حديث هادي عن الضالع.. تزييف مقصود للتاريخ

السبت 20 أكتوبر 2018 19:01:00
حديث هادي عن الضالع.. تزييف مقصود للتاريخ

رأي المشهد العربي

فجر الرئيس اليمني هادي، موجة غضب عارمة لدى جموع الجنوبين لإساءته للجنوب وتزويره للتاريخ عن جهل أو قصد عندما صرح بأن منطقة الضالع كانت شمالية، في الوقت الذي يعرف فيه القاصي والداني في الجنوب و اليمن بأنها جنوبية.

جاء تصريح هادي في وقت يعاني فيه أغلبية أفراد الشعب، من أحوال معيشية صعبة للغاية وارتفاع للأسعار، نتيجة فشله وحكومته فبدلاً من تحسين حياة الناس ذهب للإساءة إليهم وتشويه تاريخهم.

حديثه المسيء للجنوب كان أثناء تسلمه أوراق اعتماد مايكل أرون سفير المملكة المتحدة لدى اليمن، حيث ادعي بأنه كان هناك دمج وتبادل محافظات بأخرى مثل البيضاء والضالع، في معاهدة الأنجلو يمنيه عام 1934.

وتسبب هذا التأكيد الرسمي في جدل سياسي واسع النطاق، حيث ندد مثقفون جنوبيون بمثل هذا الحديث وأكدوا أن الضالع جنوبية.

وظل الحديث عن هذه القضية من الممنوعات في الشأن السياسي قبل أن تقفز وكالة سبأ الرسمية وتنشر حديثاً على لسان الرئيس عبدربه منصور هادي، قال فيه إن الإنجليز تسلموا محافظة البيضاء من الجنوب مقابل تخليهم عن الضالع في العام ١٩٣٤.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يسئ فيها هادي للجنوب فقد أثارت الكلمة التي ألقاها الأسبوع الماضي بمناسبة الذكرى الـ55 لثورة الرابع عشر من أكتوبر، غضب الجنوبيين الذين اتهمهم كذبا بالعمالة لإيران وحزب الله اللبناني، متناسيًا أن الانتصارات الوحيدة على ميليشيا الحوثي الانقلابية حققها شعب الجنوب.

وقال في كلمته، إنه لن يسمح على الإطلاق باقتتال الجنوبيين فيما بينهم، وأن ما يجري في صنعاء لن يتكرر في الجنوب وعلى الذي يفكرون به أن يبتعدوا لأنني لن اسمح به وعليهم ان يغلقوا حسابهم الذي تمده إيران" على حد زعمه.

وطالب القيادي الجنوبي أحمد الربيزي هادي، بالاعتذار لأبناء ورجال الضالع على خلفية ما نقلته وكالة سبأ الرسمية، عن لقاءه بالسفير البريطاني وتحدث فيه عن تبادل محافظة البيضاء بالضالع سابقا.

وأوضح أن آخر شيء توقعه من الرئيس هادي أن يتفوه بحديث "مناكفات" الجهلة، أسخف من أن يتفوه بها أي شخص عاقل.

وأشار الربيزي إلى أن ما قاله الرئيس هادي يستوجب الاعتذار الفوري لأبناء الضالع ورجالها، وتاريخها كإمارة جنوبية عربية انشأت في1682م، بأميرها قاسم بن شعفل وكان يقاتل أئمة الزيدية إلى جانب سلطان يافع معوض بن عفيف.
وتابع الربيزي: ‏أما إذا تقولت الوكالة الرسمية على هادي زورًا، فالمطلوب إقالة محرريها ومحاسبتهم، لأنهم أساءوا إلى "هادي" وأظهروه وكأنه لا يفقه في التاريخ.

وأبدى الكاتب الصحفي محمد ناصر العولقي مجموعة من التساءلات حول تصريحات هادي قائلاً:" ما الذي دعا الرئيس ليقحم نفسه في تاريخ الجنوب، ويخترع تاريخا مزورا لمحمية وإمارة الضالع الجنوبية؟ ومن الذي فرض عليه أن يستعرض أمام السفير البريطاني الجديد، معلوماته الخاطئة عن تاريخ الجنوب ويقدم نفسه كنسخة سيئة من المنشورات الفيسبوكية، للجهلة والمتطاولين على تاريخ محمية الضالع الجنوبية أبا عن جد جد الجد إلى ستة وستين جدا؟" .

وأجاب العولقي على تساؤلاته، مشيراً إلى أنه الاستهداف المناطقي، والعصبية ضد الضالع شوكة الجنوب، التي تدمي أيادي كل عابث وكل من ينوي شرا بالجنوب، مضيفا: إنه العمى السلطوي الذي لم يعد يفرق بين حقائق التاريخ وتزييف الحماقات العابرة وذاكرة الذباب.

وأضاف العولقي في مقال له:" لطالما نشرنا وكررنا أن كثيراً من حقائق تاريخ الجنوب موجودة في دهاليز الأرشيف البريطاني، وكتب ووثائق غربية ودعونا إلى البحث عنها وترجمتها لكي يفهم الناس - وعلى رأسهم أمثال الرئيس هادي - الحقيقة ويصححون معلوماتهم المغلوطة. هذا إن كانوا يريدون فعلا معرفة الحقيقة".

ورأى الكاتب محمد ناجي الضالعي، أن هادي لم يقرأ في حياته كتابا لا يدرك أن إمارة الضالع نشأت في عام 1682م _ 1093هجرية، وكان حينها أمير الضالع قاسم بن شعفل، وابنه أحمد يقاتلان قوات الإمام، مع سلطان يافع السفلى معوضة بن عفيف وسلطان يافع العليا صالح بن أحمد هررة وسلطان العوالق صالح بن منصر (انظر العبدلي. هدية الزمن ص 132)".

وأضاف: "لأنه لم يقرأ ( هادي ) تاريخ شعب الجنوب العظيم والناصع، فهو لا يعلم أن اتفاقية الحدود بين الجنوب العربي وصنعاء، وقعت بين بريطانيا وتركيا عام 1902م. وما وقع عام 1934م بين بريطانيا والإمام يحيى كان بشأن إخراج القوات الإمامية من معظم أجزاء محافظة أبين.

أما الضالع فأميرها نصر بن شائف البطل وابنه حيدرة الثائر وقبائل ردفان الباسلة، وبدعم من قبائل يافع هم من الحقوا الهزيمة بقوات الإمام يحيى عام 1928م وحرروا الضالع.

وأوضح الضالعي، أن الضالع تاريخها ناصع نصوع الشمس، فهي أول منطقة تحررت من بريطانيا عام 1967م، لهذا يحقد عليها هادي لأنها أذلت أسياده البريطانيين، وهي التي تصدت لقوات الحوثين وأول منطقة تحررت منهم في 25 مايو 2015م".

واختتم بقوله:" لان هادي لا يدرك التاريخ فهو يستقي معلوماته من العناصر التي دأبت على تشويه صورة الضالع، نقول له توقف عن الإساءة للضالع ولا تدفعنا إلى كشف المستور من تاريخك الأسود، أما الضالع فهي لا تحتاج لشهادة أمثالك بأنها جنوبية، فا الجنوبيون القحاح يفتخرون بها كجزء من وطنهم العظيم".


وسخر الكاتب المعروف أمين المحبشي من حديث هادي مشيرًا إلى أنه عند ما يكون الحاكم جاهل بالتاريخ ويستخدم منشورات "الفيس بوك" أساس لمعلوماته للنكاية بمنطقة هو رئيسها فاعلم أن الدولة وقادتها وأجهزتها وإعلامها قد وصلوا أرذل العمر.