فريق أوروبي يحاكي ظروف المريخ في صحراء عمان

الجمعة 9 فبراير 2018 04:53:15
فريق أوروبي يحاكي ظروف المريخ في صحراء عمان
العرب

قصد رواد فضاء هذا الأسبوع الصحراء العمانية على متن سيارات رباعية الدفع لإجراء بحوث وعمليات محاكاة لظروف الحياة على كوكب المريخ.

وأطلقت مجموعة أوستريان سبايس فورم النمساوية، برعاية رسمية في عمان ودعم من مؤسسات وجامعات خاصة، برنامج “أمادي- 18”.

وتأتي هذه المهمة في وقت نجحت فيه شركة سبايس إكس الأميركية الخاصة المملوكة من رجل الأعمال المبتكر إيلون ماسك في إطلاق صاروخها الثقيل فالكون هافي الذي يعد الأقوى في العالم حاليا، في خطوة على طريق إرسال مهمات مأهولة إلى المريخ.

ويجتمع في منطقة نائية من الصحراء العمانية وتحديدا في محافظة ظفار، عدد من المخترعين والخبراء والباحثين والشغوفين بمجال الفضاء حول هذا المشروع. وهم يتخذون من حقل تحيط به الأسلاك الشائكة تحت حماية قوات الأمن المحلية، موقعا لإجراء تجارب منها زراعة الخضار في بيوت بلاستيكية وتسيير عربات من دون سائق في مساحة واسعة.

ويقود رواد الفضاء عربات تعمل بالبطاريات تحت شمس الصحراء المحرقة، لإجراء تجارب مختلفة صممها باحثون جامعيون. ويتألف هذا المعسكر من وحدات مصنوعة مسبقا تؤمن للرواد إقامة مريحة، من المكيّفات الكبيرة إلى الحمامات الساخنة ومولد الكهرباء العامل على مدار اليوم.

ولا تملك مجموعة أوستريان سبايس فوروم صواريخ لإرسال الرواد إلى الفضاء، لكن عددا من أعضائها يعربون عن رغبتهم في الابتكار في مجال الفضاء خارج البرامج الحكومية الصارمة.

ويرى ألكسندر سوسيك، رئيس المجموعة، أن زملاءه يحتلون مكانة متقدمة بهذه التجارب التي يقيمونها في الصحراء محاكاة للظروف على سطح المريخ.

وأضاف “الجزء الأكبر من المال الذي نستخدمه ليس من المساهمين، وإنما لدينا رعاة في القطاع الخاص، نحن نجمع المال ونعقد شراكات مع الناس كي نوحّد الجهود”.

ومع أن المجموعة لا تحتل موقعا رسميا في مجال قطاع استثمار الموارد الفضائية الناشئ، والذي يثير شهية متزايدة في العالم، إلا أن سوسيك يرى أن المهمات المقبلة ستستفيد من ذلك.

وأوضح “ما إن نذهب إلى المريخ ونقيم هناك، سنستخدم الموارد التي نعثر عليها هناك، لأنه من غير الممكن الحصول على كل شيء من الأرض”.

وتابع “علينا أن نستخدم ما نعثر عليه لتعزيز إقامتنا هناك أولا، ثم لدعم المهمات الجارية هناك، ومن بعد ذلك لأسباب أخرى”.

وكانت الولايات المتحدة في 2015 بلدا رائدا في العالم بإقرارها في زمن باراك أوباما إطارا قانونيا لاستخراج الموارد الطبيعية من الفضاء. وقد تلتها في ذلك لوكسمبورغ.

وقال سوسيك “هناك بعض الأمور التي ينبغي حلها تقنيا وسياسيا” حتى يكون ممكنا انتزاع الموارد الطبيعية من أجرام وكواكب أخرى والعودة بها إلى الأرض. وأضاف “يبدو الأمر الآن وكأنه من الخيال العلمي، لكنه قد يكون هو الواقع غدا”.

ويقول رواد أمادي- 18 إنهم راقبوا باهتمام كبير إطلاق صاروخ فالكون هافي التابع لسبايس إكس إلى الفضاء قبل أيام، لكنهم يعربون عن بعض الاختلاف في الرؤية بينهم وبين الشركة الأميركية الخاصة.

وأفاد جاو لوسادا أحد أعضاء الفريق “لا يمكن لأحد أن يطالب بملكية القمر ولا الكويكبات، لذا يبدو أن استخراج هذه الموارد يعاني من فراغ قانوني”. وأضاف “لكنها فكرة مهمة، علينا أن نجد طريقة نحصل بها على الموارد الموجودة في الكويكبات والتي لا تكون متوفرة في الأرض”.

وقال كاتريك كومار المتخصص في البقايا الفضائية “علينا ألا ننسى مسؤولياتنا الأخلاقية، علينا أن نجد توازنا بين وضع قدمنا على المريخ وبين إدراك أنه إرث مشترك لنا جميعا، وعلينا الحفاظ عليه للأجيال المقبلة”.