وثيقة جريفيث..استعدادات دولية لإنجاحها رغم التململ الحوثي

الثلاثاء 20 نوفمبر 2018 19:56:00
وثيقة جريفيث..استعدادات دولية لإنجاحها رغم التململ الحوثي

رأي المشهد العربي

يعلق الشعب اليمني أماله على جولة مفاوضات السلام المرجح عقدها في 29 نوفمبر الجاري، بالسويد، بناء على ما يسمى بوثيقة جريفيث، التي اقترحها المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث، حيث يأمل الشعب في التوصل لحلول سلمية، من شأنها عودة السلام من جديد لليمن السعيد.

ووعدت الأمم المتحدة بأن تجتمع جميع الأطراف على طاولة المفاوضات، بينما فشلت العديد من المحاولات السابقة، حيث رفضت مليشيا الحوثي الانقلابية والمدعومة من إيران المشاورات أكثر من مرة، كان آخرها ما حدث في مشاورات جنيف سبتمبر الماضي.

وكان المبعوث الأممي لدى اليمن مارتن جريفيث جدد طلبه الأحد، إلى مجلس اليمن بإعادة التوصل إلى حوار مشترك من شأنه إيقاف أطراف النزاع وبسط السلام على أرض اليمن.

وقال جريفيث بعد بدء الجلسة من أجل بحث التطورات الإنسانية والسياسية في اليمن، إن الحديدة بؤرة ساخنة من النزاع في البلاد.

وأشار المبعوث الدولي، إلى أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، معربا عن امتنانه لجميع من دعا إلى وقف العمليات العسكرية في الحديدة، مؤكداً أنه حصل على ضمانات من الأطراف اليمنية للحضور إلى المشاورات القادمة في السويد.

ونوه جريفيث إلى أن المفاوضات ستبدأ خلال الأسابيع المقبلة، قائلا إن المحادثات القادمة في السويد سترتكز على وثيقة قام هو بإعدادها، مضيفا أن الوثيقة التي قدمها ترتكز على آليات سياسية وأمنية بضمانات للتنفيذ، وتهدف لوقف إطلاق النار فى اليمن.

وأكد أنه سيزور صنعاء، وسيلتقى بما يسمى زعيم مليشيا الحوثي، مشيراً إلى أنه سيرافق الوفد الحوثي إلى المشاورات، في تأكيد على أن الذرائع التي عرقلت حضور مشاورات جنيف 3 لن تكون مقبولة في هذه المشاورات.

وقُبلت وثيقة جريفيث بترحيب دولي كبير، حيث طالب السفير الروسي لدى اليمن فلاديمير ديدوشكين المجتمع الدولي، وأطراف النزاع فى اليمن إلى دعم قرار المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن جريفيث بشأن إحلال السلام باليمن.

وشدد ديدوشكين، في تصريحات نشرته لوكالة "تاس" الروسية، على ضرورة أن تكون تلك الوثيقة إلزامية وذلك لأهميتها الجوهرية، كما أنها ستكون حلًا وسطًا صعبًا؛ مما سيضطر الأطراف إلى تقديم تنازلات كبيرة.

 ولفتإلى أنه لأول مرة منذ بداية الصراع في اليمن، يتم تقديم وثيقة محددة والتي يجب أن يؤيدها جميع أطراف النزاع، وكذلك المجتمع الدولي متمثلًا فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

ومن جانبها، أعلنت الكويت موافقتها على الوثيقة، ورحبت بإعلان عودة استئناف المشاورات السياسية في ستوكهولم، وأعربت أيضا عن شكرها للسويد، لاستعدادها لاستضافة هذه المشاورات، متمنية عدم تكرار سيناريو جولة مشاورات جنيف في شهر سبتمبر الماضي، والتي شھدت دعماً مطلقاً من مجلس الأمن والمجتمع الدولي وبالأخص دول تحالف دعم الشرعیة في الیمن.

وأكد مندوب الكویت الدائم لدى الأمم المتحدة، منصور العتیبي، إیمان الكویت بالحل السیاسي، معرباً عن دعم العملیة السیاسیة الكفیلة بإنھاء معاناة الشعب الیمني مع أھمیة ارتكاز الجھود الرامیة لإنھاء الأزمة على المرجعیات السیاسیة الثلاث وھي المبادرة الخلیجیة، وآلیتھا التنفیذیة، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وأضاف العتیبي، أن دول تحالف دعم الشرعیة عمدت إلى وقف عملیاتھا العسكریة آنذاك وقدمت جمیع التسھیلات الضامنة لمشاركة میسرة ودون أي عوائق لوفد جماعة الحوثي "الا أنا للأسف تخلفت عن المشاركة فیھا.

بينما بريطانيا، والتي قررت تقديم مشروع قرار جديد عن قرار جريفيث، إلا أنها أرجأته، وذلك حتى تتمكن من إحداث توافق أكبر على صيغته.

وأكدت مصادر دبلوماسية، أن القرار يتمحور حول دعم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، والدعوة لانخراط الأطراف اليمنية في جولة المشاورات المزمع عقدها أواخر نوفمبر في العاصمة السويدية ستوكهولم.

وأضافت المصادر، أن القرار يتضمن عدم وضع العراقيل أمام مساعي إحلال السلام، إضافة إلى إجراءات ذات طابع إنساني.

يأتي هذا في الوقت الذي تسلك فيه بريطانيا خطى أخرى، أكثر توثيقا وتأكيداً، بحيث لا تدع مجالاً واحداً لفشلها، لذلك قررت إرسال وزير خارجيتها جيرمي هانت أمس إلى العاصمة الإيرانية طهرانلبحث عدة قضايا من ضمنها الملف اليمني.

وأكد المراقبون، أن بريطانيا تسلك الطريق الصحيح، فهي تعلم جيداً مدى سيطرة إيران على مليشيا الحوثي، وبالتالي في حين اقتنعت طهران بذلك، ستتمكن من إقناع حليفتها "مليشيا الحوثي" بحضور المشاورات التي امتنعت كثيرا عن حضورها، أو رفضت بنودها، بالإضافة إلى بحث مستقبل الاتفاق النووي، مع نطيره الإيراني محمد جواد ظريف، ربما سيرهن جيرمي الملفان ببعضهما.

وتعتبر هذه أول زيارة لجيريمي هانت، بعد تعيينه في يوليو الماضي، بمنصب وزير الخارجية البريطاني، بعد استقالة سلفه بوريس جونسون، احتجاجًا على خطط الحكومة إقامة علاقة تجارية وثيقة مع الاتحاد الأوروبي.

ومن جانبها، جددت الشرعية، موقفها الداعم لجهود مبعوث الأمم المتحدة الخاص مارتن جريفيث، لإحلال السلام فى البلاد، من خلال نيته عقد جولة جديدة من المشاورات، وأعربت عن أملها بأن يلتزم "الطرف الانقلابي" بالحضور إلى هذه المشاورات بنية صادقة، لمناقشة حزمة إجراءات بناء الثقة المقترحة من قِبل المبعوث الأممى.

وكان رد الحوثي الذي يتكرر مع اقتراب كل جولة مشاورات، هو التصعيد، حيث قامت مليشيا الحوثي بحملة مداهمات جديدة لمساكن مسؤولين في الحكومة الشرعية في صنعاء، كما قامت باختطاف واعتقال العديد من المدنيين، وقصف المواقع السكنية، ونقل معتقليها لسجون جديدة مجهولة.