البرازيل تتسلح بالتاريخ لعبور المكسيك في ثمن نهائي المونديال

الاثنين 2 يوليو 2018 07:37:28
البرازيل تتسلح بالتاريخ لعبور المكسيك في ثمن نهائي المونديال
وكالات:

تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة، الاثنين، صوب ملعب “كوسموس أرينا” بمدينة سمارا، لمتابعة مباراة البرازيل والمكسيك في ثمن نهائي كأس العالم لكرة القدم المقامة في روسيا. وتتسلح السامبا البرازيلية بتفوقها التاريخي على المكسيك قبل مباراتهما الـ41 التي تجمعهما، بتحقيقها 23 انتصارا ما بين الودي والرسمي، في مقابل 9 انتصارات فقط للمكسيكيين و8 تعادلات. وكان آخر لقاء بينهما وديا في 2015 وانتهى بفوز السامبا بهدفين دون رد، فيما كان آخر لقاء رسمي بينهما في دور المجموعات لمونديال 2014 وانتهى بالتعادل السلبي.

وتأهلت البرازيل لهذا الدور بتصدرها للمجموعة الخامسة برصيد 7 نقاط، أحرزت 5 أهداف، ودخل مرماها هدف وحيد، تعادلت مع سويسرا (1-1)، وتغلبت على كوستاريكا وصربيا بنفس النتيجة (2-0). وتسعى البرازيل لمواصلة المشوار واستغلال سقوط عدد كبير من كبار الكرة العالمية، وتعويض خيبة الأمل الكبيرة في المونديال الماضي الذي أقيم على أراضيها، وخاصة الهزيمة أمام ألمانيا بنتيجة (1-7) في نصف النهائي، ثم خسارة المركز الثالث أمام هولندا (0-3). ويمتلك المدير الفني لمنتخب البرازيل، تيتي، مجموعة من أبرز اللاعبين عالميا، مثل نيمار وبيكر أليسون وتياغو سليفا وميرندا وفيليبي لويس ومارسيلو وماركينيوس ودانيلو وكاسيميرو ودوغلاس كوستا وريناتو أوغستو وفيليب كوتينيو وباولينيو وفيرناندينيو وويليان وروبيرتو فيرمينو وغابرييل خيسوس وتايسون.

وكان من الممكن أن يلتقي المنتخب البرازيلي نظيره الألماني في مواجهة ثأرية بالدور الثاني (دور الستة عشر) للمونديال الحالي ولكن منتخب كوريا الجنوبية فجّر كبرى مفاجآت المونديال الحالي وأطاح بالفريق الألماني حامل اللقب من الدور الأول بالتغلب عليه 2-0 في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة السادسة. وافتقد المنتخب البرازيلي جهود نجمه الشهير نيمار في المباراة أمام المنتخب الألماني بمونديال 2014.

ولكن، من المنتظر أن يخوض نيمار مباراة الفريق أمام نظيره المكسيكي في مدينة سامارا ضمن التشكيلة الأساسية للمدرب تيتي حيث تبدو صفوف الفريق مكتملة قبل هذه المباراة. وكان مارسيلو خرج من مباراة الفريق أمام صربيا في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الخامسة بسبب معاناته من تقلص عضلي في الظهر بعد عشر دقائق فقط من بداية المباراة ولكن رودريغو لاسمار طبيب الفريق ساعد اللاعب على التخلص من الإصابة سريعا ليصبح جاهزا لمباراة المكسيك. ويشعر المنتخب المكسيكي بالسعادة لبقائه في المونديال رغم الهزيمة 0-3 أمام السويد في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات الدور الأول. ومع خروج ألمانيا حاملة اللقب من المونديال، باتت البرازيل مرشحة بقوة لنيل اللقب للمرة السادسة في تاريخها. والجميع يتفق على ذلك عدا السيليساو نفسه. وقال لاعب الوسط البرازيلي كاسيميرو “الترشيحات تنبع منا، القميص لا يفوز بمباراة”. وأضاف “أنظروا إلى ألمانيا، بكل اللاعبين الذين لديها، كل هذه عوامل قوة، لكنهم خرجوا من الدور الأول”.

إعادة الأمجاد

على الجانب الآخر، تأهلت المكسيك لهذا الدور كثاني المجموعة السادسة برصيد 6 نقاط، أحرزت 3 أهداف ودخل مرماها 4 أهداف، تغلبت على ألمانيا (1-0) ثم كوريا الجنوبية (2-1)، وخسرت من السويد (0-3). وتسعى المكسيك لتعويض أدائها الضعيف في المباراة الثالثة بدور المجموعات أمام السويد وتأكيد

أن تأهلها إلى الثمن النهائي ليس مجرد صدفة أو لسوء الفرق المنافسة، وتبحث المكسيك إعادة أمجادها ومكانتها الحقيقية في عالم الساحرة المستديرة.

ويمتلك الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو المدير الفني للمكسيك مجموعة من أفضل اللاعبين، أبرزهم غييرمو أوتشوا وكارلوس سالسيدو وميغيل لايون وأندريس غواردادو وإريك غوتييريز وهكتور هيريرا وخافيير أكينو وماركو فابيان وجيوفاني دوس سانتوس وخافيير هيرنانديز وهيرفينغ لوزانو.

وجه أندريس غواردادو قائد المنتخب المكسيكي نداء تحذير إلى المسؤولين بشأن الرجل الأكثر أهمية في صفوف المنتخب البرازيلي قبل مواجهة الفريقين. وقال غواردادو في مؤتمر صحافي “نحن جميعا نعرف نيمار، الأمر لا يرجع لي أو لنا للحكم، ولكن للحكام والفيفا”. وأضاف “الآن لديهم تقنية حكم الفيديو المساعد، عليهم أن يشاهدوا طريقة لعبه والحكم عليه إن كان في قمة حالته لأننا نعرف أنه يجيد المبالغة للحصول على المخالفات، إنه يحبذ السقوط على الأرض كثيرا”. وأوضح “لكني أكرر، إنها طريقة لعبه، من يملكون القرار عليهم أن يضعوا حدا لهذا الأمر، وهم المسؤولون وليس نحن”.

وسيدفع المنتخب المكسيكي الثمن غاليا عندما يخوض مباراته أمام البرازيل في سمارا، بسبب هزيمته في الجولة الأخيرة من دور المجموعات. الهزيمة أمام السويد 0-3 الأربعاء الماضي لم تطح بالمكسيك من البطولة وذلك بفضل فوز كوريا الجنوبية على ألمانيا 2-0، لكنها وضعت الفريق في وصافة المجموعة السادسة ليقع في مواجهة نارية مع المنتخب البرازيل متصدر المجموعة الخامسة. وقال لاعب الوسط المكسيكي ماركو فابيان بعد مباراة السويد “علينا أن نضع ذلك خلف ظهرنا”. وأضاف “لقد قضينا كأس العالم نفكر في المنافس التالي في نهاية كل مباراة، ولدينا سبب أقوى في فعل ذلك مرة أخرى”.

واستهل المنتخب المكسيكي مشواره في البطولة بالفوز على ألمانيا 1-0 ثم فاز على كوريا الجنوبية في المباراة التالية ليمهد الطريق نحو التأهل لدور الستة عشر. ولكن العرض الباهت أمام السويد وضع الفريق في مأزق حقيقي لكن التأهل جاء بأقدام كوريا الجنوبية من خلال فوزها على ألمانيا. وتعلم خوان كارلوس أوسوريو مدرب المكسيك الدرس بعد تغيير أربعة لاعبين في الدفاع للتعامل مع الهجوم السويدي. وقال أوسوريو مدرب المكسيك “لقد تأهلنا لأننا فزنا على ألمانيا وكوريا الجنوبية”. وأضاف “لم نتمكن من إنهاء خطواتنا وسمحنا لهم بالتحكم في المباراة، بالتأكيد علينا أن نصحح ما حدث”. وأشار “لا أتفق مع طريقة اللعب التي اتبعتها السويد لكنني احترمها”.

وسجلّ المكسيك أمام البرازيل ليس ناصع البياض، حيث فازت عشر مرات فقط خلال 40 مواجهة أمام السامبا لكنها لم تفز أبدا خلال مواجهات الفريقين بكأس العالم. ولكن هذا الأمر لا يعني أي شيء بالنسبة لغواردادو، الذي قال “لم يسبق لنا الفوز على ألمانيا في كأس العالم أيضا.. نحن هنا من أجل صناعة التاريخ والأمر بأيدينا”.

البحث عن الإنجاز

حذّر لاعب وسط نابولي الإيطالي درايس مرتنز زملاءه في المنتخب البلجيكي لكرة القدم من الاستخفاف بالمنتخب الياباني الباحث عن إنجاز تاريخي، وذلك عندما يلتقيان الاثنين في ثمن نهائي مونديال روسيا 2018. وارتقت بلجيكا منذ بداية النهائيات الروسية لمستوى التوقعات بنيلها العلامة الكاملة في الدور الأول، وتصدرت المجموعة السابعة أمام إنكلترا بالفوز على الأخيرة 1-0 في الجولة الثالثة بفضل هدف لعدنان يانوزاي. وبتصدرها المجموعة، تجنبت بلجيكا مواجهة كولومبيا في ثمن النهائي، وستلتقي الاثنين في روستوف مع اليابان التي حلت ثانية في المجموعة الثامنة بعد خسارتها أمام بولندا (صفر-1) في الجولة الأخيرة.

لكن ما ينتظر “الشياطين الحمر” بعد اليابان، السهلة على الورق نظرا إلى الفوارق الفنية بين الطرفين، هو أكثر تعقيدا. وتصدر منتخب بلجيكا للمجموعة وضعه على مسار منتخبات عملاقة مثل فرنسا التي أطاحت بالأرجنتين وليونيل ميسي 4-3 الخميس، والبرازيل في حال تفوقها على المكسيك في ثمن النهائي، والأوروغواي التي أقصت كريستيانو رونالدو والبرتغال (2-1).

لكن على لاعبي المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز التفكير أولا بما ينتظرهم في مباراة ثمن النهائي في مدينة روستوف، وهذا ما شدد عليه مارتينيز المتخوف من تكرار سيناريو كأس أوروبا 2016 حين خرج “الشياطين الحمر” من ربع النهائي على يد ويلز (1-3) رغم أنهم كانوا الأوفر حظا. وقال مارتينيز “أتذكر مباراة ويلز. الجميع اعتقد أننا سنتأهل من دون أي مشكلة. ثم فجأة، نحن خارج البطولة”، مشددا “لن نستخف باليابان لأنهم فريق قوي. ووصولهم إلى حيث هم الآن، يعني أنهم فريق جيد”.

وبعدما أجرى 9 تعديلات على تشكيلته الأساسية في المباراة ضد إنكلترا، سيعود مارتينيز إلى التشكيلة التي اكتسحت بنما (3-0) وتونس (5-2) في المباراتين الأوليين، على أمل مواصلة العروض القوية وقيادة “الشياطين الحمر” إلى ربع النهائي للمرة الثانية تواليا، ومحاولة الذهاب بعيدا والتفوق على إنجاز 1986 حين حلوا في المركز الرابع.

ويعول مارتينيز على تألق مهاجم مانشستر يونايتد الإنكليزي روميلو لوكاكو صاحب الأهداف الأربعة، وتلقى زخما إضافيا بعودة مدافعي برشلونة الإسباني توماس فيرمايلن ومانشستر سيتي الإنكليزي فنسان كومباني. وبدأ فيرمايلن مباراة إنكلترا أساسيا بعد تعافيه من إصابة عكرت تحضيراته للنهائيات وحرمته المشاركة في المباراتين الأوليين، فيما دخل كومباني في ربع الساعة الأخير بدلا من فيرمايلن، مسجلا مشاركته الأولى في النهائيات الحالية بعد تعافيه من إصابة تعرض لها أوائل يونيو الحالي.

وسيعود المنتخبان بالذاكرة إلى عام 2002 حين تواجها للمرة الأولى والوحيدة في بطولة رسمية، وكانت في الدور الأول لمونديال كوريا الجنوبية واليابان. وانتهت تلك المباراة بتعادلهما 2-2 وتأهلهما معا إلى ثمن النهائي حيث انتهى مشوارهما: اليابان على يد تركيا (0-1) وبلجيكا على يد البرازيل (0-2) التي توجت لاحقا باللقب على حساب ألمانيا.

لكن المنتخبين تواجها قبل سبعة أشهر في إطار استعداداتهما للنهائيات وفازت بلجيكا (1-0) بهدف للوكاكو. وستحاول اليابان أن تخلق مفاجأة أخرى في هذه النهائيات التي شهدت تنازل ألمانيا عن اللقب وخروجها من الدور الأول، ثم خروج ميسي ورونالدو من ثمن النهائي في اليوم نفسه.

الأمر الأهم

لكي يحقق “الساموراي الأزرق” هذا الأمر ويبلغ ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه، عليه أن يظهر بمستوى أفضل بكثير من الذي قدمه في مباراته الأخيرة ضد بولندا حين أحجم حتى عن محاولة إدراك التعادل في ربع الساعة الأخير بعدما علم بتقدم كولومبيا على السنغال، وكان ذلك كافيا للتأهل على حساب الأخيرة بفارق نقاط اللعب النظيف، وتحديدا بفارق إنذارين (4 بطاقات صفراء له مقابل 6 للسنغال).

وواجه رجال المدرب أكيرا نيشينو صافرات الاستهجان في الملعب ثم الكثير من الانتقادات نتيجة إضاعة الوقت وتمرير الكرة في منطقتهم، لا سيما من المشجعين اليابانيين الذين اعتبروا أن منتخب بلادهم استخدم قاعدة اللعب النظيف بطريقة غير نظيفة. وأقر مدافع المنتخب غوتوكو ساكاي “بالطبع، لم يكن الأمر جميلا في نهاية المباراة عندما أطلق الجمهور صافرات الاستهجان، لكن بالنسبة إلينا الأمر الأهم هو أننا تأهلنا”.

وأشار قائد المنتخب ماكوتو هاسيبي إلى أن “الشعور كان غريبا، لكني أعتقد أن كل ما فعلناه كان صحيحا”.

أكان صحيحا أم لا، فما فعلته اليابان ضد بولندا، أبرز المفاجآت السلبية في النهائيات، لن يتكرر ضد بلجيكا وسيكون على ممثل القارة الآسيوية التفوق على نفسه لمحاولة إيقاف الترسانة الهجومية الحمراء.