العطش يضرب أجزاء واسعة في إيران

الاثنين 25 يونيو 2018 13:55:00
 العطش يضرب أجزاء واسعة في إيران
متابعات

اندلعت على مدار الأيام الماضية احتجاجات واسعة في مدينة عبادان الواقعة بنطاق إقليم الأحواز، الذي تقطنه أغلبية عربية جنوب إيران، في ظل تفاقم أزمة نقص المياه العذبة، إضافة إلى تلوث مياه نهر كارون وارتفاع نسبة الجفاف.

وتفاقمت تلك الأزمة إثر مشروعات فاشلة تنفذها مليشيا الحرس الثوري الإيراني، لتحويل مجاري الأنهار لصالح مناطق أخرى ذات أغلبية فارسية مثل أصفهان بوسط البلاد.

وأفاد موقع "راديو فردا"، المحسوب على المعارضة الإيرانية، الأحد، بأن الاحتجاجات في عبادان تتواصل ليومين على التوالي أمام مبنى حكومي بالمدينة، في الوقت الذي اعترفت فيه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا" بتلك التظاهرات، مشيرة إلى أن المحتجين رفعوا لافتات تطالب بتوفير مياه الشرب باعتبارها حقا بديهيا للمواطنين، إضافة إلى هجومهم على مسؤولين رسميين مختصين بالإشراف على مياه الشرب والصرف الصحي بالأحواز، لتقاعسهم عن أداء مهامهم المنوطة بهم.

ولفت "راديو فردا"، إلى معاناة المواطنين العرب القاطنين في تلك المناطق للحصول على شربة مياه عذبة، حيث يضطرون إلى الوقوف في صفوف طويلة لعدة ساعات، انتظارا للحصول على حصتهم من بائعي المياه، في الوقت الذي أشارت فيه وكالة أنباء "تسنيم" إلى تلوث المياه العذبة، إلى حد أن أجهزة المعالجة المنزلية باتت غير قادرة على تحليتها، بغرض استخدامها في أغراض مختلفة، بسبب ارتفاع نسبة الملوحة بها، إلى جانب اختلاطها بالصرف الصحي، الأمر الذي قد ينجم عنه مشكلات صحية.

وتشير تقارير محلية، إلى أن محطات المياه الحكومية في نطاق مدينة عبادان أغلقت أبوابها مؤخرا في ظل تصاعد أزمة نقص مياه الشرب، وارتفاع الملوحة بها قبل أن توقف بشكل نهائي ضخ المياه عبر الأنابيب إلى المنازل، بالتزامن مع إعلانها الاستمرار في توزيع كميات محددة من المياه في عبوات على المواطنين بالشوارع حتى نهاية يونيو/حزيران، الأمر الذي أدى إلى اندلاع التذمر الشعبي في ظل وعود متكررة بحل تلك الأزمة دون جدوى.

وتواجه مصادر المياه العذبة والسدود في أغلب المناطق داخل إيران أزمات شتى أبرزها التلوث وارتفاع نسبة الملوحة على مدار الـ 10 سنوات الأخيرة، لا سيما بمدينتي عبادان وخرمشهر الواقعتين بمحافظة خوزستان جنوب غربي البلاد، التي لطالما خرج مواطنوها في احتجاجات شعبية حاشدة للأسباب ذاتها، الأمر الذي أعلن معه رضا أردكانيان وزير الطاقة الإيراني مؤخرا، أن العام الجاري يعد الأصعب على مستوى تدبير مياه الشرب طوال نصف قرن مضي.