إيران تواجه أقسى عقوبات في التاريخ

الاثنين 21 مايو 2018 23:51:43
إيران تواجه "أقسى عقوبات في التاريخ"
وكالات

جاءت كلمة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بشأن الاستراتيجية الجديدة تجاه إيران حاسمة ودقيقة بشكل يمكن أن يجعل منها خطاب حرب، حيث شدد على أن بلاده لن تسمح لإيران بأن تتصرف في الشرق الأوسط كما تريد، وأنها ستفرض عليها عقوبات أكثر صرامة إذا لم تستجب للضغوط الدولية عليها سواء ما تعلق ببرنامجها النووي أو بدورها الإقليمي.

وتوعد بومبيو، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية، في كلمته الاثنين بأن إيران “لن تكون بعد الآن مطلقة اليد للهيمنة على الشرق الأوسط”. كما توعد بـ”ملاحقة عملاء إيران ورديفها حزب الله حول العالم لسحقهم”، وبأن واشنطن ستفرض “ضغوطا مالية غير مسبوقة” على طهران.

ويرى محللون أنه من الواضح أن استراتيجية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قطعت الطريق أمام توقعات طهران بأن تصعيد واشنطن ربما يكون مجرد تكتيك لاختبار مدى قدرة الإيرانيين على المناورة، لافتين إلى أن كلمة بومبيو أسقطت رهان إيران على أن التحركات الأوروبية الداعمة للاتفاق يمكن أن تضغط بشكل أو بآخر على إدارة ترامب لتعديل استراتيجيتها.

وجاءت الاستراتيجية الأميركية الجديدة مناقضة تماما لاستراتيجية الاحتواء التي رفعها الرئيس السابق باراك أوباما وانتهت إلى نتائج كارثية، حيث سمحت لطهران باستثمار الأموال التي حصلت عليها بفضل قرار رفع العقوبات في تثبيت دورها الإقليمي والتدخل عسكريا واستخباريا وماليا في عدة دول لتهدد أمن دول المنطقة وتضع المصالح الأميركية في خطر.

وأشار المحللون إلى أن إدارة ترامب غادرت المنطقة الرمادية التي طبعت السياسة الأميركية تجاه إيران في السنوات الأخيرة، وأنها لم تكتف بالتهديدات والوعود بالانتقام بل مرت إلى خطوات عملية ستربك ولا شك إيران وتثبت أن واشنطن راعت مصالح حلفائها في الخليج بأن وضعت شروطا قاسية لدفع طهران إلى الانكفاء عن التدخل في سوريا واليمن والعراق ولبنان والبحرين.

وقال المحلل السياسي اللبناني خيرالله خيرالله “يتبيّن من خلال قراءة سريعة لكلام وزير الخارجية الأميركي أن هناك وعيا حقيقيا لخطورة المشروع الإيراني وأدواته”.

وتساءل عما إذا كانت إيران تستطيع التكيّف مع هذا الواقع الجديد المتمثّل في صدور “التعليمات التنفيذية”، من دون الذهاب إلى تفجير الوضع في المنطقة كلّها على الرغم من أن ذلك مجازفة كبيرة بالنسبة إليها، خصوصا إذا طلبت من حزب الله إعادة فتح جبهة جنوب لبنان.

ومن الواضح أن الأولوية في الاستراتيجية الجديدة هي إيلاء اهتمام أكبر للتهديد الإيراني في الشرق الأوسط الذي أصبح مثار قلق داخل واشنطن لاعتبارات عدة على رأسها تنفيذ الرئيس ترامب تعهداته لدول الخليج ببناء تحالف جدي بوجه إيران وسياساتها الطائفية، فضلا عن أن الانتشار الإيراني في شكل تدخل مباشر أو نفوذ عبر الوكلاء أصبح يرسل بإشارات تهديد للمصالح الأميركية في منطقة استراتيجية.

وقال بومبيو “على النظام الإيراني وضع حد لدعمه لحركة المقاومة الإسلامية حماس (غزة) وحزب الله (لبنان) والجهاد الإسلامي (غزة)، وطالبان (أفغانستان) وتنظيم القاعدة، وجميع المنظمات الإرهابية”.

وأضاف “على إيران الانسحاب من سوريا، وسحب جميع قواتها والقوات التي تدعهما هناك”.

وحدد 12 شرطا للتوصل إلى “اتفاق جديد” مع إيران مع مطالب أكثر صرامة حول النووي، ووضع حدّ للصواريخ الباليستية والتدخل الإيراني في النزاعات الشرق أوسطية.

وقال إنه بعد إعلان ترامب إعادة فرض العقوبات على إيران خلال الأشهر القادمة فإن “على النظام الإيراني أن يدرك أن هذه ليست إلا البداية”.

وأكد أن “الرهان” على أن الاتفاق النووي مع إيران سيساعد في استقرار المنطقة كان رهانا “سيئا بالنسبة لأميركا وأوروبا والشرق الأوسط، وفي الواقع للعالم بأسره”، مشددا على أن خطة العمل الشاملة المشتركة “لم تضع نهاية لطموحات إيران النووية، ولم تردع سعيها للهيمنة الإقليمية”.

وتعهد بـ”العمل مع الحلفاء لمواجهة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وعرقلة تمويلها للإرهاب، والتعامل مع نشر إيران للصواريخ وغيرها من أنظمة الأسلحة المتقدمة التي تهدد السلام والاستقرار”.

وقال خيرالله في تصريح لـ”العرب” تعليقا على كلمة بومبيو “الأكيد أن إيران تزن هذه الأيام الموقف وما سيكلفها الانسحاب من سوريا أو قرار البقاء فيها. على أي مجازفة من المجازفتين ستقدم إيران بعدما وضعت نفسها في موقف لا تحسد عليه”.

ولم يغلق الوزير الأميركي باب الحل مع إيران إذا استجابت لسلسلة الشروط الخاصة بتجربتها النووية، وخاصة ما تعلق بدورها في أزمات الشرق الأوسط، فاتحا الطريق أمام الأوروبيين ليقوموا بالوساطة التي سعوا لإقناع إدارة ترامب بها في الفترة الأخيرة، لكن وفق الشروط الجديدة وليس بتعديل شكلي للاتفاق.

وطالب بومبيو حلفاء واشنطن بـ”الدعم”، وخصوصا الأوروبيين، لإنجاح استراتيجية بلاده الجديدة رغم أنه حذرهم من أن الشركات التي ستقوم بأعمال في إيران في قطاعات تحظرها العقوبات الأميركية “ستتحمل المسؤولية”.

وفي 8 مايو الجاري، أعلن ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة العمل بالعقوبات الاقتصادية على طهران. وبرر قراره بأن “الاتفاق سيء ويحوي عيوبا تتمثل في عدم فرض قيود على البرنامج الصاروخي الإيراني وسياستها في الشرق الأوسط”.

ورفضت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بصفتها الدول الممثلة لأوروبا في الاتفاق القرار الأميركي، وأعلنت تمسكها به.

وحذّر بومبيو من أن بلاده مستعدة للرد إذا قررت إيران استئناف برنامجها النووي. وقال “إن مطالبنا لإيران معقولة: تخلوا عن برنامجكم”. وتابع “إذا قرروا العودة (للبرنامج النووي) وإذا شرعوا في تخصيب (اليورانيوم) فإننا أيضا مستعدون تماما للرد”.

ورفض الوزير شرح الرد الأميركي المحتمل وقال “أتمنى أن يتخذوا قرارا مختلفا ويسلكوا مسارا مختلفا”.

وفي أول رد من طهران على التهديدات الأميركية، قال مسؤول إيراني كبير إن تصريحات بومبيو تثبت بأن الولايات المتحدة تسعى لتغيير النظام في الجمهورية الإسلامية.

وأضاف المسؤول أن “أميركا تريد الضغط على إيران للإذعان وقبول مطالبها غير المشروعة.. وأن تصريحات بومبيو تثبت أن أميركا تسعى بالتأكيد لتغيير النظام في إيران”.

الشروط الأميركية

* الكشف عن التفاصيل المرتبطة بالبرنامج النووي والسماح لوكالة الطاقة الذرية بالتفتيش المستمر.

* التوقف عن تخصيب اليورانيوم، وغلق المفاعل الذي يعمل بالماء الثقيل.

*منح الوكالة الدولية نفاذا شاملا لكل المحطات النووية الإيرانية.

* وضع حد لانتشار الصواريخ الباليستية والصواريخ التي يمكن أن تحمل رؤوسا نووية.

* إطلاق سراح الأميركيين ومواطنين من الدول الحليفة لواشنطن المحتجزين في إيران.

*وضع حد لدعم “المجموعات الإرهابية في الشرق الأوسط”.

*وضع حد لدعم حركة طالبان والقاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى.

*وضع حد لدعم فيلق القدس في الحرس الثوري.

* وضع حد لتصرفات طهران تجاه الدول الحليفة لواشنطن في الشرق الأوسط.

* نزع سلاح الميليشيات الشيعية في العراق.

*وضع حد لدعم ميليشيات جماعة الحوثي في اليمن.

*الانسحاب من سوريا وسحب ميليشيات الحرس الثوري الإيراني من هناك.