هل فشلت مفاوضات السويد قبل أن تبدأ ؟

الخميس 29 نوفمبر 2018 20:00:00
هل فشلت مفاوضات السويد قبل أن تبدأ ؟

رأي المشهد العربي

أخذت مفاوضات السلام المرتقبة بين الشرعية في اليمن ومليشيا الحوثي الشهر المقبل في السويد منحنى آخر، بسبب وضع المليشيات العراقيل كعادتها أمام انعقاد تلك المشاورات.

ومجددا تسعى المليشيات لإفشال هذه المفاوضات وذلك بطرحهم شرط نقل الجرحى قبل مباشرة أي مشاورات، علماً بأن هذا الأمر كان قد تسبب بإجهاض المحاولة السابقة لعقد المشاورات في جنيف مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي.

ووضع زعيم الحوثيين شرط نقل 50 جريحاً ومثلهم من المرافقين قبيل البدء في أي مشاورات وهو ما قد يهدد بفشل هذه المفاوضات.

وقال المتحدث باسم الميليشيا المتمردة، محمد عبدالسلام، على حسابه في "تويتر": "تمت مناقشة ما يمكن أن يساعد على إجراء مشاورات جديدة في شهر ديسمبر القادم وعن التسهيلات المطلوبة لنقل الجرحى والمرضى للعلاج في الخارج وإعادتهم".

وكشفت مصادر محلية أن المليشيات ترغب عبر طرح هذا الشرط في تحقيق مكاسب.  ففي حال قبول مطلبهم، سيجري نقل عناصر إيرانية وأخرى تابعة لـ«حزب الله»، وإذا لم يتحقق المطلب، فإنهم يكونون قد تسببوا بعرقلة الجهود الدولية الرامية لحل الأزمة وتهديد مشاورات السويد، فضلا عن وقف عمليات القتال، وبالتالي لملمة الصفوف الحوثية وإعادة التمركز في الجبهات التي يخسرونها بشكل مستمر.

وقال المتحدث باسم الحكومة اليمنية:"إن من بين الجرحى الذين يتمسك الحوثي بهم كشرط من شروط الموافقة على التفاوض في السويد، أربعة عناصر لبنانية (يرجح أنهم من حزب الله اللبناني) واثنين إيرانيين من عناصر الحرس الثوري".

وأضاف:“لدينا معلومات استخباراتية مؤكدة، أن ضمن الجرحى أربعة لبنانيين، وعنصرين إيرانيين، ولذلك تصر الميليشيات الحوثية الإيرانية على عدم الكشف عن أسماء الجرحى".

وكان مارتن غريفيث تناول مع زعيم الميليشيات الحوثية، ملف نقل الجرحى، فضلاً عن مسألة الحديدة ومينائها، بهدف التحضير لمشاورات السويد التي يفترض أن تعقد مطلع ديسمبر، لكن زيارة الأخير لم تتوج بمعرفة الانتهاكات البشعة التي صنعتها المليشيا الانقلابية في المدينة.

واقتصرت زيارة المبعوث الأممي، على ميناء الحديدة، برفقة عدد من المسؤولين الأمميين، وعلى رأسهم ليز جراندي، منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن، وممثل برنامج الغذاء العالمي ستيفن أندرسون.

وذكر مصدر حقوقي، أن مليشيا الحوثي التي عرقلت الزيارة من الخميس إلى الجمعة، اشترطت على المبعوث الأممي عدم القيام بأي جولة أخرى في مدينة الحديدة؛ بحجة الاضطرابات الأمنية.

وقال المصدر: "إن المبعوث الأممي اكتفى باللقاء مع قيادات حوثية تتخذ من ميناء الحديدة مقرا لها، فيما لم يتمكن من لقاء أي من ممثلي المنظمات الحقوقية وأهالي المعتقلين والمخفيين قسريا في سجون المليشيا الانقلابية".

كما رفضت المليشيا الحوثية تأمين زيارة المبعوث الأممي إلى مدينة الحديدة والمرافق الصحية للاطلاع على الوضع الصحي والإنساني.

ولجأت مليشيا الحوثي إلى إخفاء بعض من انتهاكاتها المروعة في الحديدة، وذلك بإزالة جميع الحواجز الترابية والحاويات المخففة في محيط ميناء الحديدة، والتي كانت قد شيدتها خشية من تقدم القوات المشتركة لتحرير الميناء.

وغادر المبعوث الأممي من البوابة الشرقية الرئيسة لميناء الحديدة، سالكا المنفذ الشمالي للمدينة المتاخم للميناء.

وتألف موكب المبعوث الأممي والوفد المرافق له من أكثر من 20 سيارة مدرعة، ولم تدم زيارته للمدينة أكثر من 3 ساعات، قبل العودة برا إلى العاصمة صنعاء، التي قدموا منها.

وأعلن المبعوث الأممي أنه تم الاتفاق مع مليشيا الحوثي على ما وصفه بـ”دور" رئيسي” للأمم المتحدة في ميناء الحديدة، وأيضا “على نطاق واسع”.

ويبدو أن التصعيد الحوثي الأخير وخرق التهدئة في الحديدة يستهدف إعادة الوضع إلى مربع التصعيد وإبقاء التوتر على حاله.

وسبق أن حذّرت مصادر يمنية من أن إعلان الحوثيين استعدادهم للمشاركة في مفاوضات السلام الأممي التي تعتزم الأمم المتحدة عقدها في السويد، مجرد مناورة سياسية لكسب الوقت وإعادة ترتيب صفوفهم خاصة بعد الخسائر التي تكبدوها في الحديدة.

وفسرت المصادر إرسال المتمردين المزيد من التعزيزات العسكرية للمدينة الساحلية الواقعة على الساحل الغربي لليمن وقصفهم المناطق السكنية في جنوب وشرق الحديدة، بنية مسبقة للتصعيد وإرباك جهود السلام.

واستبعد وزير الخارجية خالد اليماني أن تتوقف الميليشيات عن استحداث شروط تعجيزية، ومحاولة المراوغة والاستمرار في التعنت أمام السلام.

ويعلل اليماني في اتصال مع «الشرق الأوسط» وجهة نظره بأن «ما تتعرض له الميليشيات من خسائر في الجبهات يعتبر قاصما للمشروع الحوثي.

يأتي هذا في ظل فشل الحوثيين في تعيين ممثل لهم في مفاوضات السويد مع وجود هذه الخلافات الحادة بين محمد الحوثي؛ ومهدي المشاط؛ وحكومتهم غير المعترف بها دولياً ومحلياً.

وأكدت مصادر أن محمد علي الحوثي؛ شدّد على إبقاء "ابن حبتور"؛ في الواجهة كرئيس حكومة صوري أمام العالم دون أي صلاحيات، إلا أن زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي؛ لم يهتم بهذه التهديدات وحاول احتواء هذه الأزمة، لكنه وصل إلى طريق مسدود؛ حيث إن هناك مخاوف من نشوب صدام مباشر، خاصة أن لدى محمد علي الحوثي؛ موالين ويتمتع بخبرة كافية في التخفي بحكم تلقيه تدريبات على يد الخبراء الإيرانيين.