السجينات في معتقلات المليشيات.. معاناة وقصص محزنة

السبت 14 إبريل 2018 13:07:28
السجينات في معتقلات المليشيات.. معاناة وقصص محزنة
متابعات

في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، الحديث عن اوضاع السجون والمعتقلات السرية حديث فيه الكثير من القصص الانسانية الحزينة وخاصة عندما يكون السجين او المعتقل أمراة .
وفي هذا التقرير تناول معاناة السجينات في سجون جماعة الحوثي.
قصص سجينات يتعرضن لأشد أنواع الانتهاكات فبحسب تقارير حقوقية يمنية، فإن أكثر من 5519 سجينًا وسجينة يقبعون في السجن المركزي بصنعاء، وعدد من السجون والمعتقلات التابعة لوزارة الداخلية بصنعاء، وسجون سرية أخرى للنساء، تتبع مباشرة المكتب السياسي لجماعة الحوثي.

نبيلة (م) شابة في العشرينيات من العمر ،كانت تقبع في السجن المركزي بصنعاء منذ نحو ثلاثة عشر عاما بتهمة السرقة، نقلت نبيلة من السجن المركزي بصنعاء إلى مستشفى الثورة قبل خمسة أشهر، بعد أن ساءت حالتها الصحية لإصابتها بمرض الكوليرا نتيجة انتشار الوباء وأوبئة أخرى في عنابر السجن ،الذي يفتقر إلى أدنى مقومات الرعاية الصحية اللازمة ، لم يمهل المرض المزيد من الوقت لنبيلة كي تنعم بحريتها هي وأبنتها ذات الثمانية أعوام ،والتي أنجبتها في السجن ، لتفارق الحياة دون ضجيج مجتمعي أو إعلامي وتكفل أحد رجال الأعمال الذي لا يرغب في ذكر أسمه ،بتوفير المصاريف المعيشية والدراسية حتى المرحلة الجامعية لابنة نبيلة ، والتي تعيش اليوم عند خالتها، تقول ابنه السجينة نبيلة ، ” كان نفسي أروح أنا وماما إلى الحديقة لكن ماما ماتت وراحت لعند الله بعد ما خرجنا من السجن ”
” يتداول على السنة السجينات القابعات في سجون صنعاء ، أن من لم تمت منهن بسبب المرض ، حتما ستموت من التعذيب الذي تمارسه المشرفات الحوثيات اللاتي تم تعينهن مطلع العام الماضي من قبل جماعة الحوثي ، حيث أحال الحوثيون المشرفات السابقات إلى التقاعد،واستبدلوهن بأخريات يدينين بالولاء الطائفي للجماعة ” يقول ناشط حقوقي رفض الكشف عن اسمه خشية اعتقاله ، ” عندما كلف عبد العزيز البغدادي ، النائب العام السابق المعين من الحوثيين ، لجنة خاصة لتفقد السجينات ، رفعت اللجنة تقريرا أوضحت فيه : الشكاوى التي تقدمت بها عدة سجينات حيث تحدثن أنهن يتعرضن لكافة أنواع التعذيب الجسدي من ضرب بـ أعصي وأسلاك كهربائية، وصفع ، وإيقاف النفس بخنقهن ، وإغراقهن بالماء ،إضافة إلى التعذيب اللفظي من إهانة وتحقير وصفع وتعذيب نفسي، بهدف الاعتراف بأشياء لم يفعلنها،كما شكى أخريات:حرمان إدارة السجن حقهن في الخلوة الشرعية، إضافة إلى إجبار المشرفات الحوثيات كل السجينات لحضور محاضرات حوثية اسبوعية بالقوة ،وقد وجه حينها البغدادي بتغيير المشرفات الحوثيات،لكن توجيهه قوبل بالرفض من قبل المكتب السياسي للحوثيين ، وبعدها بفترة وجه البغدادي السماح لمؤسسة السجين الوطنية التابعة لرجل الأعمال الموالي للحوثيين يحيى الحباري ، ولعدد من وسائل الإعلام المؤيدة لجماعة الحوثي ، بزيارة العنابر الخاصة بالنساء السجينات ، بغرض حل كثير من الإشكاليات ، و تحسين الصورة الذهنية للسجون في ضل الانقلاب الحوثي .”

تعذيب وترهيب :
إضافة إلى التعذيب ، والترهيب ، تفتقر سجون النساء التي تقع تحت سيطرت جماعة الحوثي للخدمات الأساسية كالتغذية ، والرعاية الصحية والاجتماعية.
وكانت منظمة العفو الدولية أشارت في تقارير سابقة واكبت فترة سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء” إلى أن النساء والفتيات في اليمن ورغم ما حدث من تطورات في حقوق المرأة في السنوات الأخيرة إلا أنهن لا زلن يواجهن التمييز في القانون وفي الواقع الفعلي، ولم تتوفر لهن الحماية الكافية من العنف الجنسي وغيره من أشكال العنف ، وسواها من الانتهاكات”.
وفي ذات السياق كشفت دراسة اجتماعية أكاديمية قدمت للمجلس الأعلى لشئون المرأة ، أوضاع النساء في السجون اليمنية، قبل الانقلاب، وكشفت الدراسة” أن 37 بالمائة من السجينات اليمنيات تعرضن للعنف أثناء فترة احتجازهن ومحاكمتهن، وتراوحت أشكال العنف تلك بين الضرب والحرق بأعقاب السجاير وتوجيه الإهانات والتهديد.”
ومؤخرا ، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لنساء قالوا أنها لسجينات لدى جماعة الحوثي في محافظة صنعاء، وهن يرفعن ردميات و مخلفات البناء في احد شوارع المحافظة .
وبحسب الناشطون ، فإن الحوثيون قاموا بإخراج العشرات من السجينات من احد المعتقلات في العاصمة صنعاء ، وأجبروهن على الأعمال الشاقة ومنها رفع الردميات وتنظيف بعض الشوارع .

لا رقابة ولا محاسبة :
ويرجع العضو السابق في اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن ،المحامي عبد الرحمن برمان، أسباب تزايد واستمرار الانتهاكات التي تتعرض لها النساء السجينات في العاصمة صنعاء ، إلى عوامل عده أبرزها : “القبضة الحديدية التي تمارسها جماعة الحوثي على السجون والأجهزة الأمنية، إضافة إلى غياب الحماية القانونية والقضائية للسجينة التي كانت تقدم من قبل المنطمات والجمعيات الحقوقية والخيرية المحلية والدولية العاملة في اليمن قبل الانقلاب الحوثي ، فضلاً عن عدم وجود نظام للعون القضائي، وتطبيق النصوص القانونية. “هذه جزء من الأسباب التي فاقمت من معاناة السجينات في صنعاء، وأدت إلى حرمانهن من الحماية القانونية والقضائية بدءاً من مراحل التحقيق والاستجواب وحتى تنفيذ العقوبة” يقول برمان في حديث “،ويضيف “في الفترة السابقة أي فترة ما قبل سيطرة جماعة الحوثي كانت هناك منظمات حقوقية تبادر في إيجاد الحلول لمشكلات السجينات،وكان هناك محامين يمارسون عملهم بحرية مقبولة ،
ويتابع برمان “كنا نذهب إلى السجون وأقسام الشرطة ،وكنا نقدم العون القضائي وتمكنا من مساعدة الكثيرات من النساء اللواتي كنا يقبعن في السجون .” ، ويضيف برمان، الذي كان يرأس منظمة سجين،وهي منظمة حقوقية معنية بحقوق السجينات “في فترة ما بعد الانقلاب انه غاب عمل مثل هكذا منظمات حقوقية،وغاب الصوت الحقوقي ، والناس لم يعودوا يلتفتوا لمثل هكذا قضايا،حضرت كل مشكلات الحرب والانتهاكات،ونُسيت المرأة السجينة،.
مؤكدا ان هناك آلاف الشكاوى من السجينات لاتصل إلى أحد ،لا منظمات، ولا وسائل إعلام ،اليوم كثير من المظالم تزداد،اليوم يعاني السجينات من الجوع في ضل النقص الحاد في التغذية التي كانت تقدم لهن،الانتهاكات التي تتعرض لها السجينات في اليمن واسعة جدا وهي قضية مستمرة ،فمن أول لحظة تتوجه فيها أصابع الاتهام للمرأة تتبرأ منها أسرتها،ويتم التعامل معها كمذنبة،مهما كان وضعها وحتى إن كانت هناك أسباب دفعتها لارتكاب جريمة ماء.
يتم التعامل مع السجينة بقسوة ،ابتداء من أقسام الشرطة وادارات البحث الجنائي والنيابات، فالعسكري أوالمحقق يتعامل معها بقسوة ، رغم خوفهن من الاستجواب ، وفي حالات متعددة تتعرض السجينة للضرب المبرح ،باختصار شديد أصبحت السجينة مستضعفة وليس لها أي نصير وتضاعفت هذه الانتهاكات مع الجرائم التي يرتكبها الحوثيون بحق المجتمع اليمني بشكل عام ، لذا يجب لفت أنظار المنظمات المحلية والدولية للانتهاكات التي تطال النساء السجينات في اليمن .”

المصدر : المشاهد