ثلاثية المرض والفقر والإعاقة..حين تستوطن المعاناة منزل متقاعد كسيح

السبت 20 أكتوبر 2018 00:57:00
ثلاثية المرض والفقر والإعاقة..حين تستوطن المعاناة  منزل متقاعد كسيح
عبد الخالق الحود

شظف العيش ووطأة الحاجة  لم تمنع أسرة  " عمر علي "  من اغلاق بابها عليها ترفعاً ؛على الرغم من أنها تبات طاوية بطونها طوال ساعات اليوم الإ من كسرات خبز تسد الرمق وتحافظ على التوازن مصحوبات برشفات ماء هو كل ما توفّر  .

وعائلة عمر ليست استثناء في بلد تعصف به الحرب منذ 4 سنوات عجاف ؛ بل هي أنموذجا لمئات وربما آلاف الأسر اليمنية التي أصبحت  ترزح بثبات تحت درك خط الفقر وما دونه بدرجات ودرجات .

الأمم المتحدة التي اطلقت أوّل من أمس نداء للمجتمع الدولي طالبته بسرعة التحرك لإنقاذ أكثر من 13 مليون نسمة في اليمن يحتاجون للتدخل والمساعدة المباشرة قالت بأنها أضحت عاجزة عن سد الاحتياجات الأساسية للسكان مع صعوبة الأوضاع على الأرض واتساع رقعة الفقر بصورة مطردة .

وفشلت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليّا في الحد من اتساع رقعة الفقر التي تمددت لتشمل غالب السكان في المناطق المحررة ؛ وسد الفجوة الناشئة عن انهيار العملة المحلية " الريال " الأمر الذي تسبب في ارتفاع نسبة التضخم وغلاء الأسعار ناهيك عن عجزها في  توفير المشتقات النفطية ومشاكل تردي الخدمات العامة .

معاناة مضاعفة :

وبدأت نكبة عمر يوم أن تعرض قبل 6 سنوات  لحادث سير أقعده عن العمل واصبح بسببه طريح الفراش لا يستطيع الحركة الا بصعوبة تامة ؛عجز منعه بالتالي عن مواصلة عمله في إدارة الكهرباء .

إعاقة عمر امتدت الى عائلته التي كانت تعتمد عليه كليّا فزوجته المريضة لا يمكنها هي الأخرى العمل وترك ابنتها مبتورة القدمين بفعل إصابة لحقت بها في حرب صيف 94 عندما اجتاحت القوات اليمنية أرض الجنوب ؛ وزيادة فوق ذلك عادت ابنة عمر الكبرى الى منزل والدها قبل عامين تحمل لقب مطلّقة وتحت حجرها 3 أطفال أكبرهم في ال6 من العمر .

ما سقناه سابقا ليس سيناريو لفلم سيعرض قريبا على شاشة بوليود بل هي قصّة حقيقية لأسرة تسكن وسط مدينة المنصورة في العاصمة عدن ؛وهذا ليس كل شي فهناك المزيد من الألم المضاعف تطويه  جدران  منزل المقعد عمر.

فحفيدته الكبرى ندى 6 سنوات مصابة هي الأخرى بمرض خطير يمنعها عن تناول الطعام وإذا فثلاثية الفقر والمرض والإعاقة متلازمة الحياة اليومية لهذه الأسرة التي تقتات على ما تجود به أيادي الجيران وبعض من إعانات تقدمها منظمات إغاثية لكنها لا تكفي أمّا الدواء فهو بعيد المنال فالسيولة في يد عمر من معاشه التقاعدي الزهيد تذهب في شراء أساسيات القوت الضروري لسد جوع 7 أشخاص هم اليوم عائلة عمر التعيس كما يطلق على نفسه وزفرات متتالية تمنعه عن البكاء حتى وهو يعترف  بأنه لا يستطيع مد يده للسؤال  وإن لفض جميع أفراد أسرته أنفاسهم أمامه .