كورس (طلع معروف)..!

* منذ أن ركل السياسيون البلهاء براميل (الشريجة) وحال التعليم في (الجنوب) يصعب على الكافر والزنديق..
* يتدحرج التعليم في (الجنوب) ككرات ثلج، وكل كرة تصنع أزمة طاحنة، وكل أزمة تسلم التعليم إلى أختها، وكلما قلنا عساها تنجلي، قالت الأيام: هذا مبتداها..

* أكبر خطأ يمكن أن يقع فيه مسيرو التعليم في (الجنوب) أنهم يدفنون رؤوسهم في الرمال كالنعامة، في وقت ينهار التعليم ويتشكل الجيل الجديد مع الأزمات والمشاكل بصورة تجعل مستقبل (الجنوب) على كف عفريت متسلح بالقنابل والبندقية والكلاشنكوف..
* وزارة التربية والتعليم مشغولة بكيفية الاستفادة من الأزمات والمشاكل، وهي بهذا الفعل تضيق الخناق على التعليم، وتؤكد لنا أن تفكير (العجول) غلب حنكة تدبير العقول..

* الثابت أن وراء مزارع تفريخ الأزمات والمشاكل التعليمية فكرة جهنمية وشيطانية تعتمد على تجهيل الأجيال بطرق لا تراعي حقوق الفقه وثوابت الدين..
* اكتشف الطلاب والتلاميذ في (الجنوب)، وعلى طريقة الأخوان (رايت)، أن الحصول على شهادة الأساسية أو الثانوية أسهل من الاستلقاء على (مخدة)، كما اكتشفوا - ببعد نظر - أن النجاح مضمون مثلما قال (عبدالرحمن الحداد): وحدة وبالوحدة لنا النصر مضمون..

* لم يعد في وسع الطالب إطلاق العنان لمواهبه في الغش معتمدا على (البراشيم)، فقد أصبح الغش العام واضحا فاضحا، ومظهرا وجيها كحمل السلاح تماما، ومن لم ينجح بالغش لدوافع (جينية) نجح بالدهفة، وأجر المدرس دائما على الله..
* أما من استعصى عليه (الغش) وحالت (الدهفة) بينه وبين النجاح، فلا بأس من تعاطي كورس (طلع معروف)، كورس له مفعول السحر ينقل الطالب الفاشل إلى أعلى المراتب قبل أن يرتدّ إليك طرفك..
* لقد شاع كورس (طلع معروف) وانتشر في مدارس (الجنوب) انتشار النار في الهشيم، والنتيجة أن مدارسنا المدمنة حققت الاستثناء على مستوى العالم..

* كورس (طلع معروف) قضى تماما على خلايا (الفشل)، فأصبح في وسع الطالب ضمان النجاح مبكرا ودون خوض الاختبارات، كورس عجيب يلغي المسافات بين المدرسين والطلاب بصورة نهائية..
* إذا كان القائمون على التعليم في (الجنوب) يتباهون بواقعية (لم يفشل أحد)، فالبركة لذلك الكورس الذي لا يراعي الكفاءات والتخصص، ولا الفوارق الفردية بين الطلاب، كورس وسيلته وغايته الولاء والخضوع والخنوع بالباطل قبل الحق..

* تحتار ويحتار دليلك وأنت تحاول استيعاب مفعول (طلع معروف)، ولو بقرون الاستشعار عن بعد دون جدوى، ولا غرابة في ظل نظام تعليمي عقيم يحرّض على الغش وتحويل الطلاب إلى (فتوات) أن يضع فرسان مهازل هذا الجيل في بطونهم كل بطيخ الصيف، فأمور الانحلال الأخلاقي (سابرة)، ومن لم ينجح بالغش أو بإحدى وسائل المساعدة، نجح بالكورس الذهبي (طلع معروف)..

* التعليم في (الجنوب) توفي أكلينيكيا، وبات النجاح مزادا مفتوحا لكل من هبّ ودبّ، فقد انقرضت القيم التعليمية والتربوية، وتوارت الرقابة الصارمة عن المشهد خجلا وكسوفا تحت ظلال إدارات مكاتب جاهلة تستبيح المبادئ وتنشر غسيل (الرشاوى) على حبال المدارس دون وازع من ضمير..

* وطالما وقد أصبح النجاح في متناول الغبي قبل الذكي، بعيدا عن أسطوانة من جد وجد، فمن الأفضل للوزارة أن تصور إعلانا فضائيا يستعرض فيه أحد الأغبياء مهاراته وهو يقول: عزيزي الطالب الغبي لا داعي لأن تسهر الليالي طلبا للعلا، استعن فقط بكورس (طلع معروف) والنتيجة مضمونة، فالتجربة خير برهان، عزيزي الغبي مع كورس (طلع معروف) مش حتقدر تغمض عنيك..!​