أوروبا تعمل على تيسير استيراد الغاز الأميركي التزاماً باتفاقها مع واشنطن

الأحد 12 أغسطس 2018 03:12:45
أوروبا تعمل على تيسير استيراد الغاز الأميركي التزاماً باتفاقها مع واشنطن

قالت المفوضية الأوروبية في بروكسل، إنه بناءً على موافقة كل من رئيس المفوضية، جان كلود يونكر، والرئيس الأميركي، دونالد ترمب، خلال اللقاء الذي جمعهما في واشنطن في الخامس والعشرين من يوليو (تموز) الماضي، على تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الجانبين في مجال الطاقة، سوف يستورد الاتحاد الأوروبي المزيد من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة لتنويع موارد الطاقة وجعلها أكثر أمناً، «ولهذا؛ ستعمل كل من بروكسل وواشنطن على تسهيل التجارة في الغاز الطبيعي المسال».

 

وقال يونكر في بيان وزّع في بروكسل، إن الاتحاد الأوروبي مستعد لتسهيل زيادة واردات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة. وأضاف، أنه إذا تم تسعير الصادرات المتزايدة من الغاز الطبيعي من الولايات المتحدة بأسعار تنافسية سوف تلعب تلك الصادرات دوراً متزايداً واستراتيجياً في إمدادات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، لكن يتعين على واشنطن أن تقوم بدورها في التخلص من القيود المفروضة على تصدير الغاز الطبيعي المسال حتى يمكن للجانبين أن يربحا من خلال العمل معاً في مجال الطاقة.

 

وسوف يتوجه وفد أوروبي برئاسة المستشار التجاري لرئيس المفوضية إلى واشنطن يوم 20 أغسطس (آب) الحالي لمقابلة نظرائه في الولايات المتحدة لبحث سبل تنفيذ الاتفاق بين الجانبين، الذي جرى التوصل إليه يوم 25 يوليوالماضي، وبخاصة أن الأيام الماضية شهدت اتصالات بين بروكسل وواشنطن في هذا الإطار وعلى مستويات مختلفة.

 

وقال المفوض الأوروبي المكلف بملف الطاقة، ميغيل أرياس، إن التنويع عنصر مهم لضمان أمن إمدادات الغاز في الاتحاد الأوروبي؛ ولذلك فهناك ترحيب بالواردات المتزايدة من الغاز الأميركي بأسعار تنافسية، ويأتي في وقت يتناقص فيه إنتاج الغاز في الاتحاد الأوروبي بسرعة أكبر مما هو متوقع، وأيضاً هناك حاجة إلى التعجيل بالتخلص التدريجي من محطات توليد الطاقة بالفحم.

 

وفي هذا الإطار، أكدت المفوضية أن وفداً من كبار موظفيها سيزور واشنطن خلال الأيام المقبلة للقاء مسؤولين أميركيين للبحث في مجال زيادة استيراد منتجات الطاقة، وبخاصة الغاز الطبيعي المسال. وأوضحت المفوضية، أن واردات الدول الأعضاء في الاتحاد من الغاز الطبيعي المسال القادم من الولايات المتحدة قد بلغت 2.8 مليار متر مكعب منذ أبريل (نيسان) 2016 وحتى الآن. ولتسهيل عمليات توريد الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة الأميركية تقوم المفوضية بتمويل مشروعات بنى تحتية في دول عدة، منها اليونان وإسبانيا.

 

وكانت المفوضية قد موّلت ما بين 2013 - 2018 مشروعات بنى تحتية لاستقبال الغاز الطبيعي المسال في كل من إيطاليا، وليتوانيا، وفرنسا، وذكرت أنها «سنمول مشروعات بنى تحتية بقيمة 6.38 مليار يورو في أفق عام 2021»، حسب البيان الصادر بهذا الشأن.

 

ويأتي التعاون الأوروبي - الأميركي في مجال الطاقة متزامناً مع تعاون مماثل في مجال تعزيز تدفق صادرات الفول الصويا الأميركية إلى أوروبا، وذلك ضمن الاتفاق الذي توصل إليه كل من يونكر، وترمب لتيسير التجارة في محاولة للوصول لتفاهمات بين الجانبين للحيلولة دون تفاقم النزاع التجاري، بعد أن فرضت أميركا رسوماً على وارداتها من الصلب والألمنيوم من أوروبا وبلدان أخرى.

 

وتعهد يونكر تحت هذا الاتفاق بزيادة الواردات الأوروبية من الغاز الأميركي ومن منتجات زراعية أميركية، وتنفست ألمانيا الصعداء في أعقاب هذا الاتفاق، بعد أسابيع من التوتر عاشته بسبب تهديدات الرئيس الأميركي بفرض رسوم تصل إلى 25 في المائة على استيراد السيارات الألمانية.