إنهيار العملة و ارتفاع الأسعار بددا فرحة العيد في عدن 

الثلاثاء 14 أغسطس 2018 23:12:26
إنهيار العملة و ارتفاع الأسعار بددا فرحة العيد في عدن 
تقرير عادل حمران
لا مجير لأهالي عدن من رمضاء الغلاء وسوء واقع الحال الإ الله ؛ غياب الوقود بسعره المرتفع مضافاً إلى تردي خدمتي الماء والكهرباء في مدينة باتت تجود مياه صرفها الصحي الطافحة أناء الليل وأطراف النهار في كل حي وحارة وزقاق  ؛ أزمات متراكمة تُلاحق  بعضها بعضا ومصبها جميعهاً فوق كاهل المواطن العادي البسيط .
تقرير عادل حمران :
أيام قليلة ويهل علينا عيد الأضحى المبارك ؛ عيد يتحاشى فيه أهالي العاصمة عدن الخروج إلى الأسواق وإن للسؤال عن أسعار المواد الغذائية الأساسية ناهيك عن شراء ملابس العيد لأطفالهم ؛ لعلمهم المسبق بأن أسعارها ستكون بالتأكيد خارج سياق رواتبهم الهزيلة هزال " قرص الروتي "  
منافذ السلف والهبات وتدبير الحال و" الهكبات " صغيرها وكبيرها استنفذت مرات ومرات ولم تعد مخارج مجدية يمكن الحصول من خلالها على المال وبات الإجراء الوحيد الممكن لغالب سكان عدن استثناء الأطفال الكبار من الحصول على كسوة العيد والاقتصار على الصغار وفي أضيق الحدود " رأي لمعلم الابتدائية في مدينة التواهي "  بلال سلام " قاله للمشهد العربي .
ولا تقتصر معاناة المواطنين في عدن وضواحيها على غلاء ثياب العيد فقط فأسواق المواشي وحراج بيع كباش العيد في حيي الشيخ عثمان ودار سعد لا يرتادها سوى المقتدرين ومن غير فئة الموظفين كالتجار والمغتربين أما باقي الناس فيكتفون باستراق السمع لدى نطق تجار وباعة الأغنام والمواشي لأثمانها التي تجعلهم بعد سمعها يغادرون تلك الأسواق بلا رجعه ؛ سعر كبش العيد الواحد وصلت قيمته  إلى أكثر من 120 ألف ريال 220$  بحسب مشترين وأحدهم الاستاذ " رأفت عادل " قال ل " لمشهد العربي " : أسعار كباش العيد غالية جدا ؛المواطن البسيط و الموظف العادي غير قادرين  على شراء الاضاحي هذا العام الكل يتعذر بارتفاع الدولار و تدهور العملة ونحن مجرد ضحايا لفساد  هوامير العملة وفشل الجانب الحكومي  "٠
 
يفنّد  :«أنا استاذ تربوي وراتبي لا يتجاوز 50 ألف ريال ( أقل من مائة دولار أمريكي ) العيد على الأبواب، ونحن نعاني من ظروف اقتصادية ومعيشية  صعبة، وأصبح الآلاف مثلي لا يستطيعون توفير لقمة العيش لأسرهم ناهيك عن إيجار البيت والتزامات أخرى. لا نعرف كيف سنواجه العيد في ظل هذه الظروف  ؟؟، نشعر بالخجل من أطفالنا حين نعجز عن توفير ملابس العيد لهم لا ندري كيف سيفرح أطفالنا بالعيد كما يفعل الآخرون؟». 
وجع :
هكذا تتلاشى مساحة الفرح في عدن وضواحيها يوما بعد يوم ؛ على الرغم من  قدوم عيد الأضحى  الذي يفترض أن يحمل بقدومه تباشير الخير والمحبة  والسرور لكن طعمه  بطبيعة الحال  مختلف عند من حرم أطفاله من كسوة العيد وطعام لائق .
كثير من الأطفال الذين يرافقون أهاليهم التسوق ؛ يكتفون بمشاهدة الملابس المعروضة على " فاترينات " المحلات وهو إحساس فيه الكثير من الوجع واليأس  للأهل قبل أطفالهم .
وليد المطري عامل في معرض ثياب قال للعربي : " بادر مالك المحل منذ وقت مبكّر الى متابعة الموضة واشترى  بضاعة بأكثر من 10 مليون ريال  وزاد من عدد العاملين في المحل  استعدادا  لموسم العيد الذي يجلب له كل عام أرباح طائلة .
استدرك " ولكن هذا العام يبدو مختلف جدا فلم يعد الناس مهتمون بملابس العيد ولا بالموضة ، أغلب الزبائن أصبحوا عاجزين عن شراء ملابس العيد ومعظم الزوار يبحثون عن الملابس رخيصة الثمن غير ابهين بالجودة " وتابع المطري :" صحيح الاسعار ارتفعت أضعاف ما كانت عليه ولكن هذا يعود لأسباب موضوعية أهمها  ارتفاع الدولار وخصوصا وأن معظم البضاعة مستوردة من الخارج ونحن نعامل التجار بالعملة الصعبة  والريال أصبح بلا قيمة " نستشعر معاناة الناس ونأسف لحالهم فنحن منهم " لكن لا حيلة لنا في الأمر ؟
كابوس :
 استبشرنا  في عدن عند افتتاح عدد من الاسواق و المحلات التجارية الكبيرة والتي كان آخرها " سوق عدن مول " أحد أكبر الاسواق التجارية في المدينة والتي يتوارد  اليه الزوار من عدد من المحافظات القريبة مثل أبين و لحج و الضالع .

 الأسعار الجنونية في المحلات بأحجامها حولت كثير من الأسر من مشترين الى  زوار داخل الاسواق ومن الطبيعي هذه الأيام  أن تشاهد بعض الأسر تغادر الاسواق بخفي حنين بسبب الغلاء " مشاهدة نقلتها " الناشطة  « أميرة باسم »  ل « المشهد العربي » مرسترسلة  بحزن " نشعر بالحسرة ونحن نشاهد كثير من أرباب الأسر يشكون أحوالهم بطرق تثير الشفقة وتشعرك بأن العيد تحول الى كابوس قادم حاملٌ معه الكثير من الوجع بسبب ضروف الناس الصعبة ، فالكثير منهم  بلا رواتب ومن استلموا رواتبهم لن يستطيعوا تغطية نفقاتهم الضرورية ناهيك عن توفير متطلبات العيد