ماذا تريد الحكومة من الرياضة..؟

* مؤسف جداً أن نكتشف بعد أكثر من مائة عام ممارسة ، أن الرياضة اليمنية ، كانت تعيش طوال قرن حالة تكاذب ، أضاعت (لبن) الرياضيين في فصل الصيف.

* قبل الوحدة وحتى بعدها لم تجب الأنظمة والحكومات على سؤال بديهي مفاده : ماذا تريد من الرياضة ..؟

* لقد سجلت تلك الأنظمة البائدة والحكومات العائمة والسائدة مواقفاً عدائية فاضحة للرياضة ، لم تقل لنا تلك الحكومات الكرتونية ، لماذا تخاصم الرياضة ، وتجعل منها حجر رحى لسياسة تسحق الزهر والورد ..؟

* حال الرياضة اليوم أشد قتامة من الماضي ، فوزارة الشباب والرياضة ، وهي من مخرجات (الوحدة) صارت عبئاً ومثل الهم على القلب .. ليس لأنها وزارة أضاعت (لحى) الرياضيين ، من منظور وقوعها بين (حانا) الشباب و(مانا) الرياضة ، ولكن لأنها ظلت وزارة بلا استراتيجية وبلا هدف ، طالما وقد كان منصب الوزير سياسي بحت ، عليه أن يحرك الرياضيين على رقعة السياسة ، كما يقتضي النظام.

* الأشد أسفاً أن (عدن) التي عرفت كرة القدم قبل ما يزيد عن مائة وعشرين عاماً لازالت في ذات مربع الارتباك ، ما إن تغادر (الحيص) حتى تقع في (البيص).

* لطالما كان صندوق النشء والشباب مسخراً لأغراض سياسية مناسباتية لا تنسجم مع حقيقة من يدفع من صحته لقاء سيجارة قاتلة ، أو مضغة قات مهلكة.

* قمة الألم أن يمارس الشباب والرياضيون كرة القدم بنفس عقلية القرن التاسع عشر ، لم يختلف واقع اليوم عن واقع الأمس كثيراً إن لم يكن الواقع أشد مرارة على القلب من الماضي.

* تصوروا (4*6) ، أو بالمقاس الذي يعجبكم ، أننا مازلنا إلى اليوم نمارس كرة القدم على ملاعب ترابية جافة وصلبة لا تصلح للإستهلاك الآدمي ، كما أننا نمارس السلة والطائرة على ملاعب إسمنتية تصعب على الزنديق .. وتصوروا أو لا تتصوروا أن البراعم والناشئين في عدن ولحج والضالع وأبين وشبوة لا يجدون مساحة ترابية يلعبون عليها ، ولو وجدت تجدها أرضية محاصرة بلافتات تحذر من الإقتراب منها.

* أين الدولة من عمليات بسط المتنفذين والتجار على متنفسات أهم فئة تمثل عماد المجتمع وأساس حاضره ومستقبله ؟ .. قد يسأل أحدكم وقد تقوس حاجباه : أين وزارة الشباب والرياضة من هذه المأساة ؟

* إعلم يا عزيزي السائل أن وزارة الشباب والرياضة منذ تأسيسها قبل ربع قرن مجرد جعجعة بلا طحين ، مجرد هيكل عظمي في مبنى مؤجر ، يضج بالأطفال والشيوخ والدخلاء على الرياضة.

* لم نعد نفهم طبيعة عمل صندوق النشء والشباب ، هل هو وعاء حاضن لبناء المنشآت والملاعب والنشاط الرياضي ، أم جمعية تتبنى المهرجانات السياسية ، وتدفع لها (كاش) من صحة وعرق ثلاثين مليون يمني ، يدعمون الصندوق من جيوبهم وصحتهم ..؟

* فشلت الوزارة طوال ربع قرن أو يزيد ، في ترجمة أهداف الرياضة إلى واقع ، بقيت مجرد وزارة في جيوب الشيوخ والمتنفذين وحمران العيون .. حتى مشاريعها في بعض المحافظات الجنوبية مليئة بالعيوب والتجاوزات والاختلالات المالية والإدارية ، لم تكن منشآت تستهدف إبتغاء وجه الله ، وتحريض الشباب على ممارسة الرياضة ، بقدر ما كانت مشاريع استثمارية لشركات تديرها أطراف سياسية في النظام ، ترى نفسها فوق المساءلة القانونية.

* لم يحدث أن سمع العالم قديماً وحديثاً أن ملعباً رياضياً تم إنشاؤه في عشرين سنة .. ولم نسمع أن ملعباً رياضياً تم افتتاحه قبل ثلاث سنوات ، ثم انكشف المستور ، حين اتضح أن البناء مغشوش ، وأن المقاول خالف المقادير والمقاييس العلمية والعملية ، فقدم للشباب منشأة (هلامية) سرعان ما تشقق جدارها ، وزال طلاؤها ، وتقوضت أركانها،

* أستحلفكم بالله ، الفرد الواحد الصمد ، عمركم شاهدتم منشأة تحتاج إلى عملية ترميم شاملة كاملة ، بعد افتتاحها بعامين ..؟

* والمعنى أن لا حل أمام الحكومة في ظل المتغيرات وزوال النظام الفردي سوى إيجاد حلول سريعة وثابتة ، تعتمد في الأصل على عقول الرياضيين بعيداً عن (روتين) الوزارة ، وبعيداً عن صندوق الشباب المثخن بالمخالفات والأغراض غير الرياضية.

* عدن ولحج وأبين تحديداً في أمس الحاجة إلى (صندوق) حكومي خاص ، ينقذ الصغار من وحل البطالة ، ومن مخلفات الخروج عن النص غير السوي ، أما كيف ؟ ، فعندي حل جذري بسيط يمكنه أن يحدث حالة تكاثر في ملاعب صغيرة تجعل الصغار والكبار يدعون للحكومة ليلاً ونهاراً .. ترقبوا فكرتي الأسبوع القادم بإذن الله.