9 ملايين يمني استفادوا من مساعدات أممية طارئة

الثلاثاء 29 مايو 2018 08:07:16
 9 ملايين يمني استفادوا من مساعدات أممية طارئة
وكالات

أفادت منظمة «يونيسيف» أمس بأن 9 ملايين يمني استفادوا مــن برنامج أممي للمساعدات المالية الطارئة انطلق منتصف عام 2017. وقــالـت المنظمة فــي بيان إن 1.5 مليون عائلة مــن أكثر عائلات اليمن هشاشة، أي نحو 9 ملايين شخص، استفادوا مــن تحويلات نقدية طارئة مــن مشروع المساعدات النقدية الطارئة الذي تقوم «يونيسيف» بتنفيذه بتمويل ودعم مــن المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي.

وكـــان هذا المشروع المشترك بـيـن «يونيسيف» و«البنك الدولي» قد انطلق منتصف عام 2017، واختتم تسديد الدفعة النقدية الثانية إلــى أكثر اليمنيين هشاشة الأسبوع الحالي. وأضـــاف البيان أنه تم وضع خطة لتسديد دفعة نقدية ثالثة فــي أغسطس (آب) 2018.

وقــال خِيرْت كابالاري، المدير الإقليمي لـ«يونيسيف» إن هذه المساعدات الطارئة «تُسهم فــي تفادي خطر المجاعة، وتسمح للعائلات المستهدفة بشراء الغذاء والدواء لأطفالها، ويعاني العديد مــن هؤلاء مــن سوء التغذية». وأضـــاف أن المشروع «يساهم بشكل حاسم فــي تجنيب العائلات اتخاذ تدابير سلبية لتتغلب عــلـى أوضاعها، مثل عمالة الأطفال وزواج الأطفال، حيث إن الظاهرتين فــي تزايد مستمر فــي اليمن الذي مزقته الـــحــرب».

ويعد هذا المشروع، وغيره مــن مشاريع المساعدات الأخرى، بمثابة حبل نجاة لما يقرب مــن ثلث الناس فــي اليمن. وأسفر النزاع الذي سببه الانقلاب الحوثي عــلـى الـــشــرعــيـة عام 2014، عـــن تفاقم المجاعة وســـط اليمنيين وبروز أمراض لم تكن موجودة مــن قبل مثل الدفتريا والكوليرا والإسهال المائي الحاد. وحسب بيان «يونيسيف»، قتل نحو 6 آلاف طفل خلال السنوات الثلاث الماضية، ولجأت العائلات الفقيرة لاتخاذ تدابير قصوى لمجرد البقاء عــلـى قيد الحياة، بما فيها عمالة الأطفال وزواج الأطفال أو تجنيدهم فــي القتال لإعالة عائلاتهم.

ودلّل البيان بحالة سيدة تدعى أم محمد ولديها أطفال، اضطرت لإخراج ابنها الأصغر مــن المدرسة لعدم تمكنها مــن تغطية الاحتياجات الأساسية لعائلتها. ووصفت أم محمد أوضاع العائلة قائلة: «كنّا نمر بأوقات قاسية، ونعيش عــلـى وجبة واحدة فــي اليوم، لكن النقود التي تلقيتها مكنتني مــن إصلاح ماكينة خياطة وشراء الأقمشة وتأمين زبائن. أحدثت النقود التي تلقيتها فرقاً كبيراً فــي حياة عائلتي».

أمّا محمد، الابن البالغ مــن العمر 12 عاماً فيقول: «عندما طلبت مني والدتي أن أتوقف عـــن الذهاب إلــى المدرسة ذهبت إلــى غرفتي وبكيت، فقد كنت الأول فــي الصف. كنا فقراء لدرجة أننا لم نقدر عــلـى تأمين الطعام لأنفسنا. عدت إلــى المدرسة الآن. أنا فخور جداً بوالدتي التي كافحت كثيراً، لكنها لم تتخلَّ عنا مُطلقاً».

ويقول الدكتور أسعد عالم، المدير الإقليمي المسؤول عـــن اليمن ومصر وجيبوتي بالبنك الدولي: «يغيّر مشروع المساعدات النقدية الطارئة حياة الملايين مــن اليمنيين الذين لا يوجد لديهم أي مصدر دخل آخر خلال هذا الوقت الصعب. مــن خلال المساعدة فــي توفير دعم أساسي للدخل، يساهم البرنامج فــي إبقاء الأطفال فــي المدارس وتوفير الوسائل اللازمة لشراء الطعام والدواء، كما يساعد اليمنيين لكي يكونوا جاهزين لإعادة بناء حياتهم بمجرد عودة الـــســلام إلــى بلدهم».