عشم إبليس

بحسب متابعتي لطبيعة وحقيقة ممارسة الشرعية اليمنية على الواقع المعاش ، ورغم إدانة العالم لإنقلاب الحوثي / عفاش وحجم الدمار والضحايا الذي أوصل اليمن حد المجاعة بسبب الانقلاب ، وبرغم إعتراف العالم بجسارة وبطولة المقاومة الجنوبية في الانتصار على الإنقلاب جنوبا وهزيمته ومطاردته في أهم معاقله شمالا وكذا اعتراف العالم بالنجاحات التي حققتها وتحققها قوات المقاومة الجنوبية في محاربة الإرهاب ولاننسى الإشارة هنا الى أن هذه المقاومة الجنوبية هي الوحيدة التي انتصرت للشرعية واوجدت لها موطئ قدم تقف عليه أمام العالم من كل القوي اليمنية سياسية وقبيلة ودينية وعسكرية بما فيها مايعرف ب "الجيش الوطني " المتواجدة أو من تقول انها تتواجد في اليمن ..
وتجاوزا لكل تلك الحقائق وبهدف الإلتفاف على القضية الجنوبية وعلى الثورة الجنوبية المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات والهادفة إستعادة الدولة الجنوبية وفك الارتباط ، ولأن المنظومة التي تسيطر على زمام الأمور وتديرها في سلطة شرعية الرئيس هادي هي ذاتها نفس المنظومة التي انقلبت على وحدة مايو 1990م ثم احتلت الجنوب في حرب 94 ومارست فيه فساد نهب واستحواذ وإلغاء هوية في صورة تمثل اقبح إحتلال عرفته البشرية ، هي نفسها تلك القوى اليمنية التي لاتعترف إلا بأن الجنوب فرع عاد إلى الأصل في صلف واستعلاء وإستكبار ليس على من انقلب عليهم وطردهم من صنعاء ومن كل الشمال تقريبا " ج.ع.ي" ولكن على من نصرهم ولازال ينتصر ..
وبنظرة فاحصة ورؤية عميقة لكل ماذكر أعلاه يمكنني الاستنتاج أن هذه الشرعية من الممكن وليس ببعيد ذلك عن عقيدتها الفكرية وتركيبتها العسكرية القبلية الدينية وكما فعلت بعد مايو 90 وبعد حرب 94 م وبهدف إبتلاع نهائي للجنوب أن تضع المقاومة الجنوبية البطلة موضع الاتهام لإستباحة الجنوب للمرة الثالثة بعد وحدة 90 بين دولتي الجنوب والشمال وفي سبيل ذلك ونكاية بالجنوب فليس من المسبعد أن تكافئ الانقلابيين بشراكة واسعة وبحق حصولها الخمس كإعتراف كامل بأحقية البطنين في الحكم ..

الجهل والغرور والاستعلاء تجعل الكثير ممن هم في تحالف الشرعية لايرون حتى اللحظة أن جنوب مابعد 2015م ليس كما قبله وأن شيوخ قبائل الشمال وعسكره ومفتيه ليس كما كانوا في 1994 .