سلاح الحرب النفسية أقوى من الصاروخ والدبابة والمدفعية

كما تعلمنا ان الحرب النفسية تعرف بأنها استخدام مخطط من جانب دولة أو مجموعة دول للدعاية والحرب الإعلامية لاستهداف دول او مجتمعات او جماعات، للتأثير على آرائها وعواطفها واتجاهاتها وسلوكها، بطريقة تساعد على تحقيق سياسة الدولة المستخدمة لهذه الحرب.
والهزيمة النفسية هي نتاج للحرب النفسية التي تستخدم بشكل عام ضد الإنسان، ونفسيته، وعقله، لأضعاف إرادته لذا فإنها توجه للصف الداخلي للدول والأحزاب والمجتمعات.
وتعد الحرب النفسية الموجهة من داخل الدولة أو المجتمع عبر الطابور الخامس او عبر أبناء هذه الدولة او المجتمع أخطر من الحرب النفسية الموجهة من الدولة المعادية،
لأنها تسبب تفتيت وحدة المجتمع، والفرقة في صفوفه، وإضعاف الروح المعنوية للجنود المقاتلين وكذلك المدنيين. وبث اليأس والشك في القيادات السياسية والعسكرية وزعزعة الإيمان بالمبادئ والأهداف.
مما يؤدي الى إرباك صانعي السياسة، والقيادات العسكرية، في هذا المجتمع او الدولة والتشكيك فيها، وإظهار عجزها عن تحقيق ما تصبو إليه الجماهير،
فضلاً عن استخدام الضغوط الاقتصادية والحصار بكل أنواعه واستغلال مشاعر الخوف والقلق، للسيطرة على الإنسان والمجتمع، كبث الاشاعة واستغلال الدوافع والحاجات الأساسية كالجوع والعطش وحرب الخدمات والتقدير الاجتماعي وتحصين الذات حتى انهيار هذا المجتمع او الدولة. لإرغامه أخيرا على التخلي عن المقاومة والأعمال العسكرية، وتحطيم تحالفاته السياسية.
في مثل هذه الحرب التي يمر بها الجنوب العربي نجد القلة من النخب الجنوبية اكانوا قادة سياسيين او قادة مقاومة او اعلاميين او نشطاء يصفون الجنوب ومقاومته وابنائه بالضعف والفشل، ويزرعون في القلوب بنية الغيرة الغبية الغير متعمدة او بنية متعمدة الهزيمة في النفوس. ويمجدون نخب الشمال.
هؤلاء نوع من الناس سلبي الإرادة لا يجيدوا إلا النقد غير المجدي، والتشاؤم كما أنهم يختلقوا في كتاباتهم واقوالهم وافعالهم كثيرًا من العراقيل التي يتوهموا مصادفتها بل ويتملكهم اليأس من إمكانية نجاح أي عمل إيجابي.
دائما سلاح الهزيمة النفسية اقوى من الصاروخ والدبابة والمدفعية. وهو السلاح الوحيد الفعال الذي يملكه الشمال ويسلطه على الجنوب ليشتت جمعه وللأسف بمساعدة قلة من النخب والمثقفين الجنوبيين بتعمد او بغباء ساذج.
حررنا اغلب ارضنا والان نحرر ونسيطر بل ونحتل اراضي الشمال فعن اي فشل يتحدث هؤلاء الانهزاميون؟
خرج الشباب والاولاد في عدن والجنوب يدافعوا عن ارضهم بدون ان يملكوا طلقة رصاص واحدة وواجهوا بصدور عارية اقوى الجيوش الشمالية المزودين بالألة العسكرية الضخمة. فمن الفاشل؟
وكنا شهود على ذلك وسمعناها من السنتهم حين اجاب عن سؤالي أحد الابطال الذي لا يتجاوز عمره الثامنة عشرة لماذا تريد السلاح من القائد؟
(فأجاب لكي اقاتل الحوثة والعفافشه ايش هم رجال ونحن لا. با نوريهم المرجلة حتى لو معهم دبابات) وكانت بعض مديريات عدن تقاوم الاجتياح وقد كتبت مقال بنفس العنوان في حينها. اذن من هو الفاشل هل الجنوب او الشمال؟
دخل ابناء الجنوب الحرب مع الشمال ثلاثة مرات وانتصروا وفشل الشمال دائما ماعدا في حرب واحدة وبمقاتلين جنوبيين بسبب تفرقنا.
كانت للجنوب قبل الوحدة المغدور بها دولة وطنية وجيش وطني قوي يؤمن حركة الملاحة والامن القومي العربي في البحر الاحمر وباب المندب والبحر العربي وتهابه الدول.
وكان الشمال بلا دولة ولا جيش وطني بل تحكمه ولازالت حتى اللحظة عصابات عسكرية-قبيلة-دينية بمليشيات مرتزقة للإيجار وحتى عندما حاول الرئيس الشهيد الحمدي بناء دولة وطنية وجيش وطني في الشمال تم اغتياله. فمن الفاشل الجنوب او الشمال؟
الجنوب ينتصر دائما والشمال يخسر دائما.
صحيح انه في هذه الحرب يوجد سببان لأرباك الشارع الجنوبي وهما حرب الخدمات والاغتيالات وقطع المعاشات وكذلك اظهار عدم وضوح الاهداف او تباينها لدى الحلفاء والانتقالي. فلدينا قيادة ولدينا تحالف وهم أدري بما يعتمل ويخفى والسرية قد تكون أجدى. وقد تكون أحد ادوات الانتصار في الأخير.
وقد تكون الرؤية واضحة لقيادتنا وللحلفاء ولكن الانتصار لها تتطلب السرية
ان أصبح كل واحد منا قائد ضاعت القيادة
واعتقد بعد السيطرة على ميناء الحديدة ستتضح مواقف كل الاطراف وتتحد الاهداف.
كونوا عونا معنويا للمقاتل الجنوبي ولا تكونوا ادوات الشمال لهزيمة ابطالكم نفسيا.
لا تكونوا مهزومين نفسيا. كونوا مثل شبابنا الذين قهروا الهزيمة النفسية وانتصروا
عندما تؤمنوا بان الحرب شمالية-جنوبية ولازالت فحينها ستغادركم الهزيمة النفسية.
وللتأكيد لأجلكم فحين تم التوقيع في ديسمبر 2014م في صعده على وثيقة المكونات بين احزاب المشترك الشمالية كطرف اول وأنصار الله والمؤتمر كطرف ثاني.
تم انهاء صراع طرفي عصابة صنعاء على السلطة ليتفقوا في نفس الوثيقة على الصراع مع الجنوب واجتياحه لإسكات شعبه عن المطالبة بفك الارتباط.
فاتجهت جيوش الشمال الي الجنوب وانقلبت مليشيات الاحزاب عليه.
هؤلاء الانهزاميون يشيعوا بان الاغتيالات لكوادر وائمة وقادة الجنوب لا دخل للشمال بها بل تقوم بها ايادي جنوبية.
وتناسوا ان أكثر الاغتيالات التي تحصل في الجنوب أحد اهم أسبابها ان بعض ناشطي وقادة الاحزاب الشمالية من ابناء الجنوب عادوا لمناصرة قضية شعبهم وتخلوا عن التزاماتهم لقادة هذه الاحزاب الارهابية مما اعطى مبرر لقادة هذه الاحزاب بالتخلص منهم حسب اعتقادهم بأنهم خانوا البيعة والقسم وارتدوا عن نهج وشعار هذه الاحزاب المعلن (الوحدة او الموت).
والسبب الاخر ان كثيرا من المساجين المجرمين تم إطلاق سراحهم من سجون الشمال وتوجيههم وتوطينهم في عدن وبعض مدن الجنوب لإشاعة الفوضى وخلخلة وحدة الصف الجنوبي الداخلي.
عندما يؤمن هؤلاء الانهزاميون ايمان كامل بان الحرب شمالية جنوبية.
فعندها سيدركون ان الاحزاب الشمالية التي تسيطر على حكومات الشرعية تحارب شعبنا الجنوبي بإشعال حرب الخدمات والاغتيالات وقطع الرواتب تزامنا مع حرب الحوثيين على الجنوب.
ولكي يتم استئصال خطر هذه الاحزاب وخطر الحوثيين. فلابد من السيطرة على ميناء الحديدة والساحل الغربي كاملا لقطع شريان الحياة لهذه الاحزاب والحوثيين.
وهي مهمة استراتيجية وتهمنا في الجنوب أكثر من دول التحالف. لان القضاء او انهاء الخطر على الجنوب الان متيسر. فلو انتهت الحرب وفض التحالف دوله. لن نستطيع بمفردنا صد الكثرة العددية للمقاتلين الشماليين عن بلادنا الا بتضحيات كبيرة وفي صالحنا قبل دول التحالف لأننا في ارضنا نحن اول من سيتعرض للخطر والاجتياح ان لم نبادر بأضعاف الغزاة الشماليين والذهاب الى اوكارهم.
قطع الامدادات على عصابات وجيوش الشمال سينهيها وستتقهقر الى كهوفها. والحديدة مربط الفرس لانتهاء عصابات الاحمر والحوثي وعفاش وكل من يرفع شعار الوحدة او الموت
كما ان عودة قواتنا الى حدودها يعني تقدم قوات الاعداء ومدافعه وصواريخه لتهدد مدننا وعاصمتنا عدن.
يتساءل هؤلاء الانهزاميين باستمرار محبط بان القوات الشمالية التابعة للشرعية الموجودة في حضرموت او بقاء مكيراس وبيحان بدون تحرير يدل على ان دول التحالف تتآمر على الجنوب.
العقل والمنطق يقول بان بقاء القوات الشمالية في حضرموت ومكيراس والوديعة بشكل محايد أفضل من طردها. لان طردها سيعطي لقادتها العذر لتنظم الى قوات الحوثيين وتصبح قوات مضاعفة في اهم وقت في الحرب تحتاجه قوات الجنوب لاقتحام الحديدة.
هذه القوات بكثرتها الافضل لنا ان تبقى تحت نظر التحالف وشعار الشرعية لتحييدها. ولا ان تنظم لصنعاء لتكون عبئا جديدا وايضا قد تنتهي الحرب ويمنع دول التحالف من شن ضربات جوية او تدخل باي طريقة فتلتف قوى الشمال لمعاودة اجتياح الجنوب.
هذه القوات سياتي دورها حين يتم الانتهاء من القوة الاكبر في الشمال. لان الأدلة على خيانتها وخذلانها لدول التحالف والأمة العربية بتعاونها من تحت الطاولة مع الحوثيين أصبحت مكشوفة.
نعم هم مع الحوثي او اي قوات شمالية لان تصريحاتهم دائما بان الصراع على السلطة مع الحوثي سيحل بالتفاوض. لكن حربنا الاساسية مع انفصالي الجنوب. فلماذا تتركهم يرتموا بحضن الحوثي. اتركهم في الحياد كجيوش غصبا عنهم واجعلهم ينظرون لقواتهم وقبائلهم تتدمر وهم لا يستطيعون شيئا.
فليعلم هؤلاء الانهزاميين ان انتصارات الجنوب في الساحل ورفض قيادة الانتقالي ايقاف الحرب ادت الى تفكير الأمم المتحدة باستبعاد المرجعيات الثلاث والتفاوض بحسب الامر الواقع.
أيضا يشكو ويتذمروا هؤلاء الانهزاميين بان دول التحالف شكلت تشكيلات مليشياوية وليس جيش وامن موحد للجنوب ويبع قيادة واحدة.
تناسوا هؤلاء الانهزاميين ان توحيد الوية الجنوب في جيش جنوبي سيؤدي بالتالي لا لحاقة بالجيش الوطني الذي تسيطر عليه أحزاب الوحدة او الموت الشمالية وبالتالي سنجد الأحمر له الكلمة الفصل في توزيع او تشتيت او حتى تصفية هذا الجيش ان لم يوجه ضد الجنوب.
ونفس المبدأ ينطبق على توحيد أجهزة الامن والداخلية في ضل استمرار حكومة مركزية واحدة.
كما ان ترديد كلمة مليشيات على القوات والالوية الجنوبية لا يخدم الا أعداء الجنوب. متناسين ان القرارات الدولية تصنف القرارات الدولية بان قوات الشمال متمردة. وان القوات الجنوبية تعتبر القوات التي تقاتل لاستعادة الشرعية والدولة.
وان التحالف يضرب بهذه القوات الجنوبية على الارض وأصبحت الذراع العسكري للتحالف والمجتمع الدولي.
على انهزاميي الجنوب ان لا يلتفتوا لتقارير منظمات توكل كرمان والاحمر فهذه المنظمات ومن اوجدها يموتوا في اليوم ألف مره حين يشاهدوا ان القوات الجنوبية تنتصر وتهزم اهلهم وقبائلهم وتحتل الشمال بدلا من احتلال قوات الشمال لعدن.
أيضا لمن يوجه منهم السؤال حول جدوى دخول قوات الجنوب للحرب في الشمال؟
نحن في الجنوب لا نرغب ولا نريد الحرب. نحن ندافع عن بلادنا في مواقع الهجوم المتقدمة. وسؤالهم المفروض يوجه للقوات الشمالية التي لازالت تهاجم الجنوب.
الى متى ستستمر قواتهم تهاجم الجنوب وتؤمن وترفع شعار الجنوب جزء من الشمال واليمن الوحدوي. هل كل هذه الخسائر والدمار ستعيد لهم الجنوب وثرواته او انهم مجرد بيادق لقوى اقليمية ترغب بضم الجنوب وموقعه الاستراتيجي لمنظومة تحالفاتها وان كان على حساب ابادة العنصر الشمالي المقاتل والشعب الخانع الساكت؟
(فكر وافهم يا بجم / قبل أن تتكلم / أو تخلق مشكله / لوطنك من العدم / استعمل عقلك المختم / شغله حركه / جرب التفكير فيه / قبل أن تندم / فللتفكير والتدبير قد صمم / هكذا ربي اوجده / لتدبر الآيات والحكم / لا تربطه بريموت الافندم / أو لحية الشيخ المعمم / حارب الرق المكمم / قل لهم أنك تعلم / وأنك الملهم والمعلم / أرفض أن يستعملوا عقلك / حاضنه للفكر الملغم / لتفخيخ وارهاب وطنك / وارسالك إلى جهنم)