومتمكن من المهارات والمعارف والقيم اللازمة لمواجهة مشكلات الحياة والمستقبل المجهول.