رئيس مُعافى.. وطنٌ قابلٌ للتعافي

على الصعيد الشخصي لا أستطيع إلا أن أتمنى للأخ رئيس الجمهورية الفريق عبد ربه منصور هادي الصحة والسعادة والسلامة وطول العمر، بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف معه في الكثير من القضايا السياسية والعملية كرئيس جمهورية.

التسريبات التي أنزلها بعض أنصار ومدعيي تأييد الأخ الرئيس، من أفراد ومواقع إعلامية عن تدهور صحته (وبعضهم تحدث عم وفاته) تقلق الكثيرين ومنهم كاتب هذه السطور، لأن تحولات وتداعيات وعواقب غير متوقعة ستترتب على صحة هذه التسريبات (لا سمح الله)، وفي كل الأحوال فخامة الرئيس إنسان وكل إنسان يمكن أن يتعرض لما تسرب من حالات ، بغض النظر عن مآرب وتمنيات المسربين.

 ليست البلد بكامل عافيتها حتى ولو كان رئيسها بكامل صحته أما عندما تتوعك حالة الرئيس الصحية والبلد في أسوأ حالاتها فالمزيد من التدهور يمكن توقعه ، وهو ما يقتضي تحمل المزيد من المسؤولية على القوى السياسية الممسكة بصناعة القرار خصوصا عند ما يتعلق الأمر ببلد تقف على حافة الانهيار.

البلد في مآزق متناسلة بسبب غياب الحكمة السياسية وتسيُّد الأنانية السياسية لدى المتصارعين واستبعاد الحكماء والقادرين على تقديم مبادرات وبدائل خلاقة تستلهم ما يعتمل على الأرض من متغيرات عاصفة ، وإذا (لا قدر الله) ما تعرض رئيس الجمهورية لمكروه فإن الجميع سيدخل في مأزق يصعب التنبؤ بعواقبه خصوصا وأن المتصدرين للمشهد الراهن ليسوا ذوي سمعة طيبة وأفضلهم موضوع على قوائم الإرهاب الدولي، ومعظم الأسماء المطروحة سجلاتها ملطخة بالسواد ، وتقف موقفا عنادياً وعدائيا في ما يتعلق بما أسماها الرئيس هادي نفسه "مفتاح الحلول" لكل قضايا اليمن والمقصود القضية الجنوبية.

لن أستعرض أسماءً هنا لكن ما يمكن تأكيده هو أن الشعب الجنوبي ظل يراهن على أن الرئيس هادي كان يمكنه تقديم أفكارٍ ومبادراتٍ قد تقرِّب الحل لمعضلات اليمن خصوصاً ما يتعلق بالقضية الجنوبية ، لكن القوى المتنَّفذة حالت دون ذلك ، وفي حال غياب الرئيس هادي عن المشهد فلا يستبشرنَّ المتلهفون لوراثته بسهولة المهمة أمامهم ، إلا إذا ما كانوا قد اقتنعوا بأهمية تغيير أفكارهم والإتيان بما يمكن اعتباره جديداً يقترب من تطلعات الجنوبيين مما كانوا يمنعون الرئيس هادي من تقديمه (وهو أمر غير محتملٍ)، أما الشعب الجنوبي فقد اختار طريقه وسيصل إلى مآلاته  النهائية عاجلاً أم آجلاً، لكننا نتمنى من الحكماء (إن وجدوا) أن يساهموا في اختصار الطريق وتقليل كلفته بدلاً من مواصلة إنهاك جميع الأطراف لتحقيق أغراضٍ شخصيةٍ في معظمها والرهان على سياسات (العلاج بالصدمة)، التي أثبتت فشلها أكثر من مرة في اليمن وفي الجنوب على وجه الخصوص، وهي سياسات لا يدفع أثمانها إلا بسطاء اليمنيين في الشمال والجنوب على السواء.