رسالتي الثانية إلى الرئيس هادي

فخامة الرئيس !
ليس لدي رغبة في الحديث عما تعرضت له في صنعا ولا ما تعرضت له في عدن بعد ما استقبلك فيها الجنوبيون بالاحضان، فقد تحدثنا كثيرا فيه عند مقابلتي الوحيدة معك في الرياض في يوليو ٢٠١٥م ، كما لا ارغب في الخوض في القضية الجنوبية فقد قلتم انتم مرارا وتكرارا انها مفتاح حل كل الازمات اليمنية وإن كنتم قد اضعتم المفتاح فأغلقت كل ابواب حل الازمات في البلد.
ما ساناقشك فيه هو ما تفعله قوات الحماية الرئاسية التي يدل اسمها على ان مهمتها هي حماية الرئيس ومؤسسة الرئاسة وإنها من هذا المنطلق تخضع لقيادتكم وتأتمر باوامركم.
ليس عندي شك انك تعلم بالمطالب التي طرحها ويطرحها المحتجون الجنوبيون والمتعلقة بفساد وفشل حكومة الدكتور بن دغر الذي تجاوز كل فشل وكل فساد في كل تاريخ الحكومات اليمنية في الشمال والجنوب؛ ولا اخالك لا تعلم عن ذلك إلا إذا كنت ستكابر مثلهم وستتستر عليهم وستدعي انهم نزيهون ومطهرون من العيوب وأربأ بك عن هذا.
لقد خرج المواطنون في فعالية سلمية معلنة معروفة الزمان والمكان وهو مكان اعتصم فيه أنصارك عشرات المرات ولم يعترض عليهم احد ناهيك عن أن احدا لم يطلق عليهم طماشة واحدة، لكن مجلس وزرائك الذي افترضت انك توافقني على ان كثيراً من عناصره موغلون في الفساد ابت عليهم كبرياؤهم ان يسمحوا لاحد للمطالبة بإقالتهم ولذلك قرروا التصفية الجسدية لكل من ينبس ببنت شفة لاستهداف حرمانهم من مواصلة مفاسدهم وعبثهم.
يا سيادة الرئيس !
اعرف ان من بين من يحيط بك من المستشارين والمسؤولين سيوغرون صدرك بالكثير من النمائم والتعبئات والتحريضات ضد ابناء الجنوب وسيقولون ان هؤلاء يستهدفون شرعيتك، رغم ان توجههم برسائلهم إليك تغني عن الخوض في هذه الحجج الواهية، لكنني اعرف أنك اذكى من ان تنطلي عليك تلك الترهات، وانك تعرف ان هؤلاء لا يهمهم موقعك ولا مكانتك ولا حتى شرعيتك إلا بقدر ما يمررون من خلالها اجنداتهم التي تعلم انها تتعارض ليس فقط مع مطالب الشعب الجنوبي بل ومع اهدافك انت كرئيس شرعي وزعيم وطني، أما استهدافهم للجنوب والجنوبيين وإيغالهم في إزهاق الارواح وسفك الدماء فليس سوى مواصلة لسياسة انتهجوها منذ مايو ١٩٩٠م واستمراوها منذ العام ١٩٩٤م وأنت لا يمكن ان تكون جزءً منها وهذا ما علمته منك في اللقاء الآنف الذكر.
يا فخامة الرئيس!
ما يزال كثيرون يؤمنون انك لست متورطا في جرائم القتل التي ارتكبتها حكومتك وقوات حمايتك في عدن ضد مواطنين خرجوا للاعتصام سلميا، لكن الكثيرون يتساءلون : أين موقف الرئيس؟ وإلى متى يظل صامتاً وهو يرى الارواح تزهق والدماء تسال؟ على ايدي مسؤولين هو من قام بتعيينهم في هذه المسؤوليات الخطيرة؟
لقد سجل لك التاريخ الوقوف ضد استهداف شباب الثورة يوم جمعة الكرامة في صنعاء في ١٨ مارس ٢٠١١م لكنك حينها لم تكن من يصنع القرار حتى توقف الجريمة أما اليوم فأنت المسؤول الاول عن ارواح الناس ودمائهم فهل فعلا انت لا تعلم ان قوات حمايتك تلقت اوامر بقتل المواطنين؟ ام انك أنت من وجه لهم هذه الأوامر؟
يا فخامة الرئيس !
ما يزال كثيرون من البسطاء يعلقون الامل على خطوة صغيرة منك يمكنها ان توقف المهزلة - الجريمة وذلك من خلال توجيه الاوامر برفع النقاط التي استحدثها بن دغر والميسري لقتل المواطنين وإرهاب الآمنين ومن ثم السماح للمعتصمين بالاعتصام السلمي حتى تبرهن انك تختلف عن عفاش الذي تعلم اين انتهت به جرائمه؛ اما استمرار الصمت على ما يرتكب من جرائم بحق المواطنين الجنوبيين فلا يعني لنا نحن الضحايا إلا إنك المسؤول الأول وقد تغدو الأوحد عن هذه الجرائم عندما يفلت المنفذون ويعلقون الجريمة عليك . . والخيار متروك لك فأما ان تبرهن أنك لا تختلف عن عفاش وإما ان تؤكد بانك اسوأ منه، وإما أن تدلل على أنك ارقى وأشرف وأصدق من هذا الطاغية الذي اوصله طغيانه إلى حيث تعلم. . . والخيار بيدك .
هي خطوة واحدة فهلا اتخذتها؟؟؟؟؟
نسال الله ان يهديك إليها.