الانتقالي والشرعية المختطفة


تستمر مطابح الشرعية السياسية والاعلامية في انتاج القبح والقذارة وبيع الوهم وبطريقة الخفة تتعامل مع استحقاقات القضية الجنوبية وانتصارات المقاومة  وبإصرار أجوف وغريب ..

فمن حراك مكاوي الذي لايتعدى اصابع اليد الى الائتلاف المزمع الاعلان عنه والذي ستسند اليه مهمة تمثيل الجنوب في المفاوضات والمتشكل من افراد جلهم ليس له اي علاقة بقضية الجنوب ومن اكثر المتٱمرين عليها وينتمي معظمهم الى احزاب حاربت الجنوب وقضيته وتصدرت نهبه وطمس تاريخه .

تجتهد الشرعية كثيرا في محاولات بائسه لتحجيم وشيطنة المجلس الانتقالي الجنوبي من خلال حربها الاعلامية التي لا تخلو من كيل الاكاذيب ونشر الزيف وتحوير الحقائق وايضا من خلال حربها السياسية التي اتبعت منهجية ) صالح ( في التفريخ والتفقيس ، وكلا الامرين بات مكشوفا وجليا وغير قابلا للانطلاء ،، فالمجلس الانتقالي بات ممثلا لشعب الجنوب انطلاقا من التفويض الشعبي واعلان عدن التاريخي ..

والى جانب التفويض هناك حقائق كثيرة بينة للعيان وبصورة لا تقبل الجدل والمكابره فلقد أضحى الانتقالي يتمدد افقيا وراسيا سواء في بنيته التنظيمية التي استكمل تشكيلها على خارطة الجنوب أو من خلال وزنه الفعلي على الارض والذي مكنه بالامس بمقاومته الباسلة على حسم معاركه العسكرية في مواجهة الانقلابيين وفي وقت قياسي بعيدا عن ممارسة اساليب استنزاف دول التحالف وحلب لبنها كما يجري في جبهات الشمال وطوال هذه السنوات ، اضافة الى امتلاك الانتقالي القدرة على حماية المتظاهرين ضد عنف الحكومة البائسة كما حدث في مواجهات يناير الماضي  ..

انما يبدو عليه الامر ان الشرعية التوافقية باتت شرعية مختطفة مارست وتمارس اقصاء أغلب مكوناتها وتحولت الى مصدر لانتاج الازمات ودورات الصراع ولا تعي هذه الشرعية انها بلا اي وزن يذكر على الواقع وليس لها اي تواجد على الارض وهي اضعف الاطراف المناوئة للانقلابيين علاوة على انها لم تحقق اي نصر يذكر في كل الجبهات ناهيك عن فسادها الذي يزكم الانوف والذي قاد الى صراع مكوناتها على النفوذ والاستحواذ كما حدث في) الحالمة تعز ( .!

مسلمات كثيرة ينبغي ان يأخذها المبعوث الدولي في حسبانه ان اراد فعلا احلال سلام دائم وانهاء الحرب التي تحولت الى منجم يدر الكثير على بعض مكونات هذه الشرعية العقيمة ،، وحقائق كثيرة ظهرت الى السطح تتجاهل دول التحالف الالتفات اليها او الاعتبار منها رغم الفشل العسكري الذريع الذي غدا غير قادرا على الحسم وعلى اصعدة عديدة .

وكما فشل المسار العسكري بسبب الادوات التي تنفذه على الارض فإنه حتما سيؤول المسار السياسي للحل الى الفشل خاصة اذا تم استبعاد القوى الفاعلة والركون على مسوخ الشرعية ،، وفي المحصلة سنكون امام معضلة حقيقية لا تساعد في عودة الشرعية ولا تحقق اي نصر على الانقلابيين وهو ما سيقود الى مئالات كثيرة عنوانها الفشل الكبير ..