حكومة المخالب والانياب

بعد ما نجح وزير الداخلية الجديد في إحداث نهضة زراعية دفعت بالبلد إلى منافسة البلدان المصدرة للبن والفواكه والخضار والحبوب وتفوقت عليها وما احرزه من تقدم في شبكة الري وتحسين انواع السلالات الزراعية واستحداث صندوق دعم الفلاحين وتعزيز التعاونيات الزراعية والنهوض بمعيشة المزارعين والقضاء على الفقر في أرياف المحافظات المحررة، بعد كل هذه النجاحات المبهرة قرر الرئيس عبد ربه منصور هادي مكافأة وزير الزراعة السابق وترقيته إلى نائب رئيس وزراء ووزير للداخلية خصوصا وقد اكتسب خبرة في الشؤون الداخلية اثنا توليه رئاسة لجنة توزيع المرتبات وما فاح منها من روائح عطرية أتخمت الأنوف في كل محافظات الجنوب.


كان وزير الداخلية السابق يعمل ما يريد بصمت وظل بعيدا عن الاضواء بغض النظر عن ما إذا كان يقدم شيئا للمجتمع أم لا؛ أما وزير الداخلية الجديد فقد دشن عهده بالحديث عن مخالب الحكومة وانيابها وهو ما يبشر بأننا قادمون على عهد جديد ستصل فيه مخالب الحكومة وأنيابها إلى كل بيت لتوزع الورود والعطور والشكولاتات في المناسبات وبدون مناسبات.


من المفيد تذكير سموه أن من يتحدث عن المخالب والانياب ينبغي ان يعلم أن عليه واجبات ينبغي ان يقوم بها تجاه من ينوي ان يوجه مخالبه وانيابه عليهم، ونتمنى من سموه ان يسأل نفسه: ماذا قدم وماذا قدمت حكومة المخالب والانياب للمواطنين منذ أن تبوأ اول منصب حكومي سواء عندما كان محافظا لابين او عندما صار في وزارة الزراعة او غيرها من المسؤوليات الحزبية والشبابية والاجتماعية.


لا ادري ماذا سيقدم من كشوفات لنجاحاته ونجاحات حكومته لكن المواطنين يتمتعون بذاكرة جيدة تقول لهم أنهم لم يعرفوا تدهورا في حياتهم المعيشية ولا في الخدمات الضرورية ولا في مستوى النظافة ولا في استفحال الفساد ولا في غياب القضاء والنيابة ولا في الانفلات الامني ولا في انهيار المنظومة الإدارية ولا في تغييب القانون مثلما شهدوا في عصر حكومة المخالب والانياب.


ويبدو ان فخامة الرئيس يريد ان يطيح بالنجاحات التي احرزها رجال الامن في محافظات الجنوب من خلال مجيئه بهذا الوزير الجهبذ الذي حيثما حل حل الخراب والدمار والفشل.


لا ادري ما هي المعايير التي وفقها يختار الرئيس وزراءه لكن من الواضح أن أحد الشروط الاساسية للتوزير هو الفشل المقرون بالهنجمة والشطحات اللفظية التي لا تسمن ولا تغني من جوع بقدر ما تساهم في تأليب الرأي العام فوق ما هو مألب بالفطرة ضد الشرعية وسياسياتها الخائبة.


والله من وراء القصد