لهذا تم منع المبعوث الأممي من زيارة عدن و المكلا

لم يقرر المبعوث الأممي " غريفت " زيارة عدن والمكلا إلا لسماع صوت القضية الجنوبية عن كثب دون انتحال هذا الصوت بأسماء شخصيات وكيانات مستنسخة هلامية مستأجرة كما درجتْ العادة عند هذه السلطة – سلطة حزب الاصلاح والرئيس هادي -المسماة افتراضا بالشرعية ليس هذا الانتحال وليد اليوم بل هو منذ بداية الحراك الجنوبي كونها سلطة تمارس ذلك كسلطة امتدادا لسلطة يوليو 94م الاحتلالية, وما فضيحة تنصيب ممثل عن هذه القضية ليقوم بالتوقيع على ما سُمىَّ بمشروع دولة الستة الأقاليم بعد انتهاء الحوار الوطني بصنعاء قبل هذه الحرب إلا نموذجا لهكذا انتحال وتدليس وتضليل سياسي فاضح,كون كل الأطراف الباقية غير موجود بعدن ولا بالمكلا,-حتى نقول ان المبعوث كان قصدها من زيارته التي اُفشلت بعفل فاعل, فالرجُـــل وضع القضية الجنوبية نُــصب عينينه قبيل أي مفاوضات- فحكومة بن دغر قابعة هناك بالرياض, وقد التقاها المبعوث الدولي أصلاً,وكذلك فعل مع الرئاسة,وباقي القوى بالرياض فكل هذه الأطراف قد ألتقاها هذا البعوث كما فعل الشيء ذاته مع الأطراف السياسية في صنعاء.ثم أن كل قيادات الأحزاب غير موجودة لا بعدن ولا بالمكلا حتى نفترض ان الرجل أتى لمقابلتها, فهذه القيادات موزعة ما بين صنعاء والرياض وإسطنبول والقاهرة.وبالتالي لم يبق في عدن يمكن أن تستهدفه هذه الزيارة التي أجهضتها سلطة هادي والاصلاح غير الصوت الجنوبي بكل توجهاته وكياناته. وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم بها هذه السلطة تجاه ممثلي الأمم المتحدة, فأتذكر شخصياً حين جازف المبعوث الأممي الأول جمال بن عمر بزيارة عدن- قبل هذه الحرب- تم إيقافه بشكل مهين بصالة مطار المدينة,وبالكاد ألتقى بعدد ممن حالفهم الحظ من الجنوبيين بتلك الصالة, وكان كاتب هذه السطور واحدا منهم, ولم يلبث حينها غير ساعتين قبل أن يعود ادراجه الى صنعاء تحت حالة من الترويع من الوحش الحراكي الجنوبي المنفلت من عقاله, ولكن بعد أن كان قد سمع عن طبيعة القضية الجنوبية وتطلعات الجنوبيين المشروعية بدرجة لا بأس بها من الطرح . كما مارست هذه السلطة ذات السلوك مع المبعوث الثاني ولد الشيخ, حيث نجحت بمنعه من الاقتراب من أسوار القضية الجنوبية حتى آخر يوم من مهمته.!

فلأن الخشية التي اعترت اليوم هذه السلطة وركائزها من أن يقف هذا المبعوث على طبيعة القضية الجنوبية عن قرب ويستمع الى أصوات نخبها المتعددة بشكل مباشرة دون وكيل أو منتحل أو مدّعي, ويستمع لصوت الجماهير الجنوبية التي اصطفت منذ صبيحة يوم الزيارة التي كان من المفترض أن تتم يوم الخميس 5إبريل الجاري فلم يكن لدى هذه السلطة بدٌ من أن تفعل فعلتها المفضوحة, بأن أبلغت المبعوث أن الأوضاع في عدن غير مستقرة أمنياً ونصحته بصرف النظر عن هذه الزيارة تحت زعم دواع أمنية, وقد أخذ تلك التهديات محمل الجد ربما خشية من أن يطاله أذى من تلك الجهاته ذاتها, متناسية بصورة فجّــة وصارخة من أنها قد دأبت منذ عامين تقريبا على دعوة دول العالم الى ارسال بعثاتها الدبلوماسية الى عدن ودعوة كل منظمات الاغاثة وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية للقدوم الى المدينة, ومثل هكذا فعلة وحماقة تكون هذه السلطة قد اثبتت للمرة الألف من أنها سلطة أحزاب وشخصيات تناصب الجنوب العداء بصورة سافرة دون أي مواربة أو تحفظ كما كانت تفعل بالسنين الماضية, حيث تستكثر اليوم على الجنوب مجرد لقاء أستماع وشرح عابر مع مبعوث دولي, فكيف يمكن تصديق مزاعم هذه السلطة من أنها قد انفتحت على القضية الجنوبية وأنها بصدد حلّ هذه القضية حلا عادلاً؟. كما أن هذه السلطة في حال أن صدقها العالم من أن عدن غير مستقرة أمنياً فهي تكون قد كشفت زيف ادعائها الذي تقول مرارا من أن العاصمة المؤقتة وباقي المحافظات المحررة باتت آمنة على سنجة عشرة كما دأبت على ذلك طيلة عامين مضت بالتوازي مع تأكيدها أن صنعاء والمناطق الخاضعة للحركة الحوثية غير آمنة وهي العاصمة التي زارها المبعوث الأممي بكل سلاسة وسهولة قبل أيام.

*قفلة: تستطيع أن تدفن الحقيقة لكن لا تستطيع قتلها.