حياة الكلاب أفضل منهم.. تقرير يكشف عن الحياة غير الآدمية للعمال في قطر

السبت 1 سبتمبر 2018 08:26:32
حياة الكلاب أفضل منهم.. تقرير يكشف عن الحياة غير الآدمية للعمال في قطر
نشرت إذاعة "دويتشه فيله" الألمانية، تقريرا جديدا يكشف معاناة العاملين في ملاعب كأس العالم المقبل في قطر، حيث رصدت في التقرير قصصا مفزعة تثبت انتهاك الدوحة لآدمية العمال المشاركين في بناء منشآت قطرية وملاعب تستعد الدوحة من خلالها لمونديال 2022، متسائلة عن التعهدات التي وعدت بها قطر لإصلاح حياة العمال هناك.
وسلط التقرير الضوء على انتهاك قطر لما تعهدت به من الحفاظ على حياة العمال، فمن خلال معايشة لمراسل الإذاعة الألمانية لأحد مواقع الإنشاءات في قطر رصدت الإذاعة عمل العمال تحت أشعة الشمس الحارقة بين الساعة الحادية عشر صباحا والثالثة ظهرا، وهي الفترة التي حددتها الدوحة كفترة راحة حيث أنها الفترة الأكثر سخونة في العام وتشتد فيها أشعة الشمس وتصل درجة الحرارة لأكثر من 50 درجة، وأشار التقرير إلى موت مئات العمال في مشاريع كأس العالم القطرية، ففي 2012 توفي حوالي 502 عامل في الدوحة ولازال سبب وفاة أكثر من 300 شخص غير مبرر، وبينما ترى الدوحة أن أسباب الوفاة هي أسباب طبيعية مثل الأزمات القلبية أو ضيق التنفس، تقول المنظمات الحقوقية إن هذا العدد الكبير من الوفيات يرجع إلى ظروف العمل القاسية وخاصة درجات الحرارة المرتفعة.
ويقول محمد أكرم أحد العمال الهنود للإذاعة الألمانية، إنه "لا يرى أي إصلاحات"، موضحا أنهم يعيشون 7 أفراد في غرفة واحدة وأن الطعام الذي يحصلون عليه قديم وسيئ، مؤكدا أن صاحب العمل صادر جوازات سفرهم لمنعهم من المغادرة وتقييد حركتهم.
وأوضح وسيم خان وهو كهربائي هندي يعمل بقطر منذ 6 أشهر إنه يدرس مغادرة الدوحة، مضيفا أن الحياة في المخيمات التي توفرها قطر لهم لا تطاق، وتابع: "حياة الكلب في قريتي أفضل من حياتي هنا"، مضيفا أنه يعمل طوال اليوم في درجات الحرارة القاسية.
وأعرب عدد من العمال عن غضبهم من الرواتب الضعيفة التي يحصلون عليها والتي تبلغ نحو 750 ريال قطري "200 دولار أمريكي"، في ظل ظروف قاسية.
وقالت الإذاعة إن السلطات القطرية لم تسمح لمراسليها بزيارة عدد من المنشآت ذات صلة بكأس العالم 2022 بحجة عدم تقديم تصريح قبل ذلك بوقت كافي، كما اعترف أعضاء اللجنة العليا للمشاريع والإرث المسؤولة عن منشآت مونديال 2022 بأن العمل خلال الساعات الصباحية والذي رصده مراسل الإذاعة أمر محظور بالفعل ووعدوا بإجراء تحقيق.
وأضافت أنه رغم الوعود التي قدمها المسؤولون هناك للإذاعة الألمانية بتقديم مزيد من الإصلاحات واطلاعهم عليها، توفي عامل آخر بعد تصوير التقرير إثر سقوطه من إحدى السقالات أثناء عمله.