الجهود الدولية لحل مشاكل اليمن إلى أين مآلها؟!!

ظهر مصطلح المسالة اليمنية بعد العام 1927 عندما استبدل الامام وهو الزعيم الحاذق والمحنك ' اسم مملكته الهاشمية "باليمنية " لاول مرة في التاريخ القديم والوسيط والحديث والمعاصر تظهر دولة تحمل هذه التسمية الجهوية' مدعيا انه وريث ممالك الجهوية اليمانية الحصري وبسبب تلك الاطماع التوسعية دخل في الحرب مع الامام عبدالعزيز ال سعود عام1933م وظهر معه حل هذا المصطلح "المسألة اليمنية " حيث نجحت وساطة كريمة من شخصيات اسلاميه '
بمباركة دولية الى توقيع معاهدة الطائف عام 1934م والتزام الامام يحيى حميد الدين بتخليه عن دعاويه باستملاك الجهوية اليمانية ..لاشك ان زعيم بحجم الامام يصعب وجوده في يمن مابعد1962م لاسيما بعد رحيل ابرز رجالات اليمن المدركين مثل الراحل الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر والراحل القاضي عبدالرحمن الارياني والفريق حسن العمري وتقادم السن بالشيخ سنان ابو لحوم وبالاستاذ محسن العيني وبالشيخ الشائف.. ان نظره على المشهد السياسي في العربية اليمنية اليوم لن تجد غير سياسيين عسكريين يعملون وكلاء لمخابرات دولية او شركات احتكارية او غير ذلك من سماسرة' يحتل الوطن والشعب عندهم اسفل درجات الاهتمام.. من هنا فلا يلوح في الافق القريب ان تلك القيادات عسكرية او قبلية او طائفية يمكن الوثوق بها في الجنوح الى السلم والاعتراف بماليس بد من الاعتراف به وهو الحق الذي يعيشه الواقع بكل تعقيداته وتحتل صدارته قيام دولة الجنوب العربي الفيدرالية .. ومن هنا فانه يمكنني القول ان الجولات المكوكية للمبعوث الدولي مارتن جريفيث التي تستهدف وقف الحرب والولوج في الحلول الشاملة والمستدامة لانتشال الشعبين في اليمن وفي الجنوب العربي من نيران البراكين التي تحرقهما ' الى واحات السلام والامن والتعاون الذي يمكن للشعبين في اليمن وفي الجنوب ' العيش فيها بسلام مع بقية شعوب المنطقة ' ومن هنا تكمن الصعوبة ' لان ذلك ببساطة لايعني شيئا للنخب المتنفذه في العربية اليمنية غير حرمانها من عائدات تجارة الحروب والتهريب وافتعال الازمات باسم الحفاظ على مايسمونه اعتباطا "بالوحدة اليمنية" وهم جميعا من اليساري التقدمي الى الاسلامي المتطرف وشقيقه الطائفي الى العسكري القبلي قتلوا هذه المسماه "وحدة يمنية " في حربين شاملتين ومابينهما ومابعدهما من ممارسات وتصرفات ادت الى موت وليس فشل الوحدة بين الدولتين في الجهوية اليمانية عام1990م ومالم يكن هناك قرارات من مجلس الامن الدولي بموجب الفصل السابع للاعتراف بعودة الدولتين الى الوضع السيادي المستقل على حدود ماقبل عام1990م فان مصير جهود المبعوث الدولي سيكون نفس مصير جهود من سبقوه من المبعوثين الدوليين خلال العقود الثلاثة الماضية.