باليرمو يكشف عن تضارب المصالح بين الأطراف الليبية

السبت 17 نوفمبر 2018 07:11:00
باليرمو يكشف عن تضارب المصالح بين الأطراف الليبية

كشف مؤتمر باليرمو عن الخلافات العميقة وتضارب المصالح بين الأطراف الليبيه، بجانب الخلافات بين الدول المعنية بالملف الليبي، ما يعرقل التوصل الى حلول سريعة لإخراج هذا البلد من الفوضى التي يغرق فيها.

قالت خبيرة الشؤون الليبية في «مجموعة الأزمات الدولية» كلاوديا غازيني: «إن تصرف الوفود الليبية التي شاركت في مؤتمر باليرمو يكشف للأسف ان الخلافات بينهم لا تزال عميقة للغاية»،و أن بعض أطراف النزاع رفضوا الجلوس على الطاولة ذاتها مع خصومهم، في حين أن الرجل القوي في شرق ليبيا المشير خليفة حفتر زعيم «الجيش الوطني الليبي» رفض المشاركة في أعمال المؤتمر.

وقال أستاذ العلاقات الدولية في «جامعة طرابلس» خالد المنتصر: «لن ينجح أي مؤتمر تمارس فيه الأطراف الدولية ضغوطاً على الليبيين، وكلا منها يرسم حلاً ومخرجاً للأزمة يطابق مصالحها فقط». واعتبر أن «على الليبيين أن يتفقوا على النقاط التي يجب أن يناقشوها، وهو للأسف أمر غير متاح لأنهم غير جاهزين بعد لقبول بعضهم البعض وتقبل الاختلاف».

أما المحلل الليبي عماد بادي، فاعتبر أن مؤتمر باليرمو يندرج في سياق حرب النفوذ بين روما وباريس في شأن الملف الليبي. وأضاف: «مؤتمر باليرمو لم يركز على تحسين العلاقات بين القطبين السياسيين الاساسيين، بل على سعي ايطاليا إلى الردّ على المبادرة الفرنسية». وبعد قمة حول ليبيا في باريس في أيار (مايو) الماضي، أخذت روما على باريس سعيها إلى التفرد بالملف الليبي.

 وأعربت الباحثة في الشؤون الأفرو - أوروبية إخلاص المزوغي عن أسفها للخلافات بين الدول الأوروبية حول ليبيا، وقالت: «هناك إنقسام أوروبي حاد في رؤى الحل يؤثر سلباً في الوضع الراهن، والذي يتوقع أن يستمر لسنوات مقبلة». وإذا كان مؤتمر باليرمو اعتبر «فاشلاً» برأي العديد من المحللين، فإن بعضهم شدد على أهمية اللقاءين اللذين نظمتهما الأمم المتحدة قبل افتتاح المؤتمر، وشارك فيهما مسؤولون عن حكومة الوفاق الوطني وعن البرلمان الذي يتخذ من شرق البلاد مقراً.