من ينصف هؤلاء؟

عدد كبير جداً ممن أحيلوا للتقاعد أو ممن تم التخلص منهم في الكثير من المرافق والمؤسسات في مطلع التسعينات من القرن الماضي وما بعد ذلك. معظم هؤلاء كفاءات وخبرات تخصصية في مختلف المجالات، حتى أن بعضهم يتحدث لغات عدة ومؤهلين في أعرق الجامعات أصبحوا متقاعدين أو أحيلوا قسراً للتقاعد المبكر بهدف إحلال غيرهم من ذوي القربى، وهذا ما حدث في معظم المرافق والمؤسسات الجنوبية..

وهنا نسأل: كيف بات وضع هؤلاء الحياتي بعد الإقصاء؟
معظمهم يعيش على راتب شهري لا يكفي لأبسط مقومات الحياة، بل لا يذكر مع أن من وقع بحقهم الظلم والقهر قدرات متخصصة ومن النزهاء في ممارسة وظائفهم. رواتب جل هؤلاء التقاعدية لا تتجاوز الثلاثين ألفا في حدها الأعلى، وأي زيادات شكلية لا تمثل شيئاً لهم كما هو حال الزيادات القادمة، فماذا يعني لهم زيادة ثلاثين في المائة كما قال أحدهم لا تتجاوز أربعة آلاف ريال.

تلك مرتبات كبار المهندسين والمتخصصين من جيل الآباء، وهذا الجزاء الغريب الذي عوملوا به جعلهم يفقدون وظائفهم لا أكثر ولا أقل.
فما منحوا من تسويات لا تكفي لمصاريف يومين مع أن لديهم أسرا تعتمد على مداخيلهم.. وعليكم تخيل واقع حالهم المعيشي المؤسف. إن صيحاتهم وشكاويهم المستمرة لم تلفت انتباه أحد ولم يتم معالجة قضايا مظالم من هذا النوع مطلقاً، ربما من منظور أن هذا العدد قد تم التخلص منه وانتهى الأمر..

والأجدر بهذا العدد ممن وقع عليهم الظلم والإقصاء وعقاب التقاعد القسري، الذي هو في الأصل بدون مستحقات فعلية، أن يشكلوا لأنفسهم جمعية تعني بأمرهم والتعبير عن وضعهم المؤسف حتى يعاد النظر في مظالمهم وتسوية أوضاعهم على الأقل أسوة بأصغر موظف جاء بعدهم حتى لا تظل تلك الشريحة المظلومة بعيدة عن الأضواء، من منظور أن مظلمتهم سابقة وماتت بالتقادم، أو إنهم من رعيل لا يجيد أعمال الفهلوة حتى ينال حقه المشروع.​