رسالة مفتوحة .. إلى فخامة الرئيس الشرعي ..!

* فخامة الرئيس الشرعي (عبدربه منصور هادي) أكتب إليك بحرقة وألم رياضي غيور على مصلحة رياضة البلاد والعباد، لعل رسالتي تضل طريقها عن (العسس) الحزبي المحيط بمكان إقامتك إحاطة السوار بالمعصم، وتستوعب مظالم فئة رياضية مهمشة تبحث عن الإنصاف في زمن (الولاءات) الحزبية التي أضاعت وطنا في لحظة طيش ..

* بادئ ذي بدء .. أبلغك عتب الرياضيين الجنوبيين والشماليين على حد سواء، لومهم الذي بات كزبد البحر ، والسبب الذي يبطل العجب مع دخول شهر رجب، يعود إلى قراراتك الأخيرة المستفزة التي أصابت الرياضيين والكفاءات الإدارية في مقتل ..

* الرياضيون يا فخامة الرئيس لم تلوثهم (فيروسات) السياسة ، ولم يقترفوا ذنبا سوى إنهم آثروا الحق ، وهربوا من جحيم الحزبية السياسية ، وفضلوا أن يكونوا على ضفة الحياد دعاة سلام ، إيمانا منهم أن الرياضة عصب حياة الناس ، والساحرة الفاتنة التي توحد القلوب بعيدا عن جنون السياسيين الحمقى ، إذا كان هناك ثمة حزب ينتمي إليه الرياضيون، فهو حزب الشعب والناس والطبقات المقهورة والمسحوقة، لا يطلب الرياضيون من فخامتك إلا تنظيف ملعبهم الرياضي من (قمامة) و (أوساخ) السياسة ، لا نريد منكم إلا أن تدعوا الرياضة لنا ، نمارسها ونقودها وندخلها كل بيت دون وصاية سياسية ..

* أحيطك علما أن الرياضيين أكثر تعصبا لك كرئيس جار عليه الفرقاء ، وأكثرهم سندا ودعما لشرعيتك، وعلى قدر المحبة يأتي العتب والعتاب ..

* لن أمسك طبلا ومزمارا وأنافق، طمعا في إكرامية زائفة ، كما أن إيماني بشرعيتك قناعة لم أشأ يوما أن تتحول إلى مظاهرة إرتزاق على صفحات (الفيس)، كما يفعل المحيطون بك، والذين يبتلعون (الزلط) ويتمنون لك الغلط ، وأخلاقي الرياضية تمنعني من تحويل إحترامي لك إلى تظاهرة نفاق للوصول إلى بنك (ابن هادي)..

* أنا كاتب رياضي .. مارس العمل الرياضي و الإعلامي والإداري لما يربو عن 28 عاما ، أعرف تماما مواضع ضعف رياضتنا ، وأعلم الطريق الذي يؤدي إلى التكامل الإداري والفني ، وأتصور أن تراكمات خبرتي تسمح لي أن أصارحك مصارحة حرة على أساس أن الصدق (شامبو) القلوب، فأهل مكة أدرى بشعابها ..

* فخامة الرئيس .. كل الرياضيين الجنوبيين يساندون شرعيتك ، عدا ذلك فهم ليسوا مخولين التعامل مع حكومة تقمعهم وتستهتر بهم وتسخر من كفاءاتهم وتسلبهم وزارتهم ، ولأن الرياضيين الجنوبيين وحتى الشماليين من ذوي الكفاءات ليسوا من أتباع (الشيخ)، ولا محسوبين على حزب (الجنرال)، ولم يسيروا يوما خلف فرقة إنشاد (توكل) فقد تم دهس كرامتهم بقرارات رئاسية جوفاء فارغة المحتوى، سلبتك الكثير من تعاطف الرياضيين مع شرعيتك ..

* فخامة الرئيس .. لا تقطب جبينك ولا تستمع إلى الواشين الذين يأكلون مع الذئب ويبكون مع الراعي، وهم حولك مثل (الرز الفيتنامي)، فقد سبق وأن تركوك محاصرا وحيدا ونفدوا بجلودهم يوم وقعت الواقعة، اهملهم وتعامل مع رسالتي بعقلية رئيس قلبه مفتوح لكل ما هو واضح ومفيد ، أنقل لك نبض الشارع الرياضي الذي صدم من فاجعة قراراتك الأخيرة البعيدة عن لغة العقل والمنطق ..

* ربما تتفق معي يا فخامة الرئيس أن قراراتك الأخيرة ولدت تحت ضغط (حزبي)، وخرجت للعلن تحت إلحاح (لوبي) سياسي لا يريد لك الخير ، لقد وضعتك تلك القرارات غير المفهومة في عنق الزجاجة مع الرياضيين الساخطين المتذمرين الناقمين على الوضع الرياضي (المعصود) ، كما أنها أدخلت الحكومة المغضوب عليها شعبيا ثورة شك كلثومية جديدة، كشفت عن التخبطات والخبط العشواء المتراكمة من سياسيين ضيقي الأفق الوطني، يومهم عيدهم وطز في مصلحة الوطن ورياضته ..

* فخامة الرئيس .. الوضع في وزارة الشباب والرياضة كارثي إلى أقصى حد ، فهي وزارة زاد ماؤها على طحينها ، والنتيجة أن الوزارة باتت ملجأ لوكلاء ومساعدين ومستشارين بعدد الليمون، ومرتعا لدخلاء عن الرياضة كل امتيازاتهم إنهم إما مقربون من الوزير أو من شلة حزب (الزامل)، أو من حاشية (شيوخ) الغفلة ..

* فخامة الرئيس .. تصدق (ستصدق إن شاء الله) أننا بحثنا في كل الموسوعات الرياضية وغير الرياضية عن (منير الوجيه) الذي قفز بقدرة (حزبه) إلى منصب نائب وزير ولم نجد له أثرا ، إذا كان (الوجيه) كما جاء في سيرته أنه قضى حياته في خدمة الوطن والثورة ، فمتى خدم ومتى حارب وهو يا دوب في سن 28 عاما ؟، نريد أن نفهم يا فخامة الرئيس ما هي مقاييس المناصب التي توزع بسخاء حاتمي، في ظل الولاء والطاعة لأطماع حزب أو أحزاب تريد أن تكوش على الجمل بما حمل ؟..

* ثم تعال يا فخامة الرئيس إلى مفارقة عجيبة مدهشة للشطار والعطار .. كيف لرجل بلغ الأجلين من زمان (الترك) يتم تعيينه وكيلا ناشطا وهو خارج الخدمة قانونيا، ورجله والقبر .. ما هو المقياس الذي دفعكم لإصدار قرار كهذا ؟ هل وقعتم في خطأ غلطة الشاطر أم إن حزبا معينا هو من أملأ ذلك القرار ، وظلل الحقيقية عنك ؟

* الشيء الآخر فخامة الرئيس .. لم نفهم تدرج المناصب في قراراتكم الرئاسية الأخيرة ، مفروض أن المؤهل العلمي والخبرة في مجال الإدارة الرياضية، هي من تحدد الدرجة وليست نزوات حزب يخرب الرياضة ويقعد على تلها .. وفقا وهذا المنطق المعمول به في العالم وحتى الدول النامية و النائمة يفترض أن يحتل الدكتور (عزام حليفة) منصب وزير الشباب والرياضة ، و (نعمان شاهر) نائبا، ومن بعدهما يأتي الآخرون، بمن فيهم الأخ (نايف البكري)، البعيد تماما عن التخصص الرياضي..

وعلى فكرة حتى الدكتور (عزام خليفة) ما كان له أن يخرج من دائرة شبه ظل المكتب إلى دائرة ظل الوزارة لولا ميوله الحزبية ، و لو لم يمل ميزانه لسياسة حزب لبقي أبد الدهر بين الحفر ..

* فخامة الرئيس ، الله يعينك على تحمل أنانية ونرجسية المحيطين بك ، وهم الذين يقتاتون المناصب على حساب شرعيتك، يدعون أمامك أنهم مخلصون وطنيون، والحقيقة أنهم عابثون بشرعيتك ، ثعابين يلدغون في طيبتك ويوالون جيوبهم ومصالح حزبهم على حساب وطن يمني مثخن بالجراح الغائرة والصراعات العبثية المناطقية ..

الرياضيون في ظل قتامة القرارات ذات الرائحة السياسية منزعجون ، لأنهم الآن وقعوا بين مطرقة (الحوثيين) في صنعاء المسأثرين بالوزارة الانقلابية، وسندان (شرعية) نفت الرياضيين وعزلتهم، وسلمت مقاليد وزارتهم الشرعية لجهات لا علاقة لها بالرياضة، كل همها مطاردة موارد (الصندوق) والعبث بمال الرياضيين والشعب الغلبان، والركض خلف سراب بطونهم التي لا تشبع ..

* فخامة الرئيس أغلب الظن أن خطابي لن يصلك، سيصادره (عسس) المحسوبيات، لن يدعوك تقرؤه حتى لا ترى نور الحقيقة ، لكنني أبلغك أن الكيل فاض بالرياضيين الذين مازالوا حماة شرعيتك، وبلغ سيل الفساد الإداري الرياضي الزبى في ظل قراراتك المخالفة لتطلعات الرياضيين وتجاوزات وزارة باتت دكانا مسجلا باسم (شلة) نايف البكري وشركائه ، نتمنى أن توقف عبث العابثين المفسدين في أرض رياضتنا تحت ذريعة شرعيتك ، لقد بات واضحا أن مقياس التعيينات الأخيرة يعتمد على الولاء للدائرة الجهنمية التي تحيط بقصرك ، فقط ألفت نظر من يعينون وفقا ولون الحزب وتبعية المنطقة أن (جدي) من أكبر المتحمسين لك يا فخامة الرئيس ، وأعلى فراشه صورة كبيرة لك ، فهل هذا الامتياز يرشحه ليكون وزيرا، أو حتى منشدا في فرقة (علي لوز)..؟

* فخامة الرئيس .. كنت ستكبر في عيون الرياضيين الأنقياء المخلصين لشرعيتك لو أنك حررت وزارة الشباب والرياضة من فساد السياسة ، ومن تبعات نزغ الشياطين، وجعلتها وزارة رياضية خالصة يقودها أبناؤها دون ستار حزبي أو أفق سياسي ضيق ، كنا سنخرج زرافات في تظاهرة حب تأييدا لك دون سواك، لو أنك ضربت وكر (الوصاية) و أنصفت الرياضيين ، وحميت مكتسبات الرياضة من تسلط شخصيات تحركها نزوات حزب و أطماع (شيوخ) ترى نفسها فوق مستوى الوطن ..

* كانت أمامك فرصة تاريخية لإصلاح الوضع المائل في الوزارة ، وتعديل أوتارها من خلال تشكيل وزارة رياضية بحتة لا توالي حزبا ولا تمارس سياسة الدجل ، كانت سمعتك وشرعيتك ستقفزان إلى عنان السماء لو انتصرت لجوهرة اليمن أبوبكر الماس وعينته وزيرا للشباب والرياضة ، ثم دعمته بكفاءات رياضية و إدارية من وزن الدكتور شكري هاشم والدكتور ماهر علي قاسم والدكتور نبيل الطحس و الدكتور أبو علي غالب ، ومعهم أحمد الأحمدي وجميل سيف وشرف محفوظ ومعاذ عبدالخالق ونبيل مكرم وجمال حمدي ، وقائمة الكفاءات في وطن ما كان يعرف بوطن الحكمة و الإيمان طويلة وليس لها نهاية ..

* فخامة الرئيس .. ندعوك نحن الرياضيين إلى إعادة تقويم قراراتك الرياضية الأخيرة ، لأن مثل قراراتك الأخيرة العاطفية الاضطرارية التي ولدت تحت ضغط (الزن على الودان) كفيلة بأن تزيد الهوة بينك وبين الرياضيين في الشمال والجنوب معا، وتضاعف من عدد الحمقى والمغفلين في وزارة الشباب والرياضة ، احذر من اللوبي السياسي المحيط بك فهو يهدف إلى تآكل شرعيتك ، واستنزاف رصيد إيمان الناس بقضيتك ، وصدقني أن ما تبقى من شرعيتك ستتآكل سريعا لو تجاهلت مطالب الرياضيين ، وستدرك قريبا أن قراراتك الأخيرة كانت آخر مسمار يدق في نعش رياضة يمنية ، كانت السفينة التي يتوحد عندها اليمنيون..

* فخامة الرئيس نتوسل إليك .. نلوذ بك أن تقرأ الرسالة بحدس ثعلب وعين صقر ، سفينة الرياضة تغرق في بحيرة (المتمصلحين) الدخلاء، وبيدك الآن القرار ، إما نزع فتيل قراراتك الأخيرة وتحرير الرياضة من قبضة (المغول) الهدام، أو المضي قدما في كتابة الفصل الأخيرة من مأساة رياضة وطن ينعق عليها الغراب ..!

* أدري أن رسالتي لن تصلك ، ولن يسمح (عسس) مكتبك بمرورها ، لكن الواجب الوطني دفعني إلى مخاطبتك ولو غيابيا ، والحق دائما فوق القوة ، اللهم أني أبلغت اللهم فأشهد ..