بدعم حماس للحوثي..التمويل الإيراني كلمة السر

الأربعاء 28 نوفمبر 2018 20:57:27
بدعم حماس للحوثي..التمويل الإيراني كلمة السر

رأي المشهد العربي

تاريخ من تزييف الحقائق واللعب على كل الأوجه للوصول إلى أغراضها السياسية، دون التفكير فيما قد تؤول إليه الأمور لاحقا، إنها حركة حماس الفلسطينية، والتي تنتهج نفس الخطوات والأسلوب الإخواني في تصرفاتها، فمصلحتها أولا حتى ولو اضطرت أن تناقد نفسها، فاليوم برأي وغدا برأي مخالف له تماما وكل ما يشغلها هو التوصل إلى مبتغاها الذي قد يخلو من القضية الفلسطينية ذاتها.

فصدمت تصريحات لممثل حركة حماس في إيران خالد القدومي بشأن مليشيا الحوثي الانقلابية، العالم، حيث أعرب عن أمله في أن تنتصر مليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن، واصفا إياهم بحلفاء حماس.

وبحسب وكالة أنباء "التقريب"، قال القدومي: " النصر في نهاية المطاف سيكون حليف شعب فلسطين واليمن".

وهاجم القدومي حكام بعض الدول الإسلامية، واتهامها بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية ضد الشعبين اليمني والفلسطيني، وهي تصريحات ترددها الميليشيات الانقلابية في اليمن .

وقال: "للأسف، فإن المشكلة الأساسية في المنطقة هي وجود بعض الحكام الذين يساهمون في المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة، إنهم يتجاهلون إرادة أممهم" على حد زعمه.

وبالرجوع للوراء ثلاثة أعوام فقط، ستجد موقف حركة حماس مختلفا تماما، أو مذبذبا حيث أيدت الحركة "عاصفة الحزم" التي بدأها التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات، لمساندة اليمن في للتصدي لإرهاب مليشيا الحوثي في المنطقة.

وفي مارس 2015، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إنها تقف مع "الشرعية السياسية" وخيار الشعب في اليمن، وأنها مع اليمن وأمنه واستقراره، ومع الحوار والتوافق الوطني بين أبنائها كما أعلنت وقوفها مع "الشرعية السياسية" في اليمن .

وأضافت في بيان صحفي وقتها، أنها تقف مع الشرعية السياسية في اليمن وخيار الشعب اليمني، الذي اختاره وتوافق عليه ديمقراطيا، وإنها تقف مع اليمن وأمنه واستقراره، والحوار والتوافق الوطني بين أبنائه، وأكدت أنها مع أمن واستقرار المنطقة العربية دولاً وشعوباً، وترفض كل ما يمس أمنها واستقرارها.

ويبدو أن علاقة حماس بإيران كانت هي كلمة السر في تغيير موقف الحركة، ففي 2015 كانت العلاقة متوترة بين الحركة وإيران لذا أيدت الشرعية اليمنية، ولكن بعد استقرار العلاقات بين الطرفين بدأ تأييد الحوثي المدعوم من إيران يظهر علنيا من قبل الحركة.

إلا أن تعزيز الكتلة الداعمة لإيران برئاسة زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، والعاروري وآخرين، في الانتخابات الأخيرة التي أجرتها حماس، وكذلك الضائقة المادية التي تعرضت لها، ورغبة إيران في القيام بدور مركزي في الحلبة الفلسطينية، شق جميعها الطريق لتحسين العلاقات بين إيران وحماس.

وفي بداية شهر أغسطس عام 2017، زار علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري الرئيس الإيراني، لبنان والتقى بوفد من المسؤولين في حماس، بالمقابل، استغلت حماس مراسم أداء القسم للرئيس روحاني لزيارة وفدها إلى طهران.

والتقى الوفد حينها، مع مسؤولين إيرانيين كانوا قد شددوا أمامه التزام إيران، بمتابعة دعمها للفلسطينيين.

وزدادت المُساعَدات الإيرانية لحماس بشكل ملحوظ بعد سيطرة الأخيرة على قطاع غزة، في يونيه 2007، اعتقدت إيران أن ترسيخ سيطرة حماس هام لإدارة النزاع المسلح ضد إسرائيل وضروري لدفع تأثيرها في الحلبة الفلسطينية.

 إلا أنه رغم ذلك، جاءت الحرب السورية لتشرخ هذه العلاقات، حيث اختارت طهران نظام الأسد، ليكون هو الحليف الجديد والأهم، فتخلت عن حماس، وبالتالي تخلت حماس عن إيران ودعمت المعارضة السورية.

أدى إحباط إيران من إدارة حماس إلى تقليص المساعدات التي حصلت عليها الأخيرة بشكل ملحوظ، رغم استمرار العلاقة بين إيران والجناح العسكري لحركة حماس.

وأثارت الحرب في غزة في صيف 2014 أملا مجددا في طهران، فيما يتعلق بإمكانية إعادة تأهيل علاقاتها مع حماس، إلا أن حماس حينها كانت تدعم حليفها الأول والأهم وهي قطر، التي كانت تشارك حينها في عاصفة الحزم، ضمن قوات التحالف العربي، فرفضت العودة لإيران، وبالتالي أعلنت حينها مساندتها للشرعية.

ولكن وبعد المقاطعة التي فرضها الرباعي العربي" السعودية والإمارات ومصر والبحرين" على إمارة قطر لدعمها وتمويلها للتنظيمات الإرهابية، وانسحاب قطر على إثرها من قوات التحالف، فسحبت على إثرها حلفاؤها من مساندة قوات التحالف، فغيرت حماس اليوم موقفها من التحالف والحوثي، وأعلنت تأييدها وتحالفها معه، عقب أوامر مباشرة من الراعي الأول لتمويلها ولأعمالها التخريبية، وأمرت قطر حلفاؤها في العالم برفض عاصفة الحزم، واستغلت إعلامها في تشويه تقارير وتصريحات مضادة للتحالف.

وطالبت من جماعة الإخوان الإرهابية، مناهضة التحالف، فأعلنت الجماعة ذلك في تصريحات سابقة، ولكن وقع حزب الإصلاح اليمني الذراع الأيمن للإخوان باليمن في ورطة، فما يريده هو السلطة وضعف السلطة الشرعية سيمكنه من الوصول لما يريد، وما يريده من قطر هو التمويل، فكان لابد من أن يُعدل استراتيجيته ويعلن مساندته للتحالف في العلن وفي الخفاء يساند الدوحة والمليشيا الممولة من إيران حليفة قطر، على عكس حماس التي أعلنتها صريحة.

وتبقى جماعة الإخوان الإرهابية ومشتقاتها من حماس وغيرها، العدو الأول للسلام في الوطن العربي، وذلك لقدرتهم على التلون والتخفي وعدم التزامهم بقضية ثابته ومبادئ راسخة.