السعودية .. وشرعية القربة المخرومة

وأخيرا صحى الرئيس الشرعي هادي من سباته الشتوي العميق , اليوم يتصل الرئيس هادي بولي العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان ويناشده بضرورة تقديم يد العون والمساعدة وإنقاذ رئيس وزرائه بن دغر وحكومته الفاشلة المتخاذلة والتي سببت لشعبها المآسي والآلام والأزمات وأدخلته في دوامة الجوع والفقر .

لم يتصل الرئيس اليمني والمقيم بالسعودية بالأمير من أجل شعبه الذي يتضور جوعا ويعيش أسوأ أيام حياته على الإطلاق منذ ثلاثة أعوام , لم يطلب الرئيس من الأمير وقود لكهرباء عدن طيلة الثلاث سنوات المنصرمة وعاش الشعب في جحيم الحر الشديد ورئيسه في نعيم فنادق وقصور الرياض , لم يطلب الرئيس هادي وقود بالآجل من آرامكو لمحطات بيع الوقود للتخفيف من معاناة الشعب وللحد من جشع سائقي الاجرة , لم يطلب من سموا الأمير بضرورة إستثناء المغتربين اليمنيين من الشروط والقوانيين الجديدة كون البلاد تمر بحالة حرب وضياع وعودتهم بهذا التوقيت سيفاقم من أوضاع البلاد والعباد .

بعد خراب مالطا صحى الرئيس وقبلها كان أمر هذا الشعب لا يعنيه من قريب أو بعيد , كرس كل قراراته وإهتمامه لإفساد من حوله وتعيين المقربين والأصدقاء وأستثنى الكفاءات , طيلة الثلاثة الأعوام المنصرمة لم يفكر سوى في نفسه وكيفية خلق الأزمات و إستثمار الحرب والصراعات من أجل الجلوس على كرسي السلطة لأطول فترة ممكنة , بينما كان اقتصاد البلاد ينهار والاوضاع تزداد سوء يوما بعد يوم والمستوى المعيشي بتراجع مستمر ومخيف كان رئيسنا الشرعي خارج نطاق التغطية ويرجى الإتصال لاحقا .


وأخيرا خرج الراهب المتعبد الناسك الإصلاحي مدير مكتب الرئيس الدكتور العليمي من صومعته وتجاوز أخيرا عتبات قلعته لينظر من أين يأتي ذلك الصراخ والعويل والضجيج الذي أيقضه من نومه وكدر عليه عيشه الرغيد , وكأنه لا يعلم بأن شعبه يصرخ بأعلى صوته منذ ثلاث سنوات ولم يجد من يسمعه من الحكومة الشرعية , مدير مكتب الرئيس خرج أخيرا ليغرد بأن رئيسه الهادي يبدل جهود مضنية لإقناع سموا الأمير بمساعدة شعبه المنكوب ووطنه المنهوب , وتناسوا بأنهم سبب تلك النكبات وعمليات النهب والسلب المنظمة كانت تحدث تحت سمعهم وأبصارهم وبإشرافهم .

بإسم الشرعية أبتزوا دول التحالف وكانت بأبشع صور الابتزاز الرخيص لمن مد لهم يد العون والمساعدة , وبإسم الشرعية حاربوا التحالف وتخندقوا مع العدوا من خلال إستنزافه ماليا وعسكريا من أجل الوصول لمصالحهم المالية والحزبية والاثراء غير المشروع , وبإسم الشرعية زوروا في كشوفات الجيش الوطني لينهبوا أموال التحالف , وبكل لؤم ووقاحة عينت الشرعية وبقرار جمهوري بعض من أعداء التحالف وزراء في حكومة بن دغر كالجبواني وزير النقل .

اليوم بن دغر يهدد التحالف بإيقاف الحرب ولا يعلم بأنه أغبى رجل بالعالم إن صدق مثل هذا الكلام المضحك , التحالف قد تجاوز شرعية هادي ولا حاجة له بها اليوم , التحالف صار قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هدفه الإستراتيجي وإنتهاء الحرب اليمنية صارت قريبا جدآ.

أن إيقاف الحرب يابن دغر الآن سيصب في مصلحة التحالف والجنوبيين فقط , إيقاف الحرب دون الجلوس على طاولة المفاوضات معناه الرضى بسياسة الأمر الواقع ويبقى الحال كما هو عليه , سياسة الأمر الواقع معناها الجنوب للجنوبيين والبقع والجوف ونصف البيضاء وميدي وجزء من صعدة ستكون بيد قوات موالية للتحالف وهذا أكثر مما كانت تطمح إليه السعودية .

أما نحن في الجنوب وباب المندب حتى حدود عمان سنرسخ علاقاتنا الأخوية بالاشقاء الإماراتيين وسنوقع معهم المواثيق والعهود والاتفاقيات طويلة الأمد العسكرية والسياسية والإقتصادية , من سيرفض إيقاف الحرب بهذه الطريقة وبهذا التوقيت الذي يروج له بن دغر البائس وفي هكذا أوضاع هم مليشيات أنصار الحوثي وشرعية الرئيس الهادي لانها لن تصب في مصلحتهما مطلقا , بسبب أنهم فقدوا المزيد من الأراضي وخرجت عن نطاق سيطرتهم , قدمت مليشيات الحوثي عشرات الآلاف من القتلى ومثلهم من الجرحى ولن يكون من مصلحتهم وقف الحرب بهذه الطريقة إذ سيعتبرون ذلك هزيمة نكرا لهم , دعوتك يابن دغر لإيقاف الحرب بهذه الطريقة ماهي إلا وسيلة رخيصة من وسائل الابتزاز المبتذل الذي إعتدتم عليه طيلة الثلاث سنوات المنصرمة .

أرجوا من السعودية والإمارات أن يضعا شروطهما الصارمة إذا وافقتا على طلبات الرئيس هادي , من أوصلنا لهذا الوضع المزري هو رئيسنا الشرعي وحكومته الفاشلة الفاسدة وبطانته السيئة , لم يتوقع الرئيس الهادي إنهيار الريال بهذه السرعة الجنونية والذي قد يتسبب بإطاحته هو وليس بحكومته فقط , لأنه وببساطة قد أحاط نفسه بمجموعة من الفاشلين الذين جمعهم وأختارهم بعناية فائقة , فكانت النهاية درامية .

حتى لو قدمت السعودية ال 2 مليار دولار كوديعة وشحنات من الوقود لمحطات الكهرباء , ووقود السيارات والمعدات فلن يتحسن الوضع وإنما سيزداد سوءًا بسبب قربة الحكومة الشرعية المخرومة , سموا الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية المجرب لا يجرب مرة أخرى , وأظن بأنكم وصلتم لقناعة تامة بأن حكومة بن دغر ميؤس من شفائها ومرضها عضال وعجز أطباء الدنيا عن علاجها .

سموا الأمير محمد بن سلمان , الشعب اليمني يطلب منكم عدم تقديم أي نوع من أنواع الدعم لهذه الحكومة الفاسدة الفاشلة فأنتم إن دعمتموهم فأنكم تدعمون فساد أنتم أول المحاربين له , نحن نتمنى مساعدتنا وخصوصا في ظل هذه الأوضاع الحرجة لأن الفقير والموظف هما من يدفعان الثمن الغالي دائما , ولكن نرجوا أن يكون أحد أهم شروطكم لتقديم أي مساعدات هو إقالة الحكومة الشرعية ومحافظ البنك المركزي والبحث عن وجوه تكنوقراط نزية وشريفة ووطنية , لا تدعوا الرئيس هادي يختار فهو لا يحسن الإختيار دائما .