مهمة غريفيث مع أدعياء الحق المطلق !!

تناقض ما نسب إلى السفير الأمريكي ماثيو تولر !!

كتب #أنيس_الشرفي

بعد لقاء جمع السفير الأمريكي لدى اليمن يوم الأربعاء 4 ابريل 2018م بعددٍ من الإعلاميين اليمنيين في القاهرة، خرج عدد من الإعلاميين الذين قابلوه لينسبون إليه تصريحات متناقضة يدحض بعضها بعضاً.

حيث نسب إليه وقفاً لما نقله موقع "الحكمة نت" بأنه قال "لا أحد يستطيع أن يقول انه يمثل الجنوب".

وأكد تولر "إن المشكلة تتمثل في أطراف تدعي انها وحدها تمثل الجنوب وهذا غير صحيح".

وأضاف"إن احتكار فئة محددة لتمثيل الجنوب هو بذور للفشل المستقبلي."

ويتمثل التناقض بين الفقرات الثلاث أعلاه بأن الفقرة الثالثة تدحض الأولى، ففي الوقت الذي يؤكد بأن لا أحد يستطيع أن يدعي تمثيل الجنوب، يأتي ليقول في الفقرة الأخيرة بأن وجود ممثل وقيادة موحدة لشعب الجنوب تعد بمثابة بذرة لفشل مستقبلي.

وهذا ما يعبر عن قمة الاسفاف والتناقض والسذاجة الذي ذهب إلى ترويجه ناقلوا التصريح، حيث حور الاعلاميين حديث تولر وحرفوه واخرجوه على هواهم، وبما يتناسب مع مزاعمهم واشاعاتهم الكيدية، والتي إن دلت فلا تدل سوى على حقدهم بحق الجنوب وعنصريتهم تجاه شعبه.

لم ينتهي اسفاف وكذب الإعلاميين الشماليين بإسم السفير الأمريكي ماثيو تولر، حيث لم يتوقف الأمر عند هذا الحد من التناقض، بل تعداه إلى ما نقلوه عنه أيضاً بأنه قال"إنه يجب أن يتواجد بها المؤتمر الشعبي العام والإصلاح والأحزاب التي كانت منضوية تحت مكون أحزاب اللقاء المشترك، إلى جانب الحوثيين والحكومة الشرعية".

وهنا يتجلى التناقض وحقيقة التدليس والتحريف والتجريف لتصريحات السفير الأمريكي في أبهى صوره، فإن كان تولر لم يتطرق إلى الحديث بشأن ما إذا سيكون للحراك ممثل في المفاوضات القادمة كما نسب إليه بأنه حصر الأطراف التي ستشارك في المفاوضات، بأحزاب وقوى شمالية، فلماذا سيخوض في مسألة تمثيل الجنوب من عدمه ومن يجب أن يمثلها في المفاوضات من أصله ؟

ثم كيف به يقبل تمثيل أحزاب يعرفها القاصي والداني بأنها جميعها إما قوى شمالية، أو رهينة لقوى شمالية تسيرها على هواها، ويقبل احتواء وتمثيل كل تلك القوى المتناقضة في المفاوضات، وفي الوقت ذاته يطالب الجنوبيين بإيجاد حاملٌ موحد يمثلهم في أي مفاوضات مع القوى الشمالية، ثم يعود ليرفض عليهم وجود طرف واحد مفوض من شعب الجنوب لتمثيلهم في أي استحقاقات تفاوضية قادمة ؟

وإن افترضنا إن ما صدر حقيقة جاء على لسان السفير الأمريكي، فمثلما قبلوا إستجلاب كافة قوى الشمال للتفاوض، فلم لا يتم دعوة قوى الحراك الجنوبي الفعلية وليس المفرخة من رئاسة الجمهورية أو من أحزاب وقوى شمالية ثم يطلبون منها ترشيح اختيار ممثلي الجنوب في المفاوضات القادمة، دون وصاية أحد لا من الشرعية ولا من أحزاب وقوى الشمال.

ما لم فليذهبون إلى مفاوضاتهم وسنذهب نحن نحو خياراتنا، وكما فشلت جميع حواراتهم السابقة في احتواء القضية الجنوبية أو تزييفها، ثم فشلت محاولتهم غزوا الجنوب مؤخراً واستباحة أرضه، فستفشل بإذن الله تعالى كل مخططاتهم لاصطناع أي تمثيل شكلي للجنوب.

ومع ذلك، أجزم بأن السفير الأمريكي لم يتحدث بشيء من ذلك، وإن الإعلاميين اليمنيين الذين التقوا به، قد لفقوا إليه التصريحات بشأن تمثيل الجنوب كذباً وزوراً، لا لشيء سوى لإرضاء نفسياتهم الحاقدة والموبوءة بالزيف، والتي تكشف مدى عنصريتهم وعدائهم ضد كل ما هو جنوبي.

وهي ليست بالمرة الأولى التي ينسبون فيها إشاعات لمسؤولين دوليين بشأن الجنوب، بل سبق لهم قبل ذلك الكثير من الشواهد الدالة على حقدهم الدفين لشعب الجنوب.