زيارة غريفث لصنعاء.. تواطؤ أممي جديد مع الحوثيين

الأربعاء 19 سبتمبر 2018 19:00:36
زيارة غريفث لصنعاء.. تواطؤ أممي جديد مع الحوثيين
خاص

رأي المشهد العربي

حالة من الجدل أثارها قرار المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفث، بزيارة صنعاء بعد فشل مفاوضات جنيف يوم 6 سبتمبر الماضي، برفقة فريقه الاستشاري للقاء جماعة الحوثي الانقلابية.

صل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة العاصمة اليمنية صنعاء لإقناع جماعة الحوثي الانقلابية بالانخراط في الجولة المقبلة من مباحثات السلام اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة ومن المقرر أن تعقد قريبا.

إلا أن زيارة المبعوث الأممي في هذا التوقيت لصنعاء تحمل العديد من الدلالات التي تكشف استمرار الأمم المتحدة في تواطؤها الذي أصبح جليا بدعم جماعة الحوثي الانقلابية بعد توقيع اتفاقية نقل جرحى حزب الله وإيران من خلال جسري جوي.

بداية، قال الكاتب والسياسي اليمني، محمود الطاهر، إن وصول المبعوث الأممي إلى اليمن هي محاولة منه لإنقاذ نفسه أولًا من الفشل الذي وقع به حينما أعلن من طرف واحد عن موعد لمشاورات جنيف يوم 6 من شهر سبتمبر الجاري، وثانيًا لمد يد العون مرة أخرى لإنقاذ الحوثيين نتيجة الانهيارات التي لحقت بالمليشيات الحوثية.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ" المشهد العربي"، أن هناك تواطؤ أممي مع المليشيات الحوثية الموالية لإيران، وهناك أدلة كثيرة، ومنها عندما تنهار صفوف الحوثي الدفاعية، تكون القوات اليمنية قاب قوسين أو أدنى من استعادة مناطق استراتيجية، تتحرك الأمم المتحدة، ومنظمات حقوقية أممية لمنع إنهاء وجود الحوثيين بتلك المناطق والتي كان أخرها الحديدة.

وأكد أن الأمم المتحدة تعتبر أن معارك استعادة اليمن من مخالب إيران ستفاقم الأزمة الإنسانية على عكس الحقيقة، والأمر الآخر هو ما تقوم به ليزا غراندي، منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن التي تتحدى التحالف العربي، والحكومة الشرعية، بطريقة وقحة – بحسب وصفه.

وتابع: بعد توقيعها في صنعاء اتفاقية إجلاء جرحى المليشيات عبر جسر جوي تحت مظلة الأمم المتحدة تعتزم عقد مؤتمر صحفي في مدينة باجل القريبة من مناطق المواجهات في الحديدة.

وأوضح أن عدم زيارة "غراندي" لعدن تحديدا يدل على التواطؤ المستمر والداعم لمليشيا إيران وحزب الله ورغبتها في استمرار الصراع وتفاقم الأزمة في اليمن.

وطالب دول التحالف العربي بالضغط على الحكومة الشرعية بوقف أي رحلات للعاصمة صنعاء ووقف التعامل مع الأمم المتحدة، لدعم المتواصل للمليشيا الانقلابية التي تسعى دائما وأبدا إلى تخريب اليمن وانتهاك المواطنين بشتى الطرق.

وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة جماعة الحوثي بصنعاء إن وزير الخارجية (في الحكومة الانقلابية الحوثية) هشام شرف عبدالله التقى، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث والوفد المرافق له فور وصوله إلى صنعاء.

وذكرت أن المبعوث الأممي قدم في اللقاء ملخصاً عن مشاوراته التي عقدها مع وفد الحكومة اليمنية التابعة للرئيس عبدربه منصور هادي، في جنيف مطلع الشهر الحالي.

ووصف وزير الإعلام في الحكومة الشرعية، توقيع مذكرة تفاهم بين جماعة الحوثي الانقلابية ومنسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي، لإنشاء جسر جوي طبي عبر مطار صنعاء بأنه تطور خطير وسقوط مُدوٍ للأمم المتحدة في اليمن.

وذكر في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي في موقع التغريدات المصغر (تويتر)، إن توقيع مذكرة ما سمي بإنشاء جسر جوي طبي، هو تطور خطير، وسقوط مدو، يكشف مستوى الدعم الذي تقدمه منسقة الأمم المتحدة للحوثيين، في تحدٍ صارخ لكل القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة بالأزمة اليمنية.

وأكد أن الميليشيات الحوثية، بعد أن فشلت في تهريب خبراء حزب الله وإيران وقياداتها للخارج، عبر الضغط على الحكومة اليمنية والتحالف العربي والمجتمع الدولي، ومقايضتهم بتوجه وفدها لمشاورات جنيف 3، ها هي منسقة الشؤون الإنسانية (التابعة للأمم المتحدة) تُوقع اتفاقية تفاهم معهم تتضمن رحلات، سيتم من خلالها تهريب تلك الشخصيات تحت مزاعم الحالات الحرجة.

ويواجه مبعوث الأمم المتحدة، البريطاني غريفيث أزمة كبيرة حيال إنجاح مهمته لإحلال السلام في اليمن وقد يواجه مصير سلفيه المغربي جمال بنعمر والموريتاني إسماعيل ولد الشيخ اللذين فشلا في التوصل لأي نقاط التقاء بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي الانقلابية خلال الثلاث السنوات الأولى من الحرب اليمنية.

وتدعي الأمم المتحدة دائما بأنها راعية للسلام وتُريد إنهاء الأوضاع المأساوية في اليمن بعد انقلاب الحوثيين على الشرعية أواخر 2014، إلا أن الأحداث الدائرة تُثبت عكس ذلك من خلال دعم المليشيا المدعومة من إيران.

وتغيب الوفد الانقلابي الحوثي عن مفاوضات جنيف الأخيرة، وهو ما يؤكد إجهاض المليشيات لمساعي السلام التي تقودها الأمم المتحدة وتباركها دول التحالف العربي، في ثالث مفاوضات بجنيف، وتخلّف وفد الحوثي عن الوصول إلى مدينة جنيف السويسرية، لحضور المشاورات اليمنية الرامية للتوصل لحل سياسي للأزمة.

ووضع الحوثيون في أخر مفاوضات أممية فاشلة، شروط مجحفة وملغومة للمشاركة بالمشاورات، في مناورة ترمي إلى عرقلة أي مسار لحل سلمي للأزمة.

وطالبت جماعة الحوثي الانقلابية بتأمين طائرة خاصة تقل وفدها وعددا من الجرحى إلى مسقط، ونقل جرحاها من عمان إلى صنعاء، ومنح الوفد ضمانات بالعودة إلى صنعاء.

وكانت دول التحالف العربي وعلى رأسها الإمارات العربية المتحدة قد طالبت الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن تشديد المعاملة مع الحوثيين الرافضين لكل الحلول السياسية لأن الحوثيين يستغلون تغاضي المجتمع الدولي عن الكثير من جرائمهم لفرض شروطهم، التي يعلمون جيداً استحالة قبولها".