ماذا عن أطفالنا ..؟

اريد ان الفت عناية الجميع الى أمر اعتبره اهم من اي امر آخر ، وهو موضوع استغرب انه لا احد يلقي له بالا حتى الان على الرغم من أهميته الشديدة لحاضر ومستقبل بلادنا.

اتحدث عن الاطفال .. اطفالنا مابعد الحرب والانتصار، عن معاناتهم ومخاوفهم واللحظات العصيبة التي عاشوها خلال الحرب والعدوان الشمالي الاخير، عن مرحلة مابعد الانتصار وهي مرحلة ايضا قاسية جدا ولاتزال خاصة انه لا يوجد حتى اليوم شيء يمكن ان نسميه "حكومة" تهتم بهذا الملف وهي ان وجدت بالاسم فهي منشغلة بالنهب والسرقة والنفوذ، واذا تحدثنا عن منظمات مجتمع مدني يمكن ان تقوم بدور ما في مساعدة الاطفال على تجاوز مرحلة الحروب والمعاناة والتخفيف من آثارها التي يمكن ان تكون مدمرة فاننا نكذب على انفسنا لاننا نعلم ان معظم المنظمات الموجودة ان لم تكن كلها لاهم لها سوى الاسترزاق وحتى ان ارادت ان تفعل شيئا فهي للاسف لاتجيد سواه.

لا اريد هنا ان ارسم صورة قاتمة للوضع او للامر الذي اتحدث عنه، بقدر ما اريد ان انبه الى خطورة الامر ، اذا انه من المعروف ان رواسب المعاناة والصراعات والمخاوف والعذابات واهوال الصراعات والحروب تترسب فب اعماق الاطفال بشكل كبير وتؤثر على شخصياتهم الى مدى طويل .

هناك اطفال فقدو اهلهم اباءهم اخوانهم جيرانهم وراوهم يقتلون بقصف او قنص العدو، وهناك من تعذب جراء الشرود والنزوح وراى معانة اهله، وجميعهم راوا وسمعوا الاقتتال وسفك الدماء ولايزالون حتى اليوم يعيشون طفولتهم وهم يشاهدون الاسلحة صغيرها وكبيرها خفيفها وثقيلها في شوارعه وتحت منازلهم ومدارسهم، وي كثير من الايام ينامون على اصوات الرصاص والتفجيرات.

اننا اذا امام مأساة حقيقة سيكون لها اثر مدمر في المستقبل عليا جميعا،وهو مايفرض عليا جميعا ايضا ان نتحرك ونتعاون للتخفيف من تلك الرواسب ولو بالحد الادنى والى مستوى الاسرة والعائلة، وانا هنا ادرك تماما انعدام اي مؤسسات يمكن ان تقوم بدور في هذا الصدد، ولذلك اقول ان الامر يبدء اولا بادراك اولياء الامور وارباب العائلات والمجتمع كله لخطورة الموضوع، وهي خطوة الى ضرورية يمكن بعد ذلك ان نبني عليها، ومن هنا تاتي رسالتي هذه في هذا المقال وذلك كل ما استطيع فعله وهو التنبيه ومحاولة ايقاظ الضمائر الحية لانقاذ مستقبل الامة .