أحاديث المرجفين والأوباش في موضوع طارق عفاش

منذ شهور ومكنة الدعايات والتسريبات المعادية للجنوب وقضيته العادلة وقيادته السياسية الممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي مابرحت تعزف على هذا الوتر الخسيس المخادع الا وهو وجود طارق عفاش في عدن أو اي بقعة ما في الجنوب وعن العلاقة بين الإمارات والمجلس الإنتقالي الجنوبي وهذا القائد العسكري المدعو بطارق عفاش ممثلا عمن تبقى من أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي لقي حتفه على يد الحوثيين في صنعاء مع نهاية العام المنصرم.
هذه الأسطوانة المشروخة التي دأب المرجفون على ترديدها بمناسبة و بلا مناسبة استفزازا للجنوبيين وتحريضا لهم وتذكيرهم بعفاش الكبير الذي عاث في الجنوب فسادا خلال زمن احتلال نظامه للجنوب وكأن هذه الدعايات الرخيصة تنطلق من حرص وحدب على الجنوب وقضيته وشهدائه ومكتسباته ولكنها أبعد ما تكون كذلك؛ وللأسف صدقها بعض الجنوبيين ومضى ينشرها ويرددها بوعي وبدون وعي بيد أنه لو كان طارق عفاش هذا أعلن ولاءه للشرعية الإصلاحية الانقلابية التي أمست أشد خطرا على البلاد والعباد من الانقلابيين الحوثيين لرفعوه عاليا ولطالبوا بدخوله الجنوب كما يتباكون على وزراء حكومتهم الفاشلة ووجودهم في عدن كسواح غرباء ؛ لكنها المكايدات السياسية والحملات الإعلامية التي تحيل الحق باطلا والباطل حقا .
لم يستقبل أحد من الجنوبيين طارق عفاش بالورود والرياحين استقبال الفاتحين فالرجل جاء كليما منهزما بعد أن سقط هبل صنعاء ( عفاش ) وانهار أنصاره وقواته وحزبه بين عشية وضحاها فتسابقت القوى المحلية والإقليمية إلى وراثة هذه القوة المنهارة إذ تتنازعها كما تنازعت الدول تركة الرجل المريض بعد الحرب العالمية الثانية؛ فكان على التحالف العربي أن يستقطب ما استطاع أن يستقطب من هذه التركة لاسيما دولة الإمارات العربية المتحدة التي تربطها علاقة إستراتيجية بالجنوب وشعبه وبقيادته الممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة المناضل عيدروس الزبيدي . هذه القوة المنهارة بفعل إرادة السماء ثم بفعل مظالم الجنوب وحراكه السلمي الذي زعزع صرح عفاش خلال السنوات الماضية مما جعله يسقط شمالاً على يد ثورة الشباب التي التي انقلب عليها الإصلاح وجنى ثمرتها ، وعلى يد الحوثيين الذين حالفوه ثم قتلوه فمثلما ورث الحوثيون كثيرا من قوة عفاش فقد حاولت الشرعية اليمنية أن ترث جزءاً من هذه القوة، فلماذا لا تقوم الإمارات مثلا بوراثة ما تستطيع من تلك القوة العفاشية التي صارت أحاديث ومزقت كل ممزق?
اما الجنوبيون بقيادة المجلس الإنتقالي فتجمعهم شراكة مع التحالف العربي ومصلحة الشركاء جميعا تستدعي أن يتم استقطاب ودعم طارق عفاش ومن هم على شاكلته وهذا دائماً هو منطق السياسة وإلا كيف يقاتل العفاشيون مع الحوثيين سنوات ثم يبطش هؤلاء بحليفهم في عقر داره ويفجر ون منزله ثم يرتد بعض أنصار عفاش إلى قتال الحوثيين? فليس في عالم السياسة صديق دائم ولا عدو دائم ونحن في الجنوب ننطلق من منطق الثورة وليس من منطق الثأر والانتقام وارضاء العاطفة فهذا منطق ضيق حتى القبائل والأفراد قد تركوه فطالما راهن الشماليون على تمزيق الجنوبيين من خلال استقطاب عدد منهم في كل المراحل قبل الوحدة المشؤومة وبعدها وما يزالون يفعلون ذلك حتى اليوم فما من فصيل شمالي إلا ويحتفظ بعدد من الأنصار الجنوبيين لكي يوظفهم متى شاء .
ذكرنا أكثر من مرة أن ثورة الجنوب التحررية بحاجة إلى الا تعادي الشماليين كلهم والا تضعهم في خانة واحدة رغم مرارة التجارب التي مرت بها علاقة الجنوبيين بالشماليين والمراهنة عليهم ولكن السياسة ليست عدمية والطريق المجرب ليس دائما هو الطريق الوحيد والصحيح كما قال الزعيم العربي
الخالد صدام حسين رحمه الله؛ ولكن الجنوبيين بشكل عام في الثورة الجنوبية نفروا نفورا شديداً من كل ماهو شمالي بحكم التجارب السابقة ولكنه نفور عاطفي على كل حال يعبر عن مشاعر مجروحة ومخدوعة.
إن طارق عفاش واتباعه اليوم ليس طارق عفاش الأمس وعلاقته بالجنوب وعلاقة الجنوب به لم تكن كما كانت بالأمس فبقاء الحال من المحال وليس المدبر كالمقبل فلا خوف إطلاقا على الجنوب وقضيته ومقاومته وأهدافه المنشودة من قبل هؤلاء الفارين من بطش الحوثي والموتورين على قتل زعيمهم بتلك الطريقة المتوحشة. لعل هؤلاء سينضمون إلى الحوثيين يوما أو إلى الإصلاح أو لا يقومون بالدور المنتظر منهم في الشمال ولكن هذه افتراضات وليست حقائق.
إن قيام دولة في الجنوب ودولة في الشمال مستقبلاً لا يعني نهاية العالم ولا يعني القطيعة والحرب بين الشمال والجنوب ولا يعني أن دولة الشمال سترحل إلى الأمريكيتين غربا وان دولة الجنوب سترحل إلى الصين شرقا فكلنا باقون في هذه الجغرافيا التي تسمى من قديم الزمن باليمن كتسمية جغرافية وليست سياسية ولطالما آوت الشمال الجنوبيين في محطات تاريخية معينة لأسباب سياسية وإنسانية ولطالما فعلت الجنوب كذلك فالانسلاخ من طبيعة الجغرافيا والتاريخ مثل الذي يريد أن يحمل المشاعل تحت الماء وليس من باب الصدفة أن أول ثورة ضد نظام الحكم الأمامي في الشمال عام 1948م بقيادة تنظيم الأحرار قد انطلقت إليها الدعوة من عدن وانشد الشاعر محمد محمود الزبيري قصيدته التاريخية (صيحة البعث) في عدن نفسها :
سجل مكانك في التاريخ ياقلم فها هنا تبعث الأجيال والأمم
هنا البراكين هبت من مضاجعها
تطغي وتكتسح الطاغي وتلتهم
ان القيود التي كانت على قدمي
صارت سهاما من السجان تنتقم.

فيا أيها المرجفون يا أعداء الجنوب وخصومه يا أيها الأبواق المأجورة كفوا عن خزعبلاتكم وتسريباتكم المأزومة فشعب الجنوب قد صار فاعلا وليس منفعلا بما تروجونه صباح مساء من افك ودجل واستفزاز وفتنة
وإرجاف وإلهاء وغير ذلك من مآرب سبقتم الشيطان إليها ؛
فلك تعد شمالية طارق عفاش
ولا عفاشيته تشكل خطرا يذكر
على الجنوب ومشروعه السياسي بينما إخوانية علي محسن وإرهابه وجنوبية بن دغر
واحمد الميسري وغيرهم من اصحاب المشروع الاتحادي المازوم هم من يمثلون ارباكا
وعرقلة للمشروع الوطني الجنوبي في قيام الدولة الجنوبية المستقلة.
لقد بعدت الشمال عن الشرعية وعن طارق فما بالك بالجنوب
الذي أضحى مسيجا بقوى شابة
صاعدة من خلفها شعب جبار فولاذي الإرادة والإيمان.


* الناطق الرسمي للهيئة الأكاديمية الجنوبية.