تفاصيل الصفقة الفاشلة للنظام القطري في العراق تقرير خاص

الأربعاء 21 نوفمبر 2018 17:56:00
تفاصيل الصفقة الفاشلة للنظام القطري في العراق " تقرير خاص "

لم تكفي طموحات نظام الحمدين القطري المشبوهة، تمويل الجماعات الإرهابية التي يحتضنها ويقدم لها الدعم داخل دويلته، بل امتدت أطماعه وطموحاته لتصل إلى حماس في فلسطين وصنعت تحالفاً استراتيجياً غير شرعياً مع إيران، وأخيراً توجهت إلى العراق، عن طريق زيارة رسمية قام بها وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى بغداد، لشراء حلفاء وتقديم أموالاً باهظة لمليشيات على صلة بإيران من أجل تنفيذ مؤامرات تهدف لزعزعة أمن واستقرار المنطقة.

وفى محاولة لاستقطاب رئيس الحكومة العراقية الجديد عادل عبدالمهدي، عهد أمير قطر لوزير خارجيته محمد عبد الرحمن بتنفيذ المهمة المشبوهة، حيث أرسله إلى العراق في زيارة مفاجأة، وسعى لاستغلال ضبابية المشهد السياسي ببغداد، غير أن مسؤولي العراق نجحوا في كشف تلاعب الحمدين الخفي لتوريطهم، وأغلق عبدالمهدي الباب في وجه الدوحة ورفض إملاءاتها، وخرج الوفد القطري من بغداد يجر أذيال الخيبة والفشل.

وعقب الزيارة المشبوهة، برزت خلافات بين مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، مع رئيس "تحالف الفتح" المقرب من إيران هادي العامري، بعدما كانت خلف الكواليس، وذلك بعد اتهام الصدر نوابًا سنة، من تحالف العامري ببيع وشراء وزارات ومناصب حساسة بمبالغ مالية ضخمة، ما أظهر تواجد قطري خلف كواليس الخلاف المتصاعد.

وقال الخبير السياسي عبد الغني يحيى، في تصريح خاص لـ"المشهد العربي"، أن زيارة الوزير القطري إلى بغداد جاءت لدعم مرشحي الدوحة، لشغل ما تبقى من الحقائب الوزارية في حكومة عادل عبد المهدي، خصوصا أن قطر تسعى إلى السيطرة على الساحة السياسية العراقية بدعم مباشر من إيران، إضافة إلى أن تهريب العملة الصعبة خصوصا الدولار من قطر إلى إيران عبر مصارف وشبكات تجارية قطرية من خلال العراق كانت على محور النقاشات الوزير القطري".

وأكد يحي، أن هذه الزيارة جاءت في إطار الالتفاف على العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، فقطر تربطها علاقات وثيقة مع نظام الملالي، وكلاهما يستخدمان العراق كطرف في هذه العلاقات المشبوهة، مشيرا إلى أن قطر تستغل نقطة الضعف في العقوبات الأمريكية المتمثلة بإعفاء العراق ودول أخرى من الالتزام بها في نجدة حليفها الإيراني.

وأضاف أن زيارة وزير خارجية قطر إلى العراق جاءت من أجل تأمين مناصب في الحكومة العراقية للسياسيين المدعومين من قطر وإيران، حيث التقى مع خميس الخنجر القيادي بتحالف المحور المدعوم من قطر.

وأشار إلى أن هذه الزيارة تأتي بعد التسريبات التي أشارت إلى أن الخنجر لن يحصل على وزارة في حكومة عبدالمهدي، مشددا على أن "قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي تدخلت في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بموافقة إيران، التي سمحت للسياسيين التابعين لقطر الذين كانوا معروفين إعلاميا بمناصرتهم لتنظيم داعش الإرهابي بخوض الانتخابات والمشاركة في العملية السياسية".

من جانبه قال الخبير الاستراتيجي مؤيد الجحيشي أن التحالف الخماسي الذي تسعى قطر لتشكيله لن يولد، وأن قطر تلعب بالنار، فهذا التحالف لن يرى النور لأنه بعيد عن أمريكا".

وكشف الجحيشي عن استيلاء قطر على مساحات واسعة من الأراضي العراقية، موضحاً أنه "بحسب المعلومات المسربة من الاجتماعات التي جمعت وزير الخارجية القطري مع خميس الخنجر والسياسيين العراقيين، ستدعم قطر عملية إعمار المحافظات السنية من خلال الاستثمار، حيث ستشتري الدوحة مساحات واسعة من الأراضي في هذه المحافظات وتنشئ عليها أبنية ووحدات سكنية وستكون ملكيتها لقطر، وهي عملية استيلاء على الأراضي العراقية تحت غطاء الاستثمار، وهو نوع من الاحتلال.

وأضاف أن الوزير القطري أتى ليتباحث مع الحكومة العراقية كيفية الخروج من العقوبات بأقل ضرر دون أن تغضب أمريكا وإيران منها، ملفتاً أن الدوحة تخير العراق بين إعطائها هذه الأراضي أو أن تدخل داعش في المدن العراقية مجدداً.

وكشف برلماني عراقي عن تحالف سائرون ، الذي يتزعمه مقتدى الصدر، أن قطر وإيران تسعيان إلى جر العراق لـ"تحالف الشر الخماسي" عبر حلفائهما في مجلس النواب، بينما كشف خبير سياسي عن "احتلال الدوحة مساحات واسعة من الأراضي العراقية تحت غطاء الاستثمار".

وأكد البرلماني أن الوزير القطري عرض مشروع تأسيس تحالف خماسي من العراق وقطر وإيران وتركيا وسوريا، على الحكومة العراقية وعلى الكتل السياسية، مؤكداً أن "الحكومة العراقية رفضت المشروع".

وأضاف النائب في سرده تفاصيل المسعى القطري الإيراني نحو تدشين "تحالف الشر الخماسي": "لكن هناك محاولات لتمريره عبر البرلمان العراقي من خلال عرضه للتصويت، وحينها سيحصل على أصوات تحالف البناء (تحالف المليشيات والأحزاب التابعة لإيران)، إضافة إلى عدد من النواب العرب السنة المنضوين في تحالف المحور العربي الذي يتزعمه القيادي السني خميس الخنجر حليف قطر وإيران".

كما يشير النائب إلى أن "خميس الخنجر ورئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي يعملان على تمرير صفقة التحالف الخماسي بأوامر من طهران والدوحة، فيما تضغط طهران على الحكومة العراقية ومجلس النواب لتنصيب رئيس مجلس النواب السابق سليم الجبوري القيادي في الإخوان وزيراً للدفاع؛ كي تضمن إيران السيطرة الكاملة على القوات الأمنية والعسكرية العراقية وتقود التحالف الخماسي".

واعتبر أن "الهدف من التحالف هو مواجهة دول الخليج العربي وأمريكا وتوسيع نفوذ إيران بأموال قطرية في المنطقة والسيطرة على العراق بالكامل".

وقال مقتدى الصدر، في تغريدة له، على "تويتر" "إن هناك صفقات ضخمة تُحاك بين بعض أعضاء "الفتح" وبعض أفراد "البناء" من سياسيي السنة، لشراء الوزارات بأموال ضخمة، وبدعم خارجي لا مثيل له".

وهدد الصدر، العامري بقوله: «إما أن نمضي سوياً على ما اتفقنا، أو يأخذوا كل مغانمهم وبأي أسلوب يشاؤون، وتحت أنظار الشعب، أو أن تحاول إصلاح من يقوم بذلك ممن هم تحت جناحك، كما عهدتك، فإنك لا تجامل على حساب الوطن»، مضيفًا إنني«تحالفت معك، ولم أتحالف مع الميليشاويين والفاسدين».

وبحسب مصدر مطلع على طبيعة زيارة آل ثاني، فإنه بحث مع الأطراف إمكانية زج عدد من الشخصيات في تشكيلة عادل عبد المهدي، وأبرزها القيادي السابق في الحزب الاسلامي العراقي (الإخوان) سليم الجبوري، في منصب وزير الدفاع، والأمين العام للحزب إياد السامرائي بمنصب وزير التخطيط، فضلًا عن مناصب أخرى.

ورغم أن تلك المناصب محسومة تقريبًا لشخصيات سنية، إلا أن المصدر أكد أن آل ثاني، تحدث بوضوح عن رغبته بتولي سليم الجبوري وزارة الدفاع.

وأضاف المصدر أن ما أزعج زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، هو التدخل الخارجي في ملف تشكيلة الحكومة العراقية، إذ أشار إليه بقوله« إن بيع المناصب يجري بدعم خارجي لا مثيل له»، في إشارة إلى التدخل القطري في ملف تشكيل الحكومة العراقية.

ومع تطور الخلافات السياسية بين الزعيمين الشيعيين، أبدى مراقبون للشأن الأمني تخوفهم من انعكاس هذا الخلاف على الشارع العراقي، وتطوره إلى نزاع مسلح، أو البدء بعمليات اغتيال بين الطرفين، خاصة وأن كلًا منهما يمتلك ترسانة عسكرية، وأسلحة، وعددًا كبيرًا من العناصر الأمنية والأتباع الموالين.

وعلى صعيد متصل، استنكرت العشائر العربية الدور الإرهابي الذي تلعبه قطر في العراق ودعمها للإرهاب الإيراني.
وشدد الشيخ مزاحم الحويت، المتحدث باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها، على أن "قطر تخطط لإدخال العراق في حرب مدمرة جديدة مثلما فعلت خلال السنوات الماضية".

وقال الحويت إن "هدف الدوحة من وراء انشاء التحالف الخماسي مواجهة التحالف العربي، لكن لن يتحالف الشعب العراقي مع قطر وإيران لأنهما يقتلان العراقيين عبر تنظيمات القاعدة وداعش ومسلحي المليشيات".

وأشار إلى أن "تشكيل أي تحالف من قبل قطر وإيران يعني أن الإرهاب لن ينتهي وستعيش المنطقة أوضاعاً مأساوية لذلك يجب أن يتصدى التحالف العربي والتحالف الدولي لمحور الشر الإيراني القطري".