مارتن غريفيث في عدن ضمن جهود يائسة لإيقاف معركة الحديدة

الاثنين 25 يونيو 2018 00:28:43
مارتن غريفيث في عدن ضمن جهود يائسة لإيقاف معركة الحديدة
العرب اللندنية

كشفت مصادر مقربة من المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث اعتزامه القيام بزيارة هي الأولى من نوعها للعاصمة اليمنية المؤقتة عدن الأربعاء، ضمن سباقه مع الزمن لخلق حل سياسي لإنهاء سيطرة الحوثيين على مدينة الحديدة سلميا.

وقالت المصادر إن غريفيث سيلتقي بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لمناقشة العديد من المقترحات المطروحة حول إيجاد تسوية سياسية لوقف المعارك في محيط المدينة، والبدء بعملية سياسية شاملة تحدد مستقبل اليمن.

وقالت المصادر لـ”العرب” إن المبعوث الأممي قام بزيارة خاطفة قبل يومين للرياض في إطار محاولاته الرامية إلى تقريب وجهات النظر اليمنية والإقليمية والدولية في ما يتعلق بملف الحديدة.

ومن المقرر أن يقوم غريفيث بعرض ملامح خطته للسلام في اليمن على اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المنعقد في مدينة لوكسمبورغ اليوم، ضمن سعيه للحصول على دعم أوروبي لجهوده، التي لا يزال التحالف العربي بقيادة السعودية مستعدا لمنحها فرصة ووقتا كافيين كي تكتسب زخما دبلوماسيا يجنب الحديدة الحسم العسكري.

وتواصل قوات المقاومة اليمنية المشتركة المسنودة بالتحالف العربي تعزيز تواجدها العسكري على مشارف مدينة الحديدة، بالتزامن مع تأمين المناطق المحررة وخطوط الإمداد، والعمل على الحد من الاختراقات الحوثية التي تستهدف الخط الممتد من التحيتا حتى الدريهمي على الساحل الغربي.

وقال وكيل وزارة الإعلام اليمنية نجيب غلاب لـ”العرب” إن تحولات المعركة تسير باتجاهات الضغط على الحوثيين عسكريا لكسر إرادتهم وجلبهم إلى طاولة المفاوضات كمقدمة للاستسلام الميداني.

ولفت غلاب إلى أن “الرهان على الحل السياسي بات أمرا غير ممكن بحكم طبيعة الجماعة الحوثية وعقائدها وجشع المافيا التي كونتها وراكمت من خلالها أرباحا ومكاسب عبر اقتصاد الحرب، لذلك تخاف من الخسارة والحساب في حال انتهاء الصراع″.

ونشر الحوثيون قوات إضافية في مدينة الحديدة، الأحد، فيما يقترب التحالف من وسط المدينة.

وقال أحد السكان “هناك انتشار كثيف لمسلحين حوثيين في المدينة، وأقيمت نقاط تفتيش جديدة في أحياء يوجد بها أنصار ألوية تهامة”، في إشارة إلى فصيل المقاومة التهامية المنتمي إلى السهل الساحلي للبحر الأحمر ويقاتل مع قوات التحالف.

وأضاف الساكن، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن اشتباكات ضارية اندلعت بعد منتصف الليل قرب جامعة الحديدة على بعد نحو ثلاثة كيلومترات غربي وسط المدينة على الطريق الساحلي الذي يربط المطار بالميناء.

وأكدت مصادر أخرى من داخل الحديدة، في اتصال هاتفي مع “العرب”، استمرار الحوثيين في حفر الخنادق ووضع الآليات العسكرية في المناطق السكنية، في ظل بوادر على ارتفاع وتيرة الاحتجاجات الشعبية المطالبة بعدم التمترس في الأحياء السكنية.

وبعد تمكنهم من تحرير مطار الحديدة الأربعاء الماضي، يدرس القادة العسكريون في التحالف عدة سيناريوهات في ما يتعلق بالخطوة المقبلة في إطار التقدم العسكري نحو الميناء الاستراتيجي، الذي يمثل مدخلا استراتيجيا لدخول المساعدات الإنسانية إلى اليمن.

ويقول الخبير العسكري والاستراتيجي يحيى أبوحاتم لـ”العرب” إن “السيناريو الأول يتمثل في التحرك من جنوب مطار الحديدة عبر شارع الخمسين وصولا إلى شارع صنعاء وقطع خط الحديدة – صنعاء، ثم استكمال التطويق والالتفاف على المدينة شمالا وصولا إلى دوار العمال أمام ميناء الحديدة، وهو ما يكفل عزل المدينة بالكامل مع اتخاذ إجراءات متزامنة لتأمين التقدم، مثل إعلان الخط الرابط بين صنعاء – الحديدة وخط الحديدة – الضحي مناطق عسكرية يمنع استغلال الميليشيات الحوثية لها”.

وأضاف “أما السيناريو الآخر فيكون من خلال تقدم القوات المشتركة على الخط الساحلي وشارع الكورنيش وصولا إلى الميناء، وهو سيناريو محفوف بالمخاطر، نظرا لسهولة استهداف الآليات المتقدمة من قبل الميليشيات الحوثية المتمترسة في المنازل المطلة على شارع الكورنيش”.

وتسعى الميليشيات الحوثية لاستغلال الملف الإنساني للضغط على التحالف العربي والحكومة الشرعية للحيلولة دون استكمال تحرير مدينة الحديدة.

ويرى العديد من العاملين في المنظمات الإنسانية والإغاثية أن تحرير المدينة سيزيل أحد أكبر العوائق التي تحول دون وصول المساعدات.

ومن بين هؤلاء رئيس رابطة المعونة لحقوق الإنسان والهجرة محمد علي علاو، الذي قال لـ”العرب” من نيويورك إن تحرير مدينة الحديدة “ستكون له الكثير من الانعكاسات الإنسانية الإيجابية على الشعب اليمني”.

وأشار علاو إلى أن “تحرير الحديدة يتطابق مع الإرادة الدولية التي عبرت عنها القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي حول اليمن، وفي مقدمتها القرار 2216 الذي اعتبر الحوثيين حركة انقلابية، وألزمها بالانسحاب من المدن التي سيطرت عليها بقوة السلاح وإعادتها إلى الحكومة الشرعية، وسيساهم في وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى كافة أطياف الشعب اليمني وسينهي حالة الانتقاء حيث تعمل الميليشيات على حجب المساعدات عن غير الموالين لها”.