عدن هي المستهدفة فاين انتم منها يابني قومي؟

تتناهى الى اسماعنا عن طريق الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى وباستمرار أخبار مزعجة من العاصمة عدن، منها تلك الاخبار التي تتضمن جرائم قتل وإزهاق للاروح البريئة وبطرق تتنافى مع كل القيم الانسانية ناهيك عن القانون. وبالنظر الى تلك الجرائم التي تتنافى مع اخلاقيات مجتمعنا الجنوبي ومع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف تتبادر الى اذهاننا أسئلة تتمحور حول خلفية  تلك الجرائم وأسبابها وهل لها علاقة بالوضع الامني والسياسي الهش في بلادنا، وهل هي ظاهرة تشمل جميع المحافظات ام فقط هي ظاهرة خاصة بالعاصمة المؤقتة عدن .. إذا من هو القاتل وما هي دوافعه؟ ومن هو المقتول الضحية ولماذا تم إستهدافه؟ بالمقابل اين هي الدولة الحامية لأمن وسلامة مواطنيها، ومن هو المسئول عن حماية المواطنين؟ ولماذا تقتصر تلك الجرائم في مدينة عدن الجنوبية؟ تلك الأسئلة وغيرها هي فعلا اسئلة محيرة جدا، وستظل الحقيقة غائبة طالما لا يوجد لتلك الأسئلة من إجابة.
نفسها تلك الصحافة ووسائل التواصل الإجتماعي التي تورد الينا مثل تلك الاخبار هي نفسها توزع الاتهامات تارة بين اطراف من خارج البلد أكانت إقليمية او دولية وتارة بين اطراف وطنية من داخل البلد اكانت شمالية او جنوبية، وعلى وحه الخصوص تلك الاطراف المتنفذة أكانت في الحكومة الشرعية أو في الدوائر المخابراتية للانقلابيين الحوثة وللخلايا النائمة للمقتول علي عبد الله صالح والتي تعرف باسم " القاعدة " و "داعش"، ضف اليها مافيا السلاح والمخدرات وناهبي الاراضي. وهنا تبرز الحقيقة التي كم نتمنى ان لا تكون هي، والمتمثلة في ان تلك الجرائم هي نتيجة لعملية تأمرية بحق مدينة عدن الجنوبية، مخرجها دولي وممولها إقليمي ومنفذها وطني. وتتم تلك المؤامرة عن طريق تصفية حسابات مدفوعة الثمن بين اطراف محلية الخاسر الاكبر هو الوطن متمثلا في مدينة عدن الابية.
إذن هكذا هو الحال من ان الهدف من وراى تلك الجرائم هو ان لا تستقر مدينة عدن بل عليها ان  تتحول الى ساحة للصراعات ولتصفية الحسابات لخدمة تلك الاطراف الدولية والاقليمية ذات الاهداف السياسية والاقتصادية التي تهدف الى ان تضل عدن خارج أسواق التنافس والحداثة، تلك الاهداف التي تتناغم مع اهداف القوى اليمنية الشمالية المتفقة على ان تضل مدينة عدن حبيسة مشروع  '' الوحدة المفروضة بالقوة  ''، والشاهد الاكبر على ذلك هو عرقلة موضوع وجود محافظ لمحافظة عدن حتى  اليوم.
اقول هذا وانا اتحسر مما نشاهد ونسمع من قتل مستمر يستهدف علماء الدين واساتذة الجامعات وقيادات وطنية ،كل هذه الاغتيالات تحدث في محافظة عدن وكأنها ساحة لعدم الاستقرار . والسؤال هو إلى متى يابني وطني؟ الا ترون ما يدور من حولكم؟ فالحقيقة ماثلة أمامكم لتعرفوا انكم انتم المستهدفين وان الضحية هي عاصمتكم الفتية عدن الحضارة ..
يقول حكماء العرب : من لا يتغير تتغير عليه الظروف فيتراجع، ومن لا يتطور لا ينتظره قطار العالم السريع، ومن لا يتعلم لن يزيده مرور الأيام إلا تخلفا.