أين يقف الصحفي الجنوبي اليوم من التناقضات حوله؟

كتب إلي قائد عسكري جنوبي بارز يسألني بلهجة عتاب حاد، عن دور الصحفيين الجنوبيين اليوم إزاء التطورات العسكرية والسياسية الجارية ضد الشعب الجنوبي واستحقاقاته المشروعة بفعل ازدواجية المعايير التي ينتهجها التحالف العربي مع القوى الوطنية المقاتلة بكل جدية وتضحية إخلاص وتفان إلى جواره لاستعادة شرعية قيادة الوطن المختطف بين براثن المليشيات التدميرية الحوثية التي يزعم أنه يسعى لاستعادتها!
وكيف لتحالف يزعم دعم الشرعية أن يمنح أقوى دعم عسكري وقوة عاتية لمن لايعترف أصلا بهذه الشرعية وينسى من يقاتل العدو بارض الميدان ويقدم التضحيات بصورة يومية نيابة عنه ويخذله في أهم احتياجاته ويتركه رهن الحاجة الماسة لأهم احتياجاته المعيشية!
أجريت تنهيدة حراء من أعماق الوجع المتسرب من القلب وانا أهم من أين ابدأ ترتيب تزاحم أفكاري للرد عليه
قلت له بداية:من يهن يسهل الهوان عليه....الخ والعكس صحيح جدا سعادة القائد
وبالتالي فقادتنا الجنوبيين مع الأسف،قبلوا بالتبعية العمياء للتحالف بكل هذا الرخص،ودون أي قيد وشرط وارتضوا لأنفسهم ومن حولهم أن يكونوا مجرد عسكر بهذا المستوى من الخنوع والتبعية 'البلوشية' للتحالف مقابل مرتب هزيل لايسمن من جوع ولايضمن لهم علاجا يقيهم من ضربة شمس تصطليهم في ميادين القتال وساحات البطولة والشرف الممتدة إلى أكثر من 20جبهة عسكرية
وبالتالي فما ذنب الصحفي الجنوبي في قبول قادتنا بواقع كهذا ياسعادة القائد؟
وثانياً لماذا العتب على الصحفي الجنوبي وهو أكثر من يدفع ثمن قتامة هذا الواقع الملغوم ويعيش الأمرين بسببه اليوم.فلا هو موظف مع الشرعية لتمنحه مرتب بالدولار نهاية الشهر ولا هو ارتمى باحضان التحالف ليمنحه مرتب بالريال السعودي او الدرهم الاماراتي ولاهو قبل لنفسه أيضا أن يكون رهنا للمليشيات الانقلابية فتمنحه فتات فضلاتها،ولا الأوضاع القائمة ساعدته للحصول على اعلانات تجارية او مبيعات تمكنه من الاستمرار في عمله الصحفي المهني المستقل بعيدا عن الاستقطابات وسماسرة بيع وشراء المواقف وتجنيد وسائل الإعلام وتحييدها لصالح من يدفع لهذا الصحفي أو ذاك ثمن قوت استمراره وأطفاله في الحياة وبعيداً عن مخاوف اعتقاله أومخاطر اغتياله واعتقاله اوختطاقه في أي لحظة.
وثالثا لا اخفيك سعادة القائد أن الصحفي الجنوبي يعيش أسوأ مرحلة على الإطلاق بعد أن أوصدت في وجهه كل الأبواب ووجد نفسه خائفاً جائعا مشردا مطاردا حائراً معطلا عن عمله وأمام أمر خيارات ومفترق طرق مصيرية تدفعه إلى البحث عن شتى فرص الحياة بعيدا عن دوره المجتمعي واهتماماته الصحفية المتمثلة بمراقبة شريط الأحداث اليومية التي تمر أمامه وهو صامت يلاحق لقمة عيش له وأطفاله.
ورابعا لا اخفيك سعادة القائد أن قيادتنا الجنوبية يتعمدون الهروب نحو الفشل في كل تصرفاتهم ويضعون اسوارا من العزلة حولهم فلايستطيع صحفيا أو سواه الوصول إليهم،أي كان صفته أودرجة قربه الوطني والجغرافي منهم وبالتالي يزيدون الوضع سوءا بعزلتهم ومحاربتهم لكل صحفي يحاول الاقتراب منهم لأخذ تصريح أو وجهة نظر أو تحقيق سبقا صحفياً منهم.
ولا يمكنني أن أنسى بالمقابل، الصعوبات الجمى التي واجهتها الشهر الماضي وأعاقة تمكني من إيصال صديقي العزيز،منذر باسلمة الذي يعد أول باحث سياسي اكاديمي يعمل لدى منظمة برجهوف الألمانية الدولية،للقاء بمدير أمن العاصمة اللواء شلال شائع لاستيضاحه في أمور أمنية يوضح فيها وجهة نظره الحكومية إزاء فضائح أمنية مخجلة بحقه وكافة منتسبي إدارة أمن عدن،كنت شديد الحرص على ايصاله اليه شخصيا -لمعرفة حقيقة ماتوصل إليها الباحث بالمنظمة الدولية التي يترتب عليها توجهات وسياسيات الخارجية الالمانية وتوصياتها الى مجلس الامن الدولي - جراء لقاءاته الميدانية والشخصية بالعديد من المختصين والسياسيين والإعلاميين بعدن،وهو مالم يحصل مع الأسف لعدم اهتمام المختصين حوله وادراكهم لأهمية لقاء بهذا المستوى من الحساسية التي تبنى عليها تقارير المنظمات الدولية حول الأوضاع بعدن.