إلى كل من يهمهم أمر الجنوب.. للتفكير والتأمل !

بداية لا بد من التأكيد هنا بأن توفر الشروط الذاتية والموضوعية المناسبة وهي حالة تختلف من بلد لآخر وحسب الواقع والظروف المعاشة موضوعيا وبشكل ملموس، مع الإتقان الماهر والاستخدام الأمثل للأدوات والوسائل المتاحة لهو الطريق الأمثل للوصول للغايات الوطنية والإنسانية النبيلة وبأقصر وقت ممكن وبأقل تكلفة يمكن دفعها وكضرورة لا مفر من دفعها وتحت إجبار الظرف المباشر والملموس ومحاصرة للخطر الأكبر في حالة التحقق من حدوثه وفي أضيق حدود ممكنه.

فليس هناك ما هو أهم من القدرة على رؤية تعرجات الطريق الذي نسلكه والمخاطر المحتملة التي تنتظرنا أثناء السير في طريق غير معبد، والآفاق ملبدة بالغيوم الكثيفة.. فرحلة الكفاح تشبه رحلة القوافل في ليل مظلم ممطر ومصحوب بالعواصف والرعود، إن جاز لنا التشبيه هنا، وقبل أن تستطع الشمس وتتعامد فوق رؤوسنا فإننا وخلال هذه (الرحلة) نحتاج إلى الاستخدام المتقن (لمصابيح) العقل التي نمتلكها، إن جاز لنا التعبير، لنتبين من خلالها كل ما يمكن تجنبه أو تجاوزه أو ينتصب في طريقنا دون معرفة أو دراية مسبقة لوجوده في الطريق الذي نسلكه، وهي خمسة بدرجة رئيسية في رأينا:
1 - وضوح الهدف والتمسك به والاقتناع بعدالته حتى النهاية إنطلاقا من إدراك عميق وواعي لكل جذوره وخلفياته وأبعاده السياسية والوطنية والتاريخية وعلاقة كل ذلك بالمستقبل الذي ينبغي أن يكون هدفا موحدا للجميع ويدافع عنه الكل وبروح الشراكة الوطنية الحقيقية.

2 - وحدة الإرادة الوطنية الجامعة والقرار الواحد والموقف الموحد قدر المستطاع وتماسك الصفوف وتحصينها قدر الإمكان من التأثير السلبي لأي اختراقات تكون قد حصلت وبمستويات وأشكال عدة، ناهيك عن تلك المعروفة للجميع.
3 - القدرة على المناورة والمرونة وإتقان فنون التكتيك، واتخاذ القرار المناسب في وقته المناسب والقائم على الفعل الناضج والذي لا علاقة له بالانفعالات وردات الفعل وضغوط اللحظات الآنية والعابرة أو تحت تحت تأثير الإعلام المعادي للجنوب وقضيته، والذي جعل من البحث عن الفتنة بين الجنوبيين هدفا مباشرا له وعلى مدار 24 ساعة.

4 - القدرة على نسج شبكة واسعة من التحالفات الداخلية والخارجية تستند على رؤية واضحة لكل شكل ولكل صيغة لمثل هذه التحالفات الممكنة وعلى قاعدة الندية والحاجة المشتركة والتفاهم المشترك لوظيفة هذا الشكل أو ذاك من هذه التحالفات، وبغير ذلك يختل مضمون التحالف ويلحق الضرر بأحد أطرافه وهو غير مقبول في ميدان العلاقات بين الجماعات والأطراف وكذلك الدول، فلا يمد أي طرف وأيا كانت صفته يده للتحالف معك إلا وهو بحاجة لتحالفه معك، وهنا مكمن وموقف الندية وروح التمسك بها للحفاظ على القرار المستقل ضمانا للاعتراف المتبادل بالحقوق والمصالح والمنافع المتبادلة، وهي الضمانة للتعاون المثمر وتحويل تحالفات الضرورة الوقتية المحكومة بظروفها إلى تحالفات إستراتبجية.
5 - الصبر على وجع الانتظار وإثبات القدرة على التحمل المتفاعل إيجابيا ضمانا لنحاح كل خطوة نحو الهدف ومنعا لأن تصبح قفزة نحو المجهول!​