الأمل واليمن والشهيد الإماراتي

بالأمس استقبلت الإمارات شهيداً جديداً وبطلاً آخر من جنودنا البواسل ضمن قواتنا لإعادة الأمل في اليمن، ‏إنه الرقيب سعيد الهاجري الذي ضمه ثرى هذه الأرض الطيبة ليخلد اسمه في سجل الأبطال.

وأنا أسمع خبر استشهاد الهاجري وأتابع توجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتية بتسيير الهيئة ثلاث بواخر مساعدات إلى أرخبيل سقطرى، تحمل آلاف الأطنان من المواد الرمضانية، تذكرت الزوبعة الإعلامية التي قامت بها بعض الأطراف اليمنية، وإعلام الإخوان والإعلام القطري، في محاولة لتشويه دور دولة الإمارات في جزيرة سقطرى، هذا الدور الإنساني القديم، ‏ومحاولة تصوير الوجود الإماراتي هناك وكأنه احتلال، واليوم وكل يوم تؤكد دولة الإمارات للأحرار والشرفاء في العالم دورها الإنساني، وهو نشر السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وكذلك المساهمة مع المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب وقطع التمويل عن الإرهابيين وعدم السماح لهم بالسيطرة على أي جزء من منطقتنا العربية.
لقد هاجموا الإمارات كثيراً لتخلو لهم أرض اليمن، ‏ليعيثوا فيها فساداً وتخريباً ودعماً للإرهاب، وليفسحوا المجال للأطماع الإيرانية هناك، لكن إصرار التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وغيرهما من الدول قطع وسيقطع على إيران دائماً طريق التخريب في اليمن.

وهناك أمور كثيرة تجعل الهجوم على الإمارات مستمراً ولا يتوقف، منها أن شعب اليمن يحب الإمارات قيادة وشعباً، وأن الإمارات قدمت لليمن الكثير منذ عقود دون أن تنتظر أي مقابل، وأن دماء جنود الإمارات اختلطت بدماء الجنود اليمنيين في معارك استعادة الشرعية وطرد الطامع الإيراني.

وأخيراً وليس آخراً أن من يتصدر المشهد السياسي والإعلامي في اليمن هم الإخوان، ولا يخفى على أحد العداء الكبير الذي يحمله أتباع هذه الجماعة لدولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً وأرضاً، لأن الإمارات كشفت وأفشلت مشروعهم الكبير، لذا ففي كل مكان وأي مكان يحاربون أي شيء يرتبط بالإمارات.

وهناك نقطة في غاية الأهمية لا يمكن تجاوزها، وهي أن وجود الإمارات في اليمن مقلق جداً للإخوان وللجماعات الإرهابية بشكل عام، لأن ما تقوم به الإمارات هو البناء والتعمير والتنمية ونشر الأمن والاستقرار والتعليم، وهذا ما يفسد خطط الإرهابيين ويقطع طريق تقدمهم نحو تحقيق أهدافهم التخريبية واستغلال المغيبين.

شهيدنا الهاجري والعشرات من قبله ضحوا بأرواحهم سعياً لإعادة الأمل في اليمن ولليمنيين، أما توكل كرمان وغيرها ممن باعوا أنفسهم بالريال والدولار، فهم يدركون تماماً أن لا أطماع للإمارات في اليمن وأن لا احتلال ولا استغلال ولا أي شيء من ذلك، لكنهم ينشرون كل تلك الأكاذيب ليضغطوا على الإمارات وليحققوا هدفاً واحداً هو حلمهم الكبير، وهو أن تخضع الإمارات لتلك الضغوط وأن تنسحب من اليمن.. وهم واهمون وحالمون، فالإمارات لا تخضع للابتزاز ولا تفاوض الإرهابيين كما يفعل البعض، والإمارات تدرك تماماً لماذا هي في اليمن. وهي تعرف متى تترك اليمن، وأي من تلك الأكاذيب المركبة لن يدفع الإمارات لشيء غير الإصرار على الوقوف مع الشعب اليمني وإنهاء معاناته وإعادة الأمل له، وذلك ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.

*رئيس تحرير صحيفة "الاتحاد" الإماراتية