واشنطن بوست: خاشقجي يفضح ازدواجية أردوغان

الأربعاء 7 نوفمبر 2018 01:57:00
واشنطن بوست: خاشقجي يفضح ازدواجية أردوغان

ترجمة خاصة بـ ( المشهد العربي )

سلطت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الضوء على تبني الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موقفًا مغايرًا تجاه قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي عن سياساته التي ينتهجها في بلاده حيال الصحفيين الأتراك.

 

وتحت عنوان "أردوغان اتخذ موقفًا لصالح خاشقجي.. الآن يجب عليه إطلاق سراح منتقديه الذين حبسهم"، ذكرت الصحيفة أن الرئيس التركي بمطالبته بالمحاسبة الكاملة للمتورطين في مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول حظي بشيء من الثناء على وضوحه الأخلاقي، إلا أنه يستطيع أن يعزز من مصداقيته بتطبيق نفس المبادئ على حكمه.

 

وأشارت الصحيفة – في مقالة افتتاحية نشرتها على موقعها الإلكتروني وترجمها (المشهد العربي) – إلى أن آلاف الصحفيين والموظفين الحكوميين والأكاديميين محتجزون بشكل غير قانوني ويواجهون اتهامات في تركيا من أردوغان وحكومته.

 

ولفتت الصحيفة إلى أن السلطات التركية شنت حملة قمع عنيفة عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016، وظل أردوغان في حالة بحث دقيق عن أي شخص يُشتبه في أنه متعاطف مع أو مدعوم من رجل الدين الإسلامي فتح الله غولن، الذي كان حليفًا يومًا ما لأردوغان، ولكنه يعيش الآن في منفى اختياري في بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية، إذ يتهم أردوغان غولن بأنه مدبر محاولة الانقلاب، وهو الأمر الذي نفاه الأخير.

 

وألمحت الصحيفة إلى أن حملة الاعتقالات بعد محاولة الانقلاب الفاشلة كانت واسعة النطاق؛ فوفقًا للروايات التركية، أُغلِقت 189 وسيلة إعلامية، وأُلقِي القبض على 319 صحفيًا، لا يزال 180 منهم محتجزين، وفَقَد أكثر من 6000 أكاديمي وظائفهم، وفُصِل 4662 من القضاة والمدعين العامين من عملهم، وأُغلِقت حوالي 3000 مدرسة وجامعة، ومنذ انطلاق الحملة، أحكَم أردوغان قبضته على الحكم في البلاد.

 

ونبَّهت الصحيفة إلى أن أردوغان أعلن مؤخرًا – في مقال بـ(واشنطن بوست) – أن تركيا "فعلت المستحيل" لكشف الحقائق في قضية خاشقجي، والآن، يجب عليه أيضًا أن يمارس مثل هذه القوة الجبارة لتحرير الصحفيين وغيرهم ممن سجنهم دون وجه حق، ويمكنه البدء بزهرة دوغان الصحفية التركية والمحررة المؤسسة بوكالة الأنباء الكردية النسائية (جينها)، التي أُغلقت في أكتوبر 2016 بموجب مرسوم أصدره أردوغان في إطار حالة الطوارئ المفروضة في البلاد بعد محاولة الانقلاب.

 

ونوَّهت الصحيفة بأنه في مدينة نصيبين التابعة لمحافظة ماردين التركية، وهي مدينة تخضع لحظر تجوال على مدار الساعة من قِبل الجيش التركي من جرّاء معركته مع المقاتلين الأكراد، لم تستطع دوغان التنقل، فبدأت في الرسم على هاتفها الذكي، وحصل فنها على اهتمام واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وعندما نشرت الحسابات التركية الموالية للجيش صورة على موقع التدوينات المصغرة (تويتر) للجنود في بيئة حضرية بها أعلام تركية في كل مكان، وهو ما يفترض أنه انتصار على حزب العمال الكردستاني، رسمت دوغان المشهد كمنظر كئيب، مليء بالدخان، مسكون بالأشباح، ولهذا، اُتهمت بـ"الدعاية" لحزب العمال الكردستاني، كما أن مقالًا كتبته نقلًا عن صبي صغير متضرر من القتال اُعتبر "دعاية إرهابية".

 

سُجنت زهرة دوغان للمرة الأولى في عام 2016، وسُجنت مجددًا في عام 2017، وتقضي حكمًا بالسجن لمدة عامين وتسعة أشهر و22 يومًا، وقد تسلمت جائزة "الشجاعة في الصحافة" في 23 أكتوبر من المؤسسة الإعلامية الدولية للمرأة، ولكن قبل يومين من تكريمها، نُقِلت إلى سجن ذي إجراءات أمنية صارمة تحت ظروف أشد قسوة، وفي رسالة صوتية شُغّلت في حفل توزيع الجوائز، قالت دوغان: "اُكْتُب، واصل النضال بقلمك، لأنه أعظم أداة للنضال"، وفقًا للصحيفة.

 

واختتمت الصحيفة بالقول إن أردوغان يثير سخطه بشدة من مقتل خاشقجي، وعليه الآن أن يفعل الصواب في دائرة اختصاصه، بإطلاق سراح الصحفيين والعلماء والموظفين الحكوميين، والبدء في استعادة الديمقراطية وحرية الصحافة التي كانت مزدهرة في تركيا يومًا ما.

 

 لقراءة النص الأصلي من الواشنطن بوست إضغط هنــــــــا