عدن درة المدن ولكن !!

كانت عدن وستظل درة المدن ومحط أنظار الشرق والغرب يتوقون شوقاً للإستفادة من موقعها الجيوستراتبجي على خارطة الملاحة الدولية.

وبموازاة عودة الكثير من رؤوس الأموال في المملكة واضطرارها للبخث عن ملاجئ استثمارية في ومدن أخرى تتقبلهم، فما الضير في عودة أبناء الجنوب ليكونوا هم عصب بناءها وأداة حمايتها، ووسيلة انعاشها وتنمية مجتمعها.

ولكن،،
هناك ما يجب علينا البدء بتهيئته قبل عودة المال المهاجر، إن عودته تتطلب استقرار سياسي وأمني، فهل نستطيع تأمين ذلك لهم ؟ وما هي متطلبات تحقيق ذلك ؟

لن تعرف عدن ولا الجنوب الأمن والاستقرار ولن يستطيع أحد الإستفادة من موقعها وثرواتها مالم يجمع أبناء الجنوب أولاً على صف واحد، ويتغلبوا على المحسوبيات والشللية والحزبية والميول العنصرية والتطرف ورواسب الفكر العصبي بكافة أشكالها وأنواعها.

بل يجب أن تصبح جميع تلك السلبيات بمثابة قصص من آثار الماضي نتخذ منها عظة وعبرة لبناء حاضر ومستقبل الجنوب بقلوب يعمرها الود والتآخي والتكافل والتضامن.

متى ما استقر الجنوب والتأم نسيجه الاجتماعي، فستكون الجنوب بموقعها الاستراتيجي والمحوري، وبيئتها الخلابة وطبيعتها المميزة ميدان للخير يستفيد منها الجميع بدءاً بالمجتمع الجنوبي، ومروراً بمجتمعات الدول المجاورة وانتهاءً بالشركات الأجنبية...

لأن ذلك الموقع الذي تتحلى به تلك الأرض يجعل منها محور لالتقاء الشرق بالغرب، وبوابة للدخول إلى أفريقيا، تجمع البحار بالمحيطات وتوصل القارات ببعضها.

ومع ذلك أشدد بأن #نجاتنابتعاونناوتكاتفنا، ليس على مستوى المجتمع الجنوبي فقط، بل والمنطقة عموماً.

هناك الكثير من نقاط الالتقاء بين مختلف الأطراف، يجب أن نقدم التنازلات لبعضنا ويتقبل كلا منا للآخر طالما وهو قادر على ذلك، قبل أن يحاول كلٌ منا الاستئثار بالكعكة لنفسه، فيستصعب عليه بلعها أو قذفها فقتله شراهته وأطماعه.

لن يتم الوصول إلى الاستقرار الأمني والسياسي، إلا بإعادة الوعي وارتقاء الفكر وبناء العقول، ليس على مستوى الجنوب بل على مستوى المنطقة بشكل أعم وأشمل.

وعلى جوار الجنوب المحيط به التسليم بذلك الواقع بل ودعمه ليكون عماداً لبناء مستقبل المنطقة ومنطلقاً للنأي بها بعيداً عن أطماع أقطاب النفوذ العالمية..