أبوبكر باعبيد وتصريح في دائرة الأمر بالمعروف

من المسلمات في الإسلام الذي يتكئ على قاعدتين خرسانيتين هما: العبادات والمعاملات، تسقط إحداهما إذا سقطت الأخرى، ولذلك يقال للمسلم الذي استوفى أركان الإسلام وأسقط التعامل مع المعاملات: صلاتك لك.. صيامك لك.. حجك لك.. عمرتك لك.. الشهادة إذا أسقطها المسلم لاحقته لعنات الله، وإذا لم يلتزم المسلم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باء بغضب من الله.

من هذه الخلفية انطلقت وأنا أقف أمام تصريح للأخ أبوبكر باعبيد، رئيس غرفة عدن، أدلى به للزميلة «عدن تايم»، وقد قامت الدنيا ولم تقعد بسبب ذلك التصريح، فماذا رأيت في التصريح؟ رأيت أن التصريح المذكور مؤرخ بيوم السبت 6 أكتوبر 2018، وأبرز خطين عريضين: لا مؤشرات على استقرار الاقتصاد ويجب تقليص مصروفات الحكومة.. وإلى التفاصيل التي أورد فيها باعبيد بأن الوضع الاقتصادي غير مستقر ويعود ذلك إلى عوامل كثيرة منها عدم استقرار العملة ما يسبب عدم استقرار أسعار السلع، وخصوصا الأساسية.. وبناء على تقييمنا للوضع الراهن نجد أنه لا توجد مؤشرات توحي باستقرار الوضع الاقتصادي خلال الفترة القليلة القادمة. وفيما يخص المعالجات التي من شأنها تعيد الاستقرار الاقتصادي أردف باعبيد: عودة الاستقرار الاقتصادي تتطلب اتخاذ خطوات سريعة وجريئة منها الحد من الهدر الكبير في المصروفات الحكومية وضبط الموارد، وأيضا يجب وجود ميزانية يتم العمل بها، بالإضافة إلى وجود الجهاز الحكومي على أرض الواقع لمتابعة تنفيذ القرارات التي تصدر ومتابعة المشاكل اليومية وحلها أولاً بأول..

ما الذي يثير الغضب في تصريح رئيس غرفة عدن؟ لأنه لو لم يقل ذلك لأغضب الله أولاً وعباده ثانيا، لأن ما جرى ويجري خلال الأعوام من 2015م وحتى الآن يعتبر من الأمور الغريبة غير المألوفة..
لم تألف عدن أن كل المسؤولين مقيمون خارج البلاد، واصبحت لهم بيوت هناك.. أولاد الناس لا يتعلمون وأولادهم يتلقون تعليمهم في أرقى المدارس وأهل بيت المواطن لا ينعمون بالأمن والسلام، وأهل بيت المسؤول في الخارج ينعمون بالأمن والأمان والاستقرار والاطمئنان.

قلدكم الله، من هذا الذي سيضحي بأمواله في بلاد مسؤولوها خارج البلاد؟ من هذا الذي سيطمئن على أمواله من مسؤول يتقاضى 7000 دولار و 4000 دولار راتبا شهريا وآلاف الريالات السعودية تدفع له كمعروف جيب شهريا، وخلق الله هنا يلهثون وراء سراب اسمه الراتب أو المعاش، ولا وجه للمقارنة بين هذا (85) دولارا أو قل 60.000 ريال، وبين ذلك (4000) دولار أو قل 2.800.000 ريال (مليون وثمانمائة ألف ريال)..؟!
خلصت إلى أن رئيس غرفة عدن (الأخ أبوبكر باعبيد) قد أدلى بتصريح لـ «عدن تايم» يندرج في دائرة الأمر بالمعروف، ولا وجه لقضية الزوبعة المثارة باطلاً عنده..!​